Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

‫ د. غسان أبو ستة لـ الشرق: قطر وفرت أرقى المستشفيات لمصابي غزة


محليات

226

13 ديسمبر 2023 , 07:00ص

alsharq

حوار: هديل صابر

ثمنَّ الدكتور غسان أبو ستة بروفيسور متخصص في طب النزاعات دور دولة قطر الريادي في إغاثة سكان غزة منذ اليوم الأول للحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع، لافتاً إلى أنَّ دورها أسهم في إجلاء عدد من المصابين والجرحى بتوجيهات عُليا من ذوي الإصابات المعقدة، والتي يتطلب علاجها وقتا طويلا بسبب خطورة الإصابة وتستقبلهم الدوحة للعلاج في أرقى المستشفيات. وعلَّق الدكتور أبو ستة أحد شهود العيان على مجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة في حوار خاص مع «الشرق» على أول زيارة رسمية من نوعها لمسؤول عربي خلال فترة الهدنة والمتمثلة بسعادة السيدة لولوة الخاطر وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية القطرية قائلا «إنَّ زيارة سعادتها جاءت للوقوف على الاحتياجات الأساسية والعاجلة للسكان، كما أنَّ زيارتها بلسمت على جراح المصابين الذين بعثت فيهم الأمل، سيما وأن سعادتها حينها تحسست الاحتياجات الحقيقية، ومنها ضرورة إجلاء عدد من المصابين في ظل خروج أغلب المستشفيات عن الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي المتعمد، إذ أنَّ دولة قطر تقدمت لإجلاء 1500 جريح إلا أنَّ الإجلاء يعتمد على حسب خطورة الحالة، ويضاف إلى هذا الدور المتابعة اليومية لكافة الاحتياجات الإغاثية بأنواعها من حيث إعادة تأهيل القطاع الصحي، وأيضا تأمين الاحتياجات للنازحين، فالمؤسسات القطرية تتابع يوميا ضمن الإمكانيات الموجودة، وأعتقد أن ما تقوم به دولة قطر ليس بالغريب عليها، فهي دوما تسعى للقيام بدور يليق بها.


إصابات بليغة ومعقدة


ووصف الدكتور أبو ستة إصابات الجرحى الذين أُجلوا إلى دولة قطر بالبليغة والمعقدة، وأغلبها تتطلب عدة تدخلات جراحية، وسلسلة من العمليات الجراحية، لاسيما وأنَّ عدد من المصابين الذين تم إجلاؤهم من الأطفال يعانون من بتر أكثر من طرف، وبالتالي يتطلب علاجهم العديد من العمليات الجراحية الترميمية وجلسات العلاج الطبيعي، إلى جانب حالات من الحروق جرَّاء أنواع الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل في حربها على قطاع غزة سواء القنابل الحارقة التي تغطي 50 %-60 % من الجسم، أو القنابل الفوسفورية التي تحرق بشكل كيميائي من سطح الجسم إلى داخله لتصل إلى العظام والأجهزة الداخلية، والتي تتقاطع معها حالات من الكسور المركبة.


وعرج الدكتور أبو ستة على حاجة مبتوري الأطراف إلى دعم، حيث كان قبل الحرب في قطاع غزة 200 طفل يستفيد من مركز الأطراف الاصطناعية ولكن الحرب خلفت 1500 طفل بحاجة إلى أطراف اصطناعية، لذا جزء من اجتماعاتهم في الدوحة هو الاجتماع مع إحدى المؤسسات المعنية لبحث الآليات لتوسيع القدرة الاستيعابية للمركز إلى ما بعد الحرب.



الاحتلال مسؤول


 وحملَّ الدكتور أبو ستة الجانب الإسرائيلي منع دخول المستشفيات الميدانية في ظل تزايد أعداد المصابين والجرحى إلى أكثر من 50 ألف شخص بحاجة إلى عدة جراحات متقدمة خاصة مع خروج أغلب المستشفيات عن الخدمة، معللا السبب لإلغاء أي صورة من صور الحياة في القطاع، مؤكدا أنَّ الهدف من حرب الإبادة هذه هو تهجير سكان قطاع غزة، لعزل مدينة غزة وحتى لا تعد مكانا للعيش، لافتا إلى أنَّ جهود الدول مقدرة في إجلاء عدد من المصابين إلا أنه في ظل تدمير المستشفيات وكما هو معمول به في الكوارث والحروب من المهم تشييد مستشفيات ميدانية وهناك عدد من الدول تقدمت لتشييد مستشفيات ميدانية مجهزة بغرف عمليات منها دولة قطر، والمملكة الأردنية الهاشمية، الجمهورية التركية، وعدد من المنظمات كمنظمة أطباء بلا حدود والصليب الأحمر، إلا أنَّ إسرائيل تقف عائقا أمام السماح بهذه المستشفيات بالدخول إذ لابد من الموافقة عليها، لذات الهدف هو سياسة التدمير والقتل العمد.


انهيار المنظومة الصحية


وأكدَّ الدكتور أبو ستة انهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة، واصفاً وضع المستشفيات بالكارثي، إذ ان جميع مستشفيات شمال قطاع غزة خرجت عن الخدمة، وجميعها يعاني من نقص حاد بأقل المستهلكات الطبية، قائلا «إنه لا يزال الجيش الإسرائيلي يمارس عربدته في التعامل مع المستشفيات التي لابد أن تكون محمية بالقانون الدولي وقت الحروب، مكررا السيناريو الذي قام بفعله في مجمع الشفاء الطبي بمستشفى العودة في جباليا إذ يقوم بتطويق المستشفى واتخاذ كل من يتحرك به أهدافا له، ويعد مستشفى العودة المستشفى الوحيد الذي يقدم خدمات رعاية للنازحين والمصابين في جباليا بعد خروج المستشفى الاندونيسي من الخدمة، كما أن المستشفى الأهلي المعمداني يعاني من شح أدوية التخدير مما جعله مستشفى يقدم خدمات رعاية أولية فقط وإسعاف أولي، إذ ان غرف العمليات متوقفة، وحتى في جنوب قطاع غزة، وبالرغم من أنه لا دمار في المستشفيات إلا ان هناك نقصا حادا في المعدات والأدوية مما أسهم في تقليص قدرة المستشفى على إجراء الجراحات، كما أعلن المستشفى الأوروبي نفاد مثبتات الكسور «الأسياخ الحديدية» التي تستخدم في علاج الكسور، كما أنَّ المستشفى الوحيد المخصص للغسل الكلوي خرج من الخدمة ولم يعد سوى مركزين لتغطية جميع الحالات، إلى جانب تفشي الأوبئة مستندا في حديثه إلى شهادة مدير أحد المستشفيات في رفح، الذي أكدَّ انتشار الأمراض الجرثومية وإصابة 1500 حالة بالاسهال وارتفاع في درجات الحرارة التي يستقبلها المستشفى يوميا بسبب عدم وجود نظام صرف صحي وسوء التغذية اللذين يسهمان في خفض المناعة وبالتالي يصبحون عرضة للأمراض، ومع الوقت ستعود الأمراض التي لم تكن موجودة بالأصل كالكوليرا في حال استمر الحال على ما هو عليه، وهذا الوضع الصحي المتدهور له انعكاسات على مرضى الأمراض المزمنة الذين سيواجهون الموت بسبب قلة الرعاية وقلة الأدوية التي تساعدهم على الحياة.»



10 % من الاحتياج الفعلي


وأشار الدكتور أبو ستة في حديثه إلى المساعدات، موضحا أن ما يدخل من شاحنات إغاثة طبية هو 10 % من الاحتياج الفعلي في ظل عدد المصابين ونوعية الإصابات، فهذه المساعدات كما النقطة في بحر، في ظل قرار سافر من الجانب الإسرائيلي بمنع دخول المستشفيات الميدانية مع تزايد أعداد المصابين والجرحى إلى أكثر من 50 ألف شخص 70 % بحاجة إلى جراحات معقدة بسبب نوعية الإصابات، إن الجرحى سيموتون من جروحهم لأن جروحهم ستتقيح وبالتالي سيموت الجريح وهذا هو الهدف من تدمير المستشفيات وإلغاء أي صورة من صور الحياة في القطاع، مؤكدا أن الهدف من حرب الإبادة هذه هو تهجير سكان غزة، فالقدرة الاستيعابية للمستشفيات لم تعد كافية، والحاجة ماسة إلى مضاعفة غرف العمليات، وما يمنع من تحقيق هذا الحق المشروع هو الفيتو الإسرائيلي وقرارات المجتمع المدني المتواطئ.


إعمار المستشفيات


وحول مدة إعمار هذه المستشفيات، عبر الدكتور أبو ستة عن خشيته من منع إعادة الإعمار لقطاع غزة من قبل الاحتلال، ومن منطلق ما لم يحققه بالحرب سيحققه بالحصار، وتحويل قطاع غزة إلى منطقة معزولة وغير قابلة للحياة من خلال منع إعادة إعمارها، ومنع تأهيل القطاع الصحي بهدف التطهير العرقي وهو الهدف الأساسي للحرب، فليس الهدف تحقيق أي انتصار عسكري بل تهجير السكان وتطهيرها عرقيا، أما مدة الإعمار في حال وضعت الحرب أوزارها فإن القطاع الصحي سيتطلب خمس سنوات حتى يعود إلى ما كان عليه، ولكن من المهم كمرحلة أولى إدخال عدد من المستشفيات الميدانية لتقوم مقام المستشفيات التي تم تدميرها بصورة متعمدة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى حين تصليح الأضرار الذي لحقت بها، لافتا -على سبيل المثال لا الحصر- الى أن المستشفى الأهلي المعمداني تم قصفه وخلف أضرارا في المصعد مما دفع الأطباء إلى عدم استخدام الطوابق العليا منه، فتقلصت قدرته الاستيعابية من 150 سريرا إلى 30 سريرا، كما أن مجمع الشفاء تم تدمير الأجهزة المهمة، لذا الحاجة ملِّحة لمستشفيات ميدانية.


ازدواجية المعايير


وانتقد الدكتور أبو ستة ازدواجية المعايير التي تعمل بها المنظمات الدولية لاسيما منظمة الصحة العالمية واليونيسيف لعدم اتخاذهما أي خطوة لمعاقبة إسرائيل على ما اقترفته من مجازر ولا تزال تقترفه من أعمال وحشية بحق الشعب الفلسطيني، بتعليق عضويتها في كلتا المنظمتين أو التلويح حتى بتعليق العضوية الأمر الذي يؤكد أنَّ هذه المنظمات ما هي إلا بوق لما أسماه «الفيتو» الإسرائيلي.


وحملَّ الدكتور أبو ستة المجتمع الدولي كامل المسؤولية لما يواجهه الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية منذ الـ68 يوما، فالحرب المقبلة أينما كان موقعها ستبدأ مما انتهت إليه إسرائيل من ارتكاب فظائع بحق الشعب الفلسطيني ضاربة  بالأعراف والمواثيق الدولية عرض الحائط، فالعالم بصمته أجاز درجة من الإجرام غير مسبوقة ولن يستطيع العالم توقيفها بالحروب المقبلة إن لم يوقفها في الحرب على قطاع غزة اليوم.


 

مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى