د. محمد سيف الكواري يروي حكاياته في الشهر الفضيل لـ الشرق: رمضانُ لوّل.. ليالٍ ساحرة وتقاليد تُحيي الذاكرة
محليات
26
الخبير البيئي والمستشار الهندسي بمكتب سعادة وزير البيئة والتغير المناخي الدكتور محمد سيف الكواري
صلاح بديوي
الألعاب الشعبية بهجةُ رمضان وسر سعادة الأطفال
أنصح الآباء بأن يعلموا أطفالهم التمسك بالهوية
في فرجان أم غويلينة لنا ذكريات رمضانية لا تُنسى
كنا ولا نزال نتبادل أطباق الثريد باللحم والهريس
كنا نحرص على زيارة أقاربنا في الخليفيات والهتمي
المحلات التجارية كانت تتزين وتوزع الهدايا والألعاب
يروي الخبير البيئي والمستشار الهندسي بمكتب سعادة وزير البيئة والتغير المناخي الدكتور محمد سيف الكواري لـ الشرق ذكرياته الرمضانية خاصة في فريج ام غويلينة وفريج الخليفيات وفريج الهتمى وكيف كانوا يمضون ليالي رمضان ويحيون التراث داعيا الاباء الى ان يعلموا أطفالهم التمسك بالهوية المحلية القطرية، عبر إعادة أحياء التراث الشعبي الوطني خلال شهر رمضان وخصوصا الألعاب الشعبية التي سوف يكون لها اثر كبير على انفسهم وعلى بهجة رمضان، كما كان لها هذا التأثير في الماضي، لكون أن أصالة تلك العادات والتقاليد جعلت ذكريات رمضان خلال سنوات طويلة ماضية لا تنسى ومحفورة في القلب والعقل، وهي ذكريات جميلة وشيقة وحلوة، تجعل المرء منا يعود بذاكرته وبالحنين الى الوراء سنين طويلة، ليستعيد أيام الطفولة والشباب مع الأصدقاء والأخوة والأقارب، وهو الأمر الذي يجعله أيضا يشعر دوما بالاشتياق تجاه تلك الذكريات المبهرة، بما شهدته من أفراح وسعادة ومعان تذكر الإنسان بلحظات سعيدة من حياته قضاها مع الأقارب والأحباب والأصدقاء.
حياتي في أم غويلينة
واستطرد دكتور محمد سيف الكواري قائلا “ولكون أنني ممن يسكنون منطقة أم غويلينة، وبالتحديد خلف جامع ابوبكر الصديق الان، ووقتها كان هناك مصلى كل سكان المنطقة يعرفونه لكون أننا نقضي فيه الصلوات اليومية وصلوات عيدي الفطر وعيد الاضحى، وخلف هذا المصلى كان هناك ملعب كرة قدم في نادي التحرير الرياضي والذي اندمج بعد ذلك مع نادي الاستقلال، والى الشرق منا كانت منطقة الخليفيات، والى الشرق منها كان مدرج مطار الدوحة الدولي، وكان لنا مع هذا المدرج ذكريات حيث نصعد ليلا الى الأسطح خاصة في الصيف للاستمتاع بالنسمات الباردة”.
وأضاف “ومدرج مطار الدوحة الدولي هذا ونحن فوق الأسطح نرى في بعض الأحيان طائرات وهي تنزل المدرج ونلوح لهم بالسلام والإشارة ونعتقد انهم يروننا كنا نسلم عليهم كنوع من الترحيب بهم وبعقلية الأطفال نبادلهم التحية والتسليم”.
* رمضان في الفريج
وأوضح.د. محمد سيف الكواري ” ومن الناحية الجمالية كان هناك فريج الخليفيات وفريج الهتمي وكانت هناك أحياء قريبة من منطقة ام أم غويلينة، وكنا نتزاور في رمضان وكانوا يأتون إلينا مرة ونحن نبادلهم القعدات والمجالس ونتبادل الحديث وكان بتلك المجالس كبار السن ونحن صغار السن نتسامر في تلك المجالس معا عن الأحوال في المدرسة، وبعض الأكلات وكل منا يروي قصته مع اكل رمضان ومع الغبقة ومع الفطور والهريس واللقميات والثريد واللحم وغير ذلك “.
ومضى قائلاً “وكانت الأسر تستعد لرمضان قبل قدومه بأسبوع حيث تتزين المساكن وترتدي ابهى حللها لشهر رمضان وتسطع الأضواء وتعم الفرحة كافة ارجاء الدولة في ظل حركة دائمة ومتواصلة في الأسواق، حيث يقوم المواطنون بجلب السلع الرمضانية الأساسية من أرز ولحوم وسكريات”.
أشهر المأكولات
وأشار دكتور محمد سيف الكواري الى “أبرز الذكريات الجميلة المتمثلة في اشهر المأكولات خلال شهر رمضان ونحن نتذكر حتى اليوم الثريد باللحمة والهريس والساقو واللقميات، وهناك مأكولات كثيرة وطيبة كان يتم اعدادها خلال شهر رمضان والعائلات تتبادل الوجبات بين السكان والأهل والأقارب بما في ذلك من تعزيز لصلة الرحم ومعاني الأخوة “.
ويستذكر ” كانت تلك الوجبات هذه يتبادلها الكل في المنطقة، فاليوم مثلا نحن نقوم بإعداد الهريس حيث نقوم بتوزيع جانب منه على الفريج وغيرنا يقوم باعداد الساقو ويوزع منه على الفريج، ومن هنا نجد كل ساعة طبقا قادما الينا من عند الجيران وتلك عادة جميلة جدا ولا تزال مستمرة حتى الآن”.
* ليالي الشهر الفضيل
وأضاف دكتور محمد سيف الكواري “وفي الفترة المسائية نتذكر صلاة التراويح عندما كان يصلي في منطقة ام غويلينة شيخنا الجليل الدكتور يوسف القرضاوي- رحمه الله – أتذكر أنه في سنة من السنوات جاء هذا الشيخ العظيم رحمة الله عليه يصلي صلاة التراويح، وورد الى المسجد الذي يصلي فيه الناس من كل حدب وصوب، وكانت منطقتنا تمتلئ للصلاة خلف الشيخ القرضاوي والاستماع للقران، وكنا ونحن صغار نصلي التراويح”.
وعاد في حديثه الى الوراء ” ونتذكر الألعاب الشعبية في منطقة ام غويلينة وكنا في الحقيقة نلعب في هذه الليالي الالعاب لا تنسى مثل العاب، التيلة، والفوروي، الكلينة، الماطور، والخشيشة، وتلك الألعاب الان اختفت، كنا نستمتع بها ونحن صغار ونتمنى من الاجيال الجديدة أن ترجع اليها لأنها العاب مسلية، كنا نلعبها بعد التراويح مع الأصدقاء ويتخللها مسابقات ومن يفوز ومن يخسر، وكنا نمارس تحت الأضواء كرة القدم والجري في ملاعب نادي التحرير”.
* الزينة تملأ الشوارع
وتذكر د. محمد سيف الكواري أيضا ” وفي شهر رمضان تحرص المحلات التجارية على أن تتزين وتقوم بتنظيم مسابقات، وتوزع هدايا والعابا، حيث كان الواحد من بيننا يأخذ رقما ويفوز بلعبة كبيرة او صغيرة حسب الرقم، وكانت اللحوم المشوية تعد أمام المحلات وتباع، وكنا نشتري بالسيخ والاثنين منها وناكل بعد ممارسة الألعاب وشعورنا بالجوع، وبعد الأكل نشرب المشروبات المتنوعة”.
وخلص دكتور محمد سيف الكواري للقول ” كما أننا ونحن اطفال كنا نقوم بزيارات لأقاربنا في الخليفيات والهتمي والنصر وكذلك العسيري ونلتقي بالأصدقاء ونتحدث عن مغامراتنا ونتسلى بمشاهدة برامج التلفزيون، وتلك الذكريات اختفت اليوم من الفرجان للأسف، اليوم لا توجد مظاهر الاحتفاء بشهر رمضان على العكس من ذكريات زمان من أفراح وحركة لا تهدأ بمناسبة قدوم رمضان”.
مساحة إعلانية