محليات
360
❖ محمد العقيدي
دعا عدد من المواطنين الجهات المعنية إلى التدخل العاجل لحجب التطبيقات الخطيرة، وما شابه من التطبيقات الأخرى التي تعتبر بلا ضوابط قانونية وأخلاقية، وذلك لما فيها من خطر على المراهقين والشباب، خاصة مع انتشار هذه التطبيقات على نطاق واسع في الدول المجاورة التي اتجهت ووجهت المشغلين لأنظمة الاتصالات لديها بحظرها، مشيرين إلى أن تلك التطبيقات تنشر الداء بين الأطفال والمراهقين، ناهيك عن أنها تنشر التنمر الإلكتروني، مطالبين هيئة تنظيم الاتصالات والجهات المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع التطبيقات السابق ذكرها من أجهزة «آبل ستور وجوجل بلاي»، ومخاطبة موفري الخدمة عالميا لحجبها في البلاد، داعين إلى الإبلاغ عن مثل هذه التطبيقات ومراقبة الأبناء أولا بأول للتأكد من عدم تنزيلها على أجهزتهم، متمنين من الجهات ذات الاختصاص بالدولة توعية المجتمع، وأولياء الأمور بمخاطر هذه التطبيقات على أبنائهم. أكدوا أن هذه المواقع تروج للانحرافات السلوكية والتدخين الأمر الذي يؤثر سلبا على أخلاقيات الأطفال والمراهقين والشباب. مشيرين إلى أن مثل هذه التطبيقات تؤثر في النمو العقلي وتقلل نسب الذكاء لدى هذه الفئة المهمة في المجتمع.
د. محمد العنزي: خطورتها في سريتها وعدم القيود
قال الدكتور محمد العنزي أستاذ جامعي في علم النفس: إن المواقع الجديدة التي تضفي سرية تامة وبنفس الوقت تعطي نوعا من عدم التقيد ببعض التعليمات والقوانين والحدود، يستغلها البعض بشكل معاكس لأنهم يجدون فيها حرية خاصة من فئة الشباب الذين يرون أن هذه التطبيقات والمواقع مساحة لهم فيها نوع من المرح وأبعد من ذلك من انحرافات سلوكية أيضا تسوق لها هذه المواقع التي تجعلهم يروجون لأمور منافية مثل الدعوة إلى التدخين وكذلك حدوث المشاجرات فيما بينهم بسبب التحديات والألفاظ. ولفت إلى أن مثل هذه المواقع والتطبيقات تعد وجها مظلما للتطور التكنولوجي، داعيا إلى مواجهة مثل هذه التحديات التكنولوجية من خلال التثقيف الذاتي والتوعية والعمل على محاربة وحجب هذه المواقع والتطبيقات، مطالبا الأسر بمراقبة ومتابعة الأبناء ووقايتهم من خطر هذه المواقع والتطبيقات.
محمد السقطري: تطبيقات بلا ضوابط قانونية
قال المهندس محمد السقطري خبير أمن تكنولوجيا معلومات: إن بعض التطبيقات مثل «ثري» وغيره تخلو من الضوابط القانونية والأخلاقية ومتاحة للجميع، حيث إن مثل تلك التطبيقات يجب أن يتم تصنيفها برامج خطيرة، ولابد من تدخل الجهات المعنية ممثلة بهيئة تنظيم الاتصالات لإبعادها من «جوجل بلاي وآبل ستور» الموجهة في العالم العربي، لكونها بدون ضوابط ومتاحة للجميع، داعيا إلى منع مثل هذه التطبيقات الخطيرة من العالم العربي ودولنا الخليجية على وجه الخصوص. وطالب الجهات المعنية بالتواصل مع موفري الخدمة عالميا لمنع تشغيلها لدينا وفي الدول العربية وإلغائها تماما من برامج تنزيل التطبيقات على الهواتف الذكية، لكونها تعد خطرا كبيرا.
ودعا السقطري، الجهات المعنية بالدولة إلى توعية الجمهور حول مخاطر مثل هذه التطبيقات على الفرد والمجتمع خاصة الأطفال والمراهقين المستهدفين من هذه التطبيقات الخطرة، وتوعية أولياء الأمور المعنيين بمراقبة أبنائهم وتوجيههم إلى حجبها في أجهزة الأبناء. وطالب المواطنين والمقيمين بالإبلاغ عن مثل هذه التطبيقات لدى الجهات ذات الاختصاص لتقوم بحجبها من مشغل الخدمة في البلاد. ولفت إلى أن مثل هذه التطبيقات من المحتمل أن تكون موجهة إلى البلدان ذات المجتمعات المحافظة لتغيير ثقافتها، إذ إن من مساوئ هذه البرامج التنمر الإلكتروني وتغيير فكر الشباب وجعلهم أكثر عدوانية مع أقرانهم، علاوة على انتشار العنف بين الشباب.
د. العربي قويدري: تقلل نسب الذكاء لدى الأبناء
قال الدكتور العربي عطاء الله قويدري: دخلت المواقع الإلكترونية أغلب المنازل وازداد عدد مستخدميها من الأطفال والمراهقين وحتى الكبار وأصبحت جزءا من حياتهم اليومية وذلك نتيجة التطور والتقدم التقني وباتت هذه المواقع تلفت الأطفال والمرهقين بالمغامرات والخيال والأحلام المزيفة وقد وصل الأمر إلى التجارة بالأشياء الممنوعة، وأدى انتشار هذه المواقع الخطيرة إلى بروز دورها في حياة أبنائنا، فأصبحت تؤثر في تنمية ذكائهم، وتحفز لديهم السلوك العدواني بسبب ما يشاهدونه ويقرؤنه في المواقع، وهذه المشكلة تواجه العالم بدون استثناءات. وفي حقيقة الأمر أن كثيرا من الناس لا يعرف خطر هذه المواقع سواء كانت أضرارا صحية أو نفسية أو اقتصادية أو اجتماعية، ونجد أن ضررها أكثر من نفعها.
وأضاف: تشير الأرقام أن في عام 2022، 75 % من الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما يستخدمون التواصل عبر الإنترنت، مقابل 65 % مقارنة ببقية سكان العالم، كما تشير كذلك أن الأطفال يقضون وقتا أطول على الإنترنت اليوم أكثر من أي وقت مضى، وبنسبة متزايدة، إذ يتصل طفل بشبكة الإنترنت لأول مرة كل نصف ثانية. مما أنشأ فرصا غير مسبوقة للأطفال والشباب للتواصل والتعلم واللعب، وتزويدهم بأفكار جديدة ومصادر معلومات أكثر تنوعا، إلا أن هذه الفرص مصحوبة بمخاطر جسيمة، فالتنمر الإلكتروني وغيره من عنف الأقران يؤثر على الشباب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الرسائل الفورية. كما تظهر الأرقام أن أكثر من ثلث الشباب عبر 30 دولة قد صرحوا أنهم تعرضوا من قبل للتنمر عبر الإنترنت، إذ يتخلى شاب من بين كل 5 شباب عن المدرسة بسبب وقوعه ضحية ذلك.
وأوضح أن الأطفال والشباب عرضة لخطاب الكراهية والمحتوى العنيف عند تصفحهم للإنترنت، بما في ذلك الرسائل التي تحرض على إيذاء النفس وحتى الانتحار. علاوة على خطر التجنيد من قبل الجماعات المتطرفة والإرهابية، حيث أصبحت المنصات الرقمية اليوم من الوسائل المستخدمة لنقل المعلومات المضللة وخطاب الكراهية ونظريات المؤامرة ذات التأثير الضار على الأطفال والشباب.
وأردف: لعل الجانب الأكثر إثارة للقلق هنا هو التهديد الذي يشكله الاستغلال عبر الإنترنت. إذ أصبح الاتصال بالضحايا المحتملة ومشاركة الصور وتشجيع الآخرين على ارتكاب الجرائم في متناول مرتكبي الجرائم للأطفال اليوم أكثر من أي وقت مضى.
والكارثة الكبرى أن بعض الآباء يستخدم هذه المواقع الإلكترونية لتلهية أبنائه وتقليل الإزعاج في البيت ظنا منهم أن هذه وسيلة للتخلص من إزعاج الطفل وهذا طبعا مفهوم خاطئ.
ووجه د. قويدري رسالة إلى المنابر وللأسرة ولكل من له مسؤولية على الأبناء من قريب أو من بعيد، حيث يتطلب الأمر منهم مشاركة الأبناء في كل شيء وخصوصا المواقع الإلكترونية التي غزت مجتمعنا وبيوتنا ومعرفة محتواها، واختيار المواقع المفيدة التي تحفزهم على الإبداع والتفكير الإيجابي، مع تحديد فترة زمنية مقبولة لا تؤثر على صحته ولا تؤدي إلى إدمانه. ولا يمكن أن يترك الطفل وحيدا، بل لا بد من إيجاد بدائل مفيدة لهذه المواقع كمشاركة الطفل في أنشطة اجتماعية ورياضية وثقافية وفكرية.
محمد العمادي: برامج تسوق للعداء والبغضاء
طالب محمد عبد الله العمادي باحث اجتماعي، أولياء الأمور بمتابعة أبنائهم ومراقبتهم ومعرفة ما تحتويه هواتفهم من برامج، خاصة في ظل الانفتاح العالمي في عصر التكنولوجيا والتطور، وإتاحة الفرصة أمامهم لاختيار ما يريدون تنزيله على هواتفهم من تطبيقات، لافتا إلى أن بعض التطبيقات لا تتناسب مع مجتمعاتنا ولا أخلاقنا لكونها تدعو إلى العنف والفوضى، ناهيك عن أنها بدون رقابة من قبل المشغلين للخدمة عالميا مما يجعلها سهلة التنزيل، وتعرض مقاطع فيديو ومصورة بلا رقابة وغير أخلاقية.
ودعا إلى حجب مثل هذه التطبيقات التي تدعو إلى العنف ويستغلها الشباب في نشر مقاطع فيديو لتصرفاتهم، مطالبا وزارة التعليم والجهات المعنية بأن تتبنى تثقيف أولياء الأمور جول خطورة هذه البرامج على الطلاب والأبناء، خاصة أن هذه البرامج تروج للعداء والبغضاء.
مساحة إعلانية