د. ماجد الأنصاري: تطورات فلسطين تتصدر القمة الخليجية في الدوحة
عربي ودولي
234
عواطف بن علي
أكد د. ماجد بن محمد الأنصاري المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن الوساطة القطرية لخفض التصعيد وضمان حماية المدنيين في غزة وصلت إلى مرحلة نهائية، وتجاوزت القضايا الجوهرية والمحورية مما يعني الاقتراب من نقطة الوصول إلى اتفاق. مشددا أنه لا يمكن حاليا التصريح حول أي تطورات لحين الانتهاء من اتفاق الرهائن والوصول إلى إعلانه بشكل رسمي. وقال د. الأنصاري: «نحن الآن في أقرب نقطة للوصول إلى اتفاق نتمنى ونسعى أن يكون ذلك قريبا. مُذكرا بتصريحات معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية التي أكدت أن الوساطة وصلت إلى مرحلة حرجة ونهائية وتجاوزت القضايا الجوهرية والمحورية، والمتبقية هي قضايا محدودة وهذا يعني القرب من الوصول إلى اتفاق.
وأوضح د. الأنصاري خلال الإحاطة الأسبوعية لوزارة الخارجية أن قطر تعمل منذ بداية هذه الأزمة على الوصول إلى اتفاق والآمال تتجه نحو عقد اتفاق لكن التصعيد في الميدان يؤدي إلى تراجع هذه الجهود. كما أبرز المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن ما يجب التركيز عليه اليوم هو أن يدفع المجتمع الدولي ليس في التفكير بكيف تتم إدارة غزة لاحقا، بل كيفية إيقاف هذا العدوان اليوم وإيقاف نزيف الدم المستمر في قطاع غزة، وهذا ما يتم التشاور حوله مع جميع زوار دولة قطر من المسؤولين من الدول الأخرى والمنظمات الأممية.
وشدد المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن الأولوية لإيقاف الحرب وإدخال المساعدات الإنسانية، فالمئات يموتون يوميا جراء العدوان الغاشم على غزة، والمئات يموتون من الإهمال الإنساني الذي يقع نتيجة الإجراءات الإسرائيلية في القطاع، ومئات الأطفال الخدج يموتون في الطريق حين يتم إجلاؤهم بشكل غير مناسب من المستشفيات، لافتا إلى أن قطر تعمل على دفع المجتمع الدولي لوقف هذا العدوان ونزيف الدم، وإدخال المساعدات من خلال المشاورات والاتصالات التي تجريها مع مختلف المسؤولين الدوليين والمنظمات الإقليمية والأممية.
وفيما يخص المساعدات القطرية لقطاع غزة بيَّن د. الأنصاري أن الجسر الجوي لدعم الفلسطينيين متواصل إلى مدينة العريش في جمهورية مصر العربية، وقد وصل عدد الطائرات التي تحمل مواد إغاثية وإنسانية إلى 13 طائرة حملت أكثر من 492 طنا من المساعدات، تمهيدا لنقلها إلى غزة، مشيرا إلى أن هذه المساعدات تأتي في إطار مساندة دولة قطر للشعب الفلسطيني الشقيق، ودعمها الكامل له خلال الظروف الإنسانية الصعبة التي يمر بها جراء القصف الإسرائيلي على القطاع. إلى جانب زيارة سعادة السيدة لولوة بنت راشد الخاطر وزيرة الدولة للتعاون الدولي بوزارة الخارجية، مدينة العريش ورفح في جمهورية مصر العربية الشقيقة، لإيصال حزمة مساعدات إضافية للشعب الفلسطيني الشقيق. وضم الوفد ممثلين من اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، وصندوق قطر للتنمية، والهلال الأحمر القطري، وقطر الخيرية. وفي إطار المساعي الدولية لخفض التصعيد في غزة التقى معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية مع سعادة السيد جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي. وعلى هامش اللقاء عقد مؤتمر صحفي، بهدف التوصل إلى حل دائم وسلمي لهذه الأزمة بكافة أبعادها السياسية والإنسانية.
وعن القمة الخليجية التي تستضيفها الدوحة الشهر المقبل، أوضح الدكتور الأنصاري أنها تأتي في سياق الرسالة التكاملية لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ودورها في المنطقة، منبها إلى أن الوضع في غزة سيكون في مقدمة مناقشات أي اجتماعات إقليمية، وأن هذه القمة ترفع لها اللجان المختلفة أجنداتها لاتخاذ القرارات التي تعزز التكامل الخليجي في المجالات كافة.
وبخصوص استئناف العمل على إنشاء الجسر الرابط بين دولة قطر ومملكة البحرين، أشار د. الأنصاري، أنه خلال المباحثات القطرية والبحرينية تم بحث مشروع جسر قطر- البحرين، وتوجيه الجهات المعنية بالبلدين لاستكمال الخطط والبدء بتنفيذ المشروع، موضحا أن هذا المشروع قديم وبدأ العمل فيه ثم توقف، لكن اللجان الفنية ستجتمع لتحديد المتطلبات والمدى الزمني للتنفيذ، وغير ذلك من أمور فنية يتم الإعلان عنها تباعا.
كما استعرض المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، جهود الوزارة ومسؤوليها خلال الأسبوع الماضي، ومساعيهم لخفض التصعيد في غزة، منوها إلى أن جميع هذه اللقاءات والاتصالات تضمنت استعراض مستجدات الأوضاع في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وتشديد معالي رئيس الوزراء على ضرورة تضافر الجهود الدبلوماسية الإقليمية والدولية للوصول إلى وقف فوري لإطلاق النار، وفتح معبر رفح بشكل دائم لضمان تدفق قوافل الإغاثة والمساعدات الإنسانية للأشقاء الفلسطينيين المحاصرين في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي في القطاع، وكذلك رفض دولة قطر القاطع جرائم قوات الاحتلال الإسرائيلي المتكررة باستهداف المستشفيات والمدارس وتجمعات السكان، ما ينذر بعواقب وخيمة على أمن واستقرار المنطقة.
مساحة إعلانية