د. عايض القحطاني: «وياك» تدرس إعادة تقديم خدمة الاستشارات النفسية
محليات
14
على هامش ملتقى الاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية..
حضور جماهيري لافت – تصوير: أحمد بركات
هديل صابر
كشف الدكتور عايض القحطاني- نائب رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك»- النقاب عن أن «وياك» تدرس إمكانية إعادة تقديم الاستشارات النفسية ضمن خطتها البرامجية، بالتنسيق مع وزارة الصحة العامة وبعض الجهات الرسمية، مشددا على أهمية الاستشارات النفسية، لافتاً إلى أن الاستشارة تمثل نقلا لخبرات الحياة اليومية، وأن جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» تعمل على تخفيف الضغوط النفسية التي يتعرض لها الأشخاص.
وأكد د. القحطاني على هامش ملتقى «رحلة لقلبك» الذي نظمته جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» أمس الأول في مجمع الحزم مول، بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، واستضاف في أولى حلقاته الدكتور جاسم المطوع -خبير أسري واجتماعي- أن دولة قطر تحرص على صحة الإنسان، تجسيداً لتطلعات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وامتثالاً لتوجيهات سموه بضرورة الاهتمام بجوانب الرعاية الصحية والوقائية والعناية كذلك بالصحة البدنية والنفسية على حد سواء، مشددا على أهمية تكاتف الجهود، وخاصة منظمات المجتمع المدني، ومنها جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» من خلال المشاريع والبرامج التي تخدم الإنسان وتسهم في تحقيق رؤى وتطلعات الوطن.
ورأى د. القحطاني أن الضغوط النفسية باتت تواجه الأسر بشكل عام في قطر أو غيرها من الدول، سواء على الصعيد الأسري أو الصعيد الوظيفي أو غيرها من الأصعدة من خلال غزو الفضائيات والثقافات الهجينة والغربية على المجتمع بما نتج عنه تضارب في شخصية الفرد، ما جعله عرضة للمشكلات النفسية والأسرية، وخاصة منصات التواصل الاجتماعي وأثرها على المجتمع، مشيرا إلى أن جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» عملت منذ انطلاقتها على التعريف بأهمية الصحة النفسية، ونظمت ووضعت الخطط لنشر ثقافة الصحة النفسية، ومن ضمنها لقاء اليوم العالمي للرحلة النفسية، تحت شعار «رحلة لقلبك»، من أجل تحقيق الأهداف الموضوعة.
برامج مختصة
ولفت د. القحطاني إلى أن «وياك» تسعى لتقديم خدمات الصحة النفسية من خلال البرامج المختصة وتوعية أفراد المجتمع والوصول إلى الفرد وتبني فلسفة عامة في الحياة تسمح له بأن يتصرف بكفاءة ونجاح، والسعي الجاد لتغيير الصورة النمطية والوصمة الاجتماعية المرتبطة بالاضطرابات النفسية، ليعرف الإنسان متى يتحكم في نفسه وتكون له الإرادة، مشيرا إلى أن جمعية أصدقاء الصحة النفسية تحرص على تحقيق أهدافها وفق رؤية قطر 2030، وتسعى لإيجاد مجتمع متماسك ومترابط، سواء من الناحية الوظيفية وما يتحقق لدينا بالنجاح الوظيفي من تميز وتطور للمجتمع، وأيضاً من الناحية العائلية، وهو لبنة من لبنات المجتمع، إن نجحت نجح المجتمع وإن فشلت فشل المجتمع.
وأضاف د. القحطاني: «إننا في اليوم العالمي للصحة النفسية أردنا أن نؤكد على أهمية الجانب الوظيفي لحياة كل أفراد المجتمع، لأن ازدهار وتماسك النفس له تأثيره على اقتصاد الدولة واستقرار المجتمع، كذلك الأسرة وتماسكها بين الزوج والزوجة والأبناء والأسرة ككل، فهو من الأمور التي لها تأثير كبير على المجتمع ككل، إذ أن استقرار الأسرة من الأمور المهمة جداً، وأنه لا يمكن أن يستقر المجتمع دون استقرار الأسرة، وهذا يتجلى من خلال المشكلات التي قد تضرب الأسر، كالطلاق الذي قد يؤثر بصورة كبيرة على الأبناء، مشيراً إلى أهمية التطرق إلى استقرار الاسرة وحمايتها وحصانتها وإيجاد كافة الوسائل والبرامج التي تعزز من تماسك الأسرة».
وتابع د. القحطاني قائلا «إن اختيارنا وقع على الدكتور جاسم المطوع، ليعطي من خبراته المتراكمة حول الأسر، وتخطط جمعية أصدقاء الصحة النفسية للقاءات أخرى على نفس الوتيرة مع شخصيات مرموقة تربوياً لزيادة برامج الصحة النفسية الموجهة للمجتمع، كما أن الجمعية تعمل على مجموعة من البرامج التوعوية، حيث يتم تنظيم فعالية كل شهر، إضافة إلى النشاطات في المدارس، وغيرها من الفعاليات في المؤسسات والنشاطات الجماهيرية».
ونقل د. القحطاني في ختام حديثه تحيات فريق الجمعية وعلى رأسهم سعادة الشيخ ثاني بن عبد الله آل ثاني- رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك»- مثمنا جهود السيد محمد عبد الكريم العمادي -الرئيس التنفيذي لمجموعة العمادي للمشاريع-، لما له من اسهامات اجتماعية كبيرة، كما تقدم بالشكر للدكتور جاسم المطوع، ومركز قطر التطوعي.
الجسد والروح عجلتا السعادة
واستهل الدكتور جاسم المطوع، محاضرته موضحا أن الصحة النفسية مفهومها الديني يختلف عن مفهوم الغرب، فالإنسان مخلوق من طين وروح، ما يعني أن الحديث عن الصحة النفسية يعني الحديث عن الروح.
وأضاف: «لتستقر النفس وتكون سعيدة فلها وسائل، وليستقر الجسد أيضاً ويكون سعيداً فله مقومات أخرى، والجسد والروح هما عجلتا السعادة، وللحديث عن النجاح الوظيفي والعائلي نشير إلى الإنسان مع الضغوطات وزحمة الحياة يشعر بالقلق بل إن البعض يصاب بالاكتئاب ويصاب بالحزن، وهي أمور كلها تؤثر على مسيرته في الحياة وشخصيته وعائلته وتربيته لأبنائه، وصولاً إلى التأثير في نظرته لنفسه.
وتابع د. المطوع قائلا «إن لكل منا نقاط قوة، والبعض يغيب عنه اكتشاف هذه النقاط، فإن استطاع أن يكتشفها تمكن من التعامل مع ضغوط الحياة، سواء كانت ترتبط بالعمل أو العائلة، وقد جاء في محكم التنزيل «هَلْ أَتَى عَلَى الإنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا»، فكل إنسان يطمح أن يكون مذكوراً في شيء، وكل شخص وهبه الله شيء متميز عن الاخر».
الاستشارات النفسية
ونصح بضرورة التعامل مع الروح والنفس بحب، وألا يكره الإنسان نفسه لأن ذلك يؤدي إلى رؤية الحياة كريهة، وهذا ما يؤدي بالبعض للانتحار، والبعض يقعون في المشاكل لأنهم غير متصالحين مع أنفسهم، ومن يكره نفسه لا تستقر حياته، لافتاً إلى أنه من محبة الروح ومحبة النفس إكرامها واسعادها واعطاءها ما تحتاجه.
وتطرق د. جاسم المطوع إلى عدد من الاستشارات النفسية والأسئلة والتجارب التي وردت له، موضحاً ما على المسلم عمله ليستمر في العطاء، وأن يحرص على غذاء الروح كما يحرص على غذاء الجسد، وأن هناك أمورا يجب أن يحافظ عليها الإنسان لتحقيق التوازن والنجاح، سواء في العائلة أو الحياة المهنية من خلال 8 عناصر وهي الصحة بشقيها الجسدي والنفسي، التأكيد على العلاقات الاجتماعية الجيدة، التعليم، تعزيز المدخرات المالية، العمل، الترفيه، التطوع والعمل الخيري إلى جانب الإيمام وعلاقة الشخص بعقيدته.
وقدم المطوع عددا من النصائح التي تحقق الاستقرار الاسري والوظيفي، وكيفية تحقيق الاستقرار النفسي، وما يمكن للشخص أن يقوم به لتحقيق هذه الغايات.
مساحة إعلانية