أخبار العالم

خامنئي يصدرا “عفوا شاملا” عن عشرات الآلاف من المحتجزين بالاحتجاجات


أصدر المرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الأحد، “عفوا شاملا” عن عشرات الآلاف من المحتجزين في الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد. القرار، ولأول مرة، يعد اعترافا بحجم الحملة القمعية في إيران.

وقالت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية إن العفو جاء بناء على طلب من رئيس السلطة القضائية غلام أيجئي.

وأفاد بأن خامنئي وافق على تخفيف عقوبة عشرات الآلاف من “المتهمين والمدانين” في الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد.

وذكرت وكالة “مهر” الإيرانية للأنباء أن شروط العفو هي “عدم التجسس لصالح الأجانب وعدم الاتصال المباشر بعملاء المخابرات الأجنبية، وعدم ارتكاب القتل العمد والإصابة، والتدمير والحرق المتعمد للمرافق الحكومية والعسكرية والعامة وعدم وجود جهة إدعاء خاصة”.


كما استبعد أمر العفو عدة فئات منها “تجار الأسلحة النارية ومرتكبي جرائم السطو المسلح والسرقة وجرائم المخدرات، ومهربي السلع والعملة الصعبة والمشروبات الكحولية، والمتورطين في زعزعة الاقتصاد وجرائم متعلقة بالأمن الداخلي والخارجي”.

واندلعت الاحتجاجات في إيران في سبتمبر الماضي بعد وفاة الشابة مهسا أميني، التي يتهم المتظاهرون الشرطة بقتلها بعد احتجازها بدعوى ارتدائها حجابا بشكل غير لائق، رغم أن السلطات تنفي تعرضها للضرب على يد الشرطة. وأسفرت الاحتجاجات في إيران عن مقتل وإصابة واعتقال المئات.


يأتي مرسوم خامنئي، وهو جزء من عفو سنوي يصدره المرشد الأعلى قبل ذكرى الثورة الإسلامية الإيرانية لعام 1979، في الوقت الذي لم تحدد السلطات فيه بعد عدد الأشخاص الذين اعتقلتهم على خلفية التظاهرات. ومع ذلك، لا توجد معلومات حول من سيستفيد من العفو.

وتم اعتقال أكثر من 19,600 شخص خلال الاحتجاجات، وفقا لنشطاء حقوق الإنسان في إيران، وهي منظمة تتعقب الحملة، كما قتل ما لا يقل عن 527 شخصا.

وفي وقت سابق، دعا مير حسين موسوي، القيادي الإيراني المعارض، والمعتقل منذ فترة طويلة، إلى استفتاء عام حول كتابة دستور جديد للجمهورية الإسلامية وسط احتجاجات عارمة على مستوى البلاد.

زعيم الحركة الخضراء، مير حسين موسوي (أرشيفية – فرانس برس)

تضمنت دعوة موسوي، التي نشرها موقع “كلمة” الإخباري الإلكتروني المعارض، مساء السبت، قوله إنه لا يعتقد الآن في فعالية النظام الإيراني الحالي المعتمد على المرشد الأعلى.

كما دعا موسوي إلى تشكيل جمعية دستورية من “ممثلين حقيقيين” لكتابة دستور جديد للبلاد.

ويتوقع ألا تستجيب الثيوقراطية الإيرانية لنداء موسوي، السياسي البالغ من العمر 80 عاما.

وظل موسوي وزوجته قيد الإقامة الجبرية منذ سنوات بعد أن أدت خسارته المثيرة للجدل في الانتخابات الرئاسية عام 2009 إلى احتجاجات “الحركة الخضراء” الضخمة التي قمعتها قوات الأمن أيضا.

مع ذلك، فقد دعم موسوي وخدم في الثيوقراطية الإيرانية لعقود.

وكان موسوي قال عام 2019 إن خامنئي يشبه الشاه السابق محمد رضا بهلوي، والذي شهد حكمه قيام قوات الأمن بإطلاق النار على متظاهرين في حادث أدى إلى اندلاع الثورة الإسلامية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى