د. مايكل ديفنسون لـ الشرق: الوساطة القطرية تنشط للتوصل لهدنة إنسانية جديدة

تزايد الضغوط العالمية لوقف إطلاق النار..أكد المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية في عهد جون كيري مايكل ديفنسون، ومدير ملف الشؤون الخليجية بوحدة الأبحاث والدراسات بمكتبة الكونغرس الأمريكي سابقاً، ونائب المدير التنفيذي لمركز الدراسات الخارجية والإستراتيجية بواشنطن، أن الدوحة تنشط دبلوماسياً بالشراكة مع الوسطاء الإقليميين وأمريكا، خاصة مع المندوبين والمفاوضين الأمريكيين الذين يعقدون زيارات إقليمية، من أجل بحث إمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن وقف جديد لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في غزة، في الوقت الذي تحدث فيه وزير الدفاع الأمريكي مع القادة العسكريين الإسرائيليين بشأن تحجيم الخسائر المدنية، ذلك في ضوء أن الحرب الإسرائيلية في غزة تفقد زخم التأييد الشعبي العالمي وحتى الإسرائيلي.
وقال مايكل ديفنسون، المسؤول السابق بوزارة الخارجية الأمريكية: إن التقارير الدولية ترصد تزايد الضغوط العالمية لهدنة لوقف إطلاق النار، حيث انضمت فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا، بعض من أقرب حلفاء إسرائيل، إلى الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار كما طالب المتظاهرون الإسرائيليون الحكومة باستئناف المحادثات مع حماس بشأن إطلاق سراح المزيد من الرهائن بعد مقتل ثلاثة منهم عن طريق الخطأ على يد القوات الإسرائيلية أثناء التلويح بالعلم الأبيض، وقد أعرب المسؤولون الأمريكيون مرارا وتكرارا عن قلقهم إزاء العدد الكبير من القتلى المدنيين في غز؛ حيث أسفرت الحرب عن مقتل أكثر من 19400 فلسطيني ودمرت معظم شمال غزة. وقد فر حوالي 1.9 مليون فلسطيني – ما يقرب من 85% من سكان غزة – من منازلهم، وتجمع معظمهم في الملاجئ التي تديرها الأمم المتحدة ومخيمات الخيام في الجزء الجنوبي من القطاع المحاصر.
محادثات جدية
ولفت مايكل ديفنسون إلى أنه وفي علامة واضحة على أن المحادثات بشأن صفقة الرهائن أصبحت أكثر جدية، من خلال لقاءات رفيعة المستوى يقودها المسؤولون القطريون والامريكيون، هي الاولى على هذا المستوى للوساطة منذ انتهاء وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعا في أواخر نوفمبر، والذي تم خلاله إطلاق سراح حوالي 100 رهينة – بما في ذلك عدد من الرعايا الأجانب – مقابل إطلاق سراح حوالي 240 فلسطينيًا محتجزين في السجون الإسرائيلية. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي إن المحادثات لم تصل إلى "نقطة يكون فيها اتفاق آخر وشيكاً، وبهدف زيادة الضغط الشعبي على الحكومة الإسرائيلية، أصدرت حماس شريط فيديو يظهر ثلاثة رهائن إسرائيليين كبار السن، وهم يجلسون بقمصان بيضاء ويتوسلون إسرائيل لتأمين إطلاق سراحهم على الفور، ومن الواضح أن حماس تريد الانتقال إلى المناقشات حول إطلاق سراح المرضى وكبار السن من الرجال في الأسر، وقالت إسرائيل إنها تريد إطلاق سراح نحو 19 امرأة وطفلين أولا، وتقول حماس إن من بين النساء جنوداً، ومن المتوقع أن تطالبهم بثمن أعلى مقابل إطلاق سراح السجناء.