دبلوماسية العمرة لتجاوز الخلافات الفلسطينية

عربي ودولي
280
دبلوماسية العمرة لتجاوز الخلافات الفلسطينية
حراك فلسطيني سعودي قبل قمة الرياض العربية
رام الله – محمـد الرنتيسي
يُنبئ الحراك السياسي الجاري في المملكة العربية السعودية، عن متغيرات عدة قادمة، إذ لم يقتصر على المستويين العربي والإسلامي، وتكثفت معه الاتصالات والاجتماعات لترتيب البيت العربي الداخلي، وإنهاء الخلافات والصراعات، قبيل عقد القمة العربية المقرر في الرياض في 19 مايو المقبل.
في الشارع الفلسطيني، تشخص عيون الجميع هذه الأيام إلى الرياض، ففيما هدف لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع ولي العهد السعودي سمو الأمير محمـد بن سلمان، للتشاور بشأن آخر المستجدات حول القضية الفلسطينية ومجمل تطورات الأوضاع في المنطقة، وتعزيز علاقات الأخوة الفلسطينية السعودية، وصل وفد من حركة حماس يرأسه رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية إلى الأراضي السعودية، ما يؤشر على جهد سعودي لانجاز ملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء الإنقسام في الساحة السياسية الفلسطينية، المستمر منذ ما يزيد عن 16 عاماً.
وعلمت «الشرق» من مصادر واسعة الإطلاع أن زيارة الرئيس أبو مازن، كان من المفترض الترتيب لها منذ موسم الحج العام الماضي، غير أنها تأجلت لظروف وأسباب مختلفة، في حين أن زيارة الوفد الحمساوي وإن كانت لأداء مناسك العمرة، غير أن فيها ما يؤشر بوضوح إلى لقاءات فلسطينية فلسطينية تتوسط من خلالها السعودية لطي صفحة الانقسام.
في النخبة السياسية يرى مسؤولون فلسطينيون أن الحراك السعودي يهدف إلى فتح الآفاق لمستقبل عربي مشرق، ولتطوير الأوضاع العربية بوجه عام، وسيكون للقضية الفلسطينية جزء منها، من خلال إنهاء الانقسام، وتهيئة الأجواء للخروج بقرارات هامة تحلب في إناء القضية الفلسطينية خلال قمة الرياض المرتقبة، وعليه يتوقع الجميع أن يكون لدعوة طرفي الانقسام الفلسطيني لزيارة المملكة، ما وراءه على مستوى تجاوز الخلافات الفلسطينية الداخلية، التي استنزفت الشعب الفلسطيني ونضاله ضد الاحتلال.
ووفقاً لعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور واصل أبو يوسف، فإن تخوف المملكة العربية السعودية من أن يصبح الانقسام الفلسطيني انفصالاً سياسياً وجغرافياً، وحرصها على تبني قرارات مصيرية تخدم القضية الفلسطينية خلال القمة العربية التي تستضيفها الرياض، هو ما دفع المملكة لتجديد الحراك على مستوى دعم المشروع الفلسطيني، واستعادة وحدة الفلسطينيين.
يقول أبو يوسف لـ»الشرق»: «أملنا كبير في الجهود السعودية هذه المرة، بأن تفرض على طرفي الانقسام استعادة الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام، لأن هذا هول الحل الوحيد لتحقيق الانتصار، وإعادة الإعتبار للقضية الوطنية الفلسطينية».
وعلى صلة، يرى الكاتب والمحلل السياسي رائد عبد الله، أن الحراك الذي تقوم به المملكة العربية السعودية، يمضي قدماً لتوحيد الساحات العربية كافة في مواجهة التحديات، فضلاً عن الإنخراط في المتغيرات الجارية على مستوى العالم، مشدداً على أن هيمنة القطب الواحد على العالم ماضية إلى زوال، وأن هناك نظاما دوليا جديدا بدأ يشق طريقه، ويقوم على الحق والعدل وتبادل المصالح المشتركة.
ويتطلع الفلسطينيون إلى اليوم الذي تنتهي فيه حقبة الانقسام إلى الأبد، وأن تستجيب حركتا فتح وحماس للمساعي السعودية، وتلبيان نداء الوحدة، باعتباره ضرورة ملحة في هذه المرحلة، وحتى لا تذهب كل تضحيات الشعب الفلسطيني ودماء شهدائه سدى.
مساحة إعلانية