‫ خبراء لـ الشرق: آن الأوان للاستفادة من الطاقة الشمسية

خبراء لـ الشرق: آن الأوان للاستفادة من الطاقة الشمسية

نشوى فكري

دعا عدد من الخبراء والمختصين، إلى ضرورة استغلال الطاقات المتجددة المتمثلة في الطاقة الشمسية والتي أصبحت مطلبا أساسيا واتجاها عالمياً، نظرا لأنها لها العديد من المميزات، حيث إنها منخفضة التكاليف وصديقة للبيئة، مؤكدين على أن قطر سباقة في التوجه نحو تنوع مصادر الطاقة، والاتجاه للطاقة النظيفة والمتجددة، وزيادة الاستثمارات فيها، والتي كان من أبرزها مشروع محطة «الخرسعة» للطاقة الشمسية، والتي تم استخدامها في توليد الكهرباء وتبريد الاستادات الثمانية خلال بطولة كأس العالم 2022…

 وقالوا لـ «الشرق» إنه يجب دعم رؤية قطر الوطنية 2030 من خلال زيادة المبادرات والمشاريع القابلة للتنفيذ في قطاع الطاقة الشمسية، مشيرين إلى ضرورة التوسع في استخدام الطاقة الشمسية المتاحة طوال العام، واستغلالها في توليد الطاقة الكهربائية للمنازل، والمزارع والعزب، بحيث يتم تطبيقها في الإنارة، وكذلك تشغيل الثلاجات وبعض الأجهزة الكهربائية البسيطة، مما يوفر مبالغ مالية وتكاليف باهظة نتيجة فواتير الكهرباء…  وأشاروا إلى ضرورة اتخاذ خطوات جادة لتشغيل عجلة الطاقة النظيفة في الدولة، وذلك من خلال العمل على إشراك القطاع الخاص، على الاتجاه للطاقة الشمسية مما يخفض الإنفاق على إمدادات الكهرباء، منوهين إلى أن الأمر بحاجة لعمل دراسات وتجارب ناجحة من شأنها تشجيع وتحفيز رواد الأعمال على الاتجاه للطاقة الشمسية، بالإضافة إلى أهمية التحول نحو الابتكار في مجال الطاقة الشمسية، خاصة وأن الطاقة النظيفة هي المستقبل.

د. فهد الجمالي: تكثيف التوعية بالطاقة المتجددة

قال الدكتور فهد الجمالي – أكاديمي وأستاذ بجامعة قطر، إن استخدام الطاقة الشمسية يعد من المشاريع الحيوية، والاستثمارات الجيدة التي سيعتمد عليها المستقبل، فضلا عن أن لها تطبيقا عالي المستوى، حيث تقوم تقنيات الطاقة الشمسية بتحويل ضوء الشمس إلى كهرباء وحرارة، وهي أكثر استدامة وغير ملوثة للبيئة مقارنة مع احتراق الوقود الأحفوري… وأشار إلى حرص دولة قطر على الاتجاه نحو الطاقة المتجددة، خاصة مع وفرة الأشعة الشمسية في قطر، مما تجعلها المكان المثالي لتطوير الطاقة الشمسية، واستغلالها على نحو صحيح، من خلال الاستثمار بها خفض الانبعاثات الكربونية ومن ثم الإسهام في الحد من التغير المناخي، منوها إلى أهمية زيادة الاتجاه للاعتماد على الطاقة الشمسية، خاصة في فيما يتعلق بشركات القطاع الخاص وإنارة المنازل، وذلك من خلال وضع الأساسات وتوفير كافة المتطلبات من ألواح شمسية وغيرها، ولو على نطاق بسيط للتشجيع على استخدامها.

ويرى د. الجمالي أن التوسع في استخدام الطاقة الشمسية بحاجة لجهة أو إدارة تتبناها وتشجع وتحفز الشركات والأفراد على التوجه لها، بحيث تكون هذه الجهة تضم مشاركات من عدة جهات ومؤسسات ذات الصلة بالموضوع، لافتا إلى أهمية أيضا وضع الأسس المبدئية من خلال تكثيف وغرس التوعية بأهمية التوجه واستخدام الطاقة المتجددة ولاسيما الطاقة الشمسية، والعمل على تطبيقها على جميع الأصعدة، وحتى على مستوى إنارة المنازل والحدائق والعزب والمخيمات… وأوضح أن استخدام الطاقة الشمسية له العديد من المميزات حيث إنها ذات تكلفة مناسبة وصديقة للبيئة، مبينا أنه يمكن عمل معرض يشارك به بعض الشركات المتخصصة أو المهتمة بهذا المجال، لعرض ما لديهم من منتجات من الألواح الشمسية ومختلف التقنيات الحديثة المستخدمة، لرؤية مدى إمكانية تطبيق أو تعميم استخدام الطاقة الشمسية في المجتمع القطري، خاصة وأنها من المشروعات الهامة والقادمة لا محالة.

د. محمد الكواري: يجب التوسع في استخدامها

أكد الدكتور محمد سيف الكواري، أن قطر سباقة في التوجه نحو الطاقة النظيفة والمتجددة، والاهتمام بها، وزيادة الاستثمارات فيها، والتي كان أبرزها مشروع محطة «الخرسعة» للطاقة الشمسية، والتي تم استخدامها في توليد الكهرباء وتبريد الاستادات الثمانية، مشيرا إلى أنه من هذا المنطلق أطلق على بطولة كأس العالم 2022 أول مونديال محايد الكربون في تاريخ كأس العالم، والذي مثل إنجازاً كبيراً من شأنه المساعدة على تحقيق أهداف المحافظة على البيئة في قطر والمنطقة والعالم، الأمر الذي أشاد به العديد من علماء البيئة..  وأشار إلى أن المحطة بها الكثير من الجهد، وكذلك من ضمن إستراتيجية قطر للطاقة بإنشاء محطات أخرى في مسيعيد، مشددا على ضرورة تشجيع القطاع الخاص لإنشاء محطات عديدة للطاقة الشمسية…

وتابع قائلا: وأوجه رسالة للقطاع الخاص وكبرى الشركات، أنه حان الوقت للتشغيل كليا أو جزئيا، بحيث يتم الاعتماد عليها في تشغيل المصانع، لاسيما وأن الشمس متوفرة في قطر طوال العام، كما أن هذه الطاقة النظيفة يجب التوسع فيها، وعدم اقتصار استخدامها فقط على الإنارة، بل لدينا مصانع كبرى يمكنها الاستفادة منها، خاصة وأنه الآن أصبحت التكنولوجيا سهلة ومتوفرة. وأوضح أن قطر لديها العديد من الأمور الاستباقية وتحرص على تنويع مصادر الطاقة لديها حيث تتوفر لديها أهم مصادر الطاقة المتجددة المتمثلة في الطاقة الشمسية، مشيرا إلى ضرورة التوسع في استخدام الطاقة الشمسية في المنازل، بحيث يتم تطبيقها في الإنارة، وكذلك تشغيل الثلاجات وبعض الأجهزة الكهربائية البسيطة… وأضاف قائلا: بعض البلدان المجاورة قد أقاموا هذه التجربة وقد نجحت بالفعل، خاصة وأن لها العديد من المميزات والفوائد، من منطلق أن تكاليفها منخفضة وصديقة للبيئة، ولذلك يجب عمل برنامج بحيث يكون هناك تعاون بين الجهات الحكومية والأفراد وأصحاب الشركات الصغيرة، للتوسع في استخدام الطاقة الشمسية، بحيث يكون دعمه وإشرافه للحكومة.

جابر المري:  إشراك القطاع الخاص

أوضح السيد جابر المري – رجل أعمال، أنه من المتوقع أن يتوسع استخدام الطاقة الشمسية في السوق القطري بشكل ملحوظ خلال السنوات المقبلة، بسبب الطلب الكبير على الكهرباء وتوجه الشركات نحو الطاقة المتجدة والنظفية كمصادر بديلة وصديقة للبيئة، مشيرا إلى ضرورة الجهات المعنية متمثل في وزارة الطاقة بتوجيه أصحاب الشركات من القطاع الخاص، لاستخدام الطاقة الشمسية، خاصة وأن لها آليات وتكنولوجيا معينة، وكذلك العوامل الجوية لها دور… وأكد على أن البعض من رجال الأعمال وأصحاب الشركات على استعداد لاستخدام الطاقة الشمسية في تشغيل وإنارة المصانع والاعتماد عليها بشكل كامل، منوها إلى أن الأمر بحاجة لعمل دراسات وتجارب ناجحة من شأنها تشجيع وتحفيز رواد الأعمال على الاتجاه للطاقة الشمسية…

وتابع قائلا: هناك تجارب عديدة لدول نجحت في التوسع في استخدام الطاقة الشمسية مثل الصين، لذلك نتمنى عمل أطروحات وزيارات ميدانية للاطلاع على هذه التجارب الرائدة والاستفادة منها، والعمل على إشراك القطاع الخاص في مجال الطاقة الشمسية، وخاصة في الأسواق الناشئة، خاصة وأن الطاقة النظيفة هي المستقبل، وعلى القطاع الخاص المساهمة والاتجاه لها ولكن بعد عمل دراسات رؤية تجارب ناجحة.

محسن الشيخ: التحول نحو الابتكار في مجال الطاقة

نوه المخترع محسن الشيخ، إلى أهمية التركيز العالمي على الطاقة المستدامة، والتحول نحو الابتكار في مجال الطاقة الشمسية، مشيرا إلى أن جميع ابتكاراته لها علاقة بالبيئة، بحيث تكون صديقة للبيئة وتستخدم أحد أنواع الطاقات المتجددة، وذلك من منطلق دراسته حيث إنه قد درس علوم البيئة في إحدى جامعات بريطانيا… وأشار إلى أن أحد اختراعاته والمتمثل في جهاز أوكسي، والذي إحدى مميزاته كونه صديقا للبيئة، حيث إنه يقلل من نسبة خروج بخار الماء من الخزان وبالتالي يحافظ على خفض الفقد في استهلاك المياه والكهرباء معا، مع إمكانية العمل بالطاقة الشمسية، وسهولة التركيب والتشغيل.

وأوضح أنه رغم المميزات الكثيرة لاستخدام الطاقة الشمسية، إلا أن لها بعض الإشكاليات التي يجب العمل على حلها، حيث إنها تعتمد على الطقس بشكل كبير، مشيرا إلى أن المبتكر مثلما يحرص على عمل اختراعات وأفكار تفيد المجتمع ولها علاقة بالتكنولوجيا، أيضا يحاول الاعتماد على استخدام الطاقة النظيفة، خاصة وأنه يبحث عن كافة الطرق والابتكارات التي تكون صديقة للبيئة وذات تكلفة منخفضة ويمكن استخدامها بشكل مستمر، وهذه هي أبرز إيجابيات استخدامات الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية.