عربي ودولي
42
الدوحة – قنا
دعا دولة الدكتور بشر هاني الخصاونة رئيس وزراء المملكة الأردنية الهاشمية، المجتمع الدولي إلى العمل على وقف إطلاق النار في قطاع غزة بأسرع وقت ممكن، منوها إلى أن الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني تهدد الاستقرار والسلام في المنطقة.
وأوضح دولته، خلال حوار خاص عقد على هامش أعمال منتدى الدوحة 2023، أن استمرارية هذه المذبحة ستعيق عملية إحلال السلام في المنطقة في ظل هذه الجرائم الشنيعة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي، مشيرا إلى أن حدية هذا التصعيد غير المسبوق جاءت ضمن وتيرة غير مسبوقة، وأدت لخسائر كبيرة من الأرواح.
ولفت إلى المبادئ الرئيسة التي لم يتم الاعتراف بها للفلسطينيين منذ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان قبل 75 عاما لكون هناك الكثير من الأمور تغيرت، وتمت مشاهدة العديد من الجرائم الشنيعة ضد الإنسانية، مؤكدا أن ما فعله الاحتلال الإسرائيلي لم يكن متساويا أو حتى ردا مقبولا لكون عدد ضحايا العدوان على غزة قارب 18 ألف شهيد، والجرحى نحو 50 ألفا، و65 بالمئة من هذه الحصيلة كانت من النساء والأطفال.
وعن ملف اللاجئين الفلسطينيين، أكد الخصاونة أن الأردن لن يقبل بأي ظرف من الظروف المزيد من اللاجئين، وهذه المسألة حسمت ولا يمكن التراجع عنها، لافتا إلى أن المادة الثانية من معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية التي أبرمت في عام 1994 نصت على حظر التهجير القسري للفلسطينيين إلى الداخل الأردني، وكل مخالفة لذلك تعتبر خرقا واضحا لبنود هذه الاتفاقية.
وفي سياق ذي صلة، أبرز الخصاونة أن “الأردن يتفق مع المجتمع الدولي بما في ذلك الإدارة الأمريكية التي ركزت مرارا وتكرارا على أن الدفع القسري للفلسطينيين خارج أراضيهم أمر غير مقبول”، مبرزا جهود بلاده في تحقيق عملية السلام بالشرق الأوسط.
كما أشار إلى مبادرة السلام في مدريد التي كانت خيارا استراتيجيا مناسبا كأساس يوفر الحقوق الكاملة للفلسطينيين، وأبرزها حق تقرير المصير، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة توفر العيش بسلام للفلسطينيين مع الجميع.
وفي الإطار ذاته، نوه رئيس الوزراء الأردني بالجهود الكبيرة التي قدمتها بلاده خلال الفترة الماضية تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدا أن هناك الكثير من المسارات التي حصلت، ولكن مستوى السلام كان متدنيا، ومحذرا من أعمال العنف التي تسهم في زيادة الدمار وتعقد عملية إحلال السلام في المنطقة.
وأوضح أن تجاهل جوهر القضية وعدم تحقيق الهدف السلمي من خلال إقامة دولتين مستقلتين على حدود الرابع من يونيو عام 1967 لضمان السلام والأمن لدول المنطقة بما فيها إسرائيل، مبينا أنه “ستكون تلك الاتفاقيات محدودة من ناحية التنفيذ في ظل ما نشهده، كما أن إمكانيات المنطقة ستكون في واقع مضطرب يهدد أي تقدم ممكن في هذا المجال طالما أن الهدف الأسمى لن يتحقق على أرض الواقع”.
وقال دولة الدكتور بشر هاني الخصاونة “إن السنوات الثلاثين الماضية شهدت الكثير من المسارات والقليل من السلام، مما يشدد على ضرورة وجود نهج معياري محدد زمنيا حتى نتوصل إلى حل الدولتين وضمان سلام إقليمي”.
كما استنكر استهداف المدنيين والمستشفيات والمؤسسات التابعة لـ /الأونروا/، مشددا على ضرورة وضع جميع الأطراف على طاولة واحدة، لكي يتحمل كل منهم مسؤولياته، وتتوقف الحرب في غزة.
مساحة إعلانية