خبير أمريكي لـ الشرق: ارتفاع أسعار الطاقة يعزز صفقات مهمة مع قطر

اقتصاد
34
الدوحة بديل مثالي لتوفير الإمدادات عالمياً..
واشنطن – زينب إبراهيم
أكد بول رايدن، الخبير الأمريكي في شؤون الطاقة، أن الاضطرابات التي نشبت حول الإضراب المزمع في ثاني أكبر مصانع الغاز الطبيعي في أستراليا، أدت إلى ارتفاع العقود الآجلة للغاز الطبيعي الأوروبي بنسبة 40٪ في الأسبوع الماضي كرد فعل على التهديد بالإضراب، حيث وصلت في إحدى المراحل إلى 43 يورو (46.75 دولارًا) لكل ميجاوات في الساعة، وهو ما جعل هناك ترقباً كبيراً بالأسواق العالمية، لاسيما من قبل الحكومات الأوروبية التي رأت في منافسة الصين على الغاز القطري، سبيلاً لتجاوز أي عقبات محتملة جراء بدء العمال في مصنع جورجون بغرب أستراليا ومنشأة ويتستون للصناعات التحويلية، وكلاهما مملوك بأغلبية لشركة شيفرون، في ظل طرح تصويت على ما إذا كان سيتم اتخاذ إجراء صناعي في نزاعهم حول الأجور والأمن الوظيفي.
عدم اليقينيقول بول رايدن: إن هذه الحصة المهمة في المصانع التي تشهدها الإضرابات تمثل 10% من صادرات الغاز الطبيعي المسال العالمية”، وهو ما أدى لارتفاع الأسعار في ظل حالة عدم اليقين في هذا المشهد، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى زيادة العقود الآجلة لأوروبا من قطر ومنافسة الصين كأكبر كيان يتطلع لصدارة الدول المستوردة للغاز الطبيعي المسال، وأيضاً فإن الغاز الأسترالي دائماً ما كان يوجه نحو الأسواق الآسيوية، والتي ستحاول الاستعاضة بكل تأكيد بالغاز القطري في إمداداتها للطاقة، وحدوث مثل هذا التحول من شأنه أن يؤثر بصورة كبرى على الأسعار من جانب والتي بدورها ستنعكس على معدلات التضخم والخطط الاقتصادية ومشروعات التنمية الإنتاجية.
سيناريوهات محتملةويتابع بول رايدن في تصريحاته لـ الشرق قائلاً: إن الأمر حتى الآن مدفوع بافتراضات وترجيحات تتراوح من إمكانية الوصول إلى حلول مرضية لا تفاقم من أزمة الإضرابات، وبذلك تهدأ حركة الأسعار، ولا تحدث مخاوف عالمية بشأن العرض أو توفير الإمدادات والوفاء بالالتزامات التعاقدية السابقة، وهذا أمر محتمل جداً في حدوثه، وأيضاً إمكانية أوروبا لتجاوز هذا التحدي بمخزونها المعتدل حالياً واستعداداتها المكثفة والمسبقة للشتاء المقبل بملء خزاناتها بمقدار 90% قبل ثلاثة أشهر من المعدل المعتاد، ولكن هذا يتوقف أيضاً على درجة برودة الشتاء المقبل وإن كان عكس الشتاء السابق، فإن ذلك سيشكل ضغطاً على الاستهلاك ما سيزيد من الفواتير التشغيلية للأسر والمعدلات الإنتاجية للصناعة ويصعد المتاعب الاقتصادية على عاتق الحكومات الأوروبية بصورة تسترجع ما حدث في أعقاب أزمة الطاقة التي اندلعت عقب الحرب الروسية في أوكرانيا، والارتفاع في الأسعار سينعكس على المستهلكين وعلى الشركات أيضاً في الوقت ذاته.
تدارك أخطاء الماضيويوضح: إن سوق الطاقة العالمي حالياً، بات في ترجيحاته وتحركات الأسعار يتجه إلى السيناريو الأسوأ ذلك لمعالجة الأزمة الفورية والطارئة التي اندلعت مباشرة في أعقاب الحرب الروسية وبلغت بأسعار العقود الفورية والآجلة مستويات جنونية، ولم يكن هناك تحفيز استثماري سابق وخطط لتحول الطاقة عطلت نمو بعض المشروعات في زيادة إنتاج الطاقة ما أدى لحدوث الأزمة التي كانت آثارها وما زالت واضحة على الاقتصاد العالمي، فأغلب القرارات الاستثمارية حاولت تصليح الخطأ بزيادة مشروعات التوسع والإنتاج وأيضاً تأمين عقود متنوعة من شأنها توفير سبل أمن الطاقة أمام سيناريوهات التحول المستقبلية.
قدرات قطريةويختتم بول رايدن تصريحاته مؤكداً: إن قطر في جميع الأحوال تباشر صفقاتها المهمة بحصص مختلفة، وإن كان الترجيح نحو مزيد من ضخ الغاز القطري إلى السوق الآسيوية، إلا أن الأسواق الأوروبية ستتفاعل بكل تأكيد مع التوسعات القطرية في صفقات طامحة إلى حصة من الإنتاج، وأيضاً تنويع إضافي من الاعتماد على الغاز الصخري الأمريكي، فصحيح أن قطر وأمريكا يمكنهما عبر إنتاجهما الوفير تغطية الاحتياجات الأوروبية من الطاقة، ولكن هذا في واقع مختلف يتم البحث عن إستراتيجياته المستقبلية، ولكن الواقع يُبقي السوق الآسيوية في ريادة مستوردي الغاز القطري، والدوحة لم تكن في موضع سوى أن تباشر صفقاتها بما يوافق مصالحها، وهو عزل التعاقدات عن التفاعل الفوري والأسعار غير المستقرة، وضمان عقود طويلة الأمد في مفاوضاتها المهمة مع المستهلكين، وكانت مذكرات التفاهم التي تم عقدها مع أوروبا في سياق مختلف للسوق الذي تحول مؤخراً نحو العقود الآجلة، لاسيما في ظل الاضطرابات التي من المتوقع حدوثها وسط سيناريوهات عديدة ترتبط بمشهد الحرب في روسيا، وأيضاً بمشهد الطاقة الدولي وتحولاته بين الدول المصدرة والمستوردة للغاز، واستعداد أوروبا لمرحلة لم تتبين بعد كيف تتعاطى بالصورة الاقتصادية المثلى معها رغم مظاهر التعافي الأخيرة.
مساحة إعلانية