رئيس معهد العالم العربي بباريس: نعتز بدور دولة قطر في الإشعاع الثقافي العربي والإسلامي في أوروبا
محليات
2
باريس – قنا
أشاد السيد جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي بباريس، بالدور الثقافي الذي تقوم به دولة قطر في الداخل والخارج، وانفتاح الثقافة القطرية على العالم ودورها في الإشعاع الثقافي العربي والإسلامي في فرنسا وأوروبا.
وثمن رئيس معهد العالم العربي في باريس، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ بمناسبة زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى لفرنسا، الدور المحوري والكبير الذي لعبته دولة قطر في تدريس اللغة العربية ونشرها في فرنسا، وفق البرنامج والشهادة التي أحدثها معهد العالم العربي في تعلم اللغة العربية.
كما أشاد بدور قطر ومساهمتها المحورية في دعم الثقافة والتشجيع على تعلم اللغة العربية في المعهد وفي فرنسا، من خلال سفارة قطر في باريس، لافتا إلى أن شراكة المعهد مع الهيئات الدبلوماسية القطرية في فرنسا، لدعم مركز اللغات، هي “شراكة قيمة”، مشيرا إلى تصاعد دور الدبلوماسية الثقافية القطرية خاصة في تمتين أواصر الصداقة بين الدوحة وباريس، منوها في الوقت نفسه بأهمية دور دولة قطر في الإشعاع الثقافي العربي الإسلامي في فرنسا وأوروبا.
وقال في هذا السياق: “قطر مركز معترف به دوليا للتميز في مناقشة الأفكار، ويعمل العديد من المثقفين العرب في مراكزها البحثية، وخاصة في العلوم الاجتماعية، وفي محور الدبلوماسية الثقافية وهو محور استراتيجي”، مشددا على أن دعم قطر للمفكرين العرب المعاصرين لنشر كتاباتهم ودراساتهم، سيؤدي حتما إلى إفادة ودفع الحوار بين الثقافات الذي يعد “حاجة ماسة” لعالم اليوم لمواجهة سوء الفهم وخطاب الكراهية.
وفي هذا الإطار، أوضح الأكاديمي وأستاذ القانون السابق جاك لانغ، أن معهد العالم العربي يلتزم أيضا بثقافة الحوار وبهذه القيم النبيلة، من خلال تطوير المؤتمرات والنشر والترجمة إلى الفرنسية من قبل هؤلاء المثقفين الذين يسعون إلى إفادة العالم.
وقال إن قطر تتميز أيضا بسياستها الدولية في بناء وتصميم المتاحف، وتشجع وتستقبل مهندسين معماريين عالميين، مثل /أي إم باي/ الذي صمم متحف الفن الإسلامي، وجان نوفيل مصمم متحف قطر الوطني، منوها في الوقت نفسه بالمجموعات “الرائعة” للفنون العربية الإسلامية القديمة والحديثة التي تحتضنها متاحف قطر.
ولفت رئيس معهد العالم العربي في باريس في تصريحاته إلى أن دولة قطر تهتم كثيرا بتراثها الثقافي المادي وغير المادي، والذي يعد جزءا لا يتجزأ من مجموعات متحف الفن المعاصر للمعهد الذي يروي التاريخ الغني للعالم العربي منذ العصور القديمة وحتى يومنا هذا، وخاصة تاريخ شبه الجزيرة العربية، موضحا في هذا السياق أن معهد العالم العربي يهتم بنفس القدر بظهور المواهب في المشهد الفني القطري المعاصر، حيث يستقطب بعض المعارض لفنانين قطريين وسوف يستضيف قريبا معرضا من أعمال للفنانة القطرية العالمية صوفيا الماريا.
وأشار إلى وجود تعاون بين معهد العالم العربي في باريس، وبين السفارة القطرية في باريس، مؤكدا انفتاح المعهد الدائم لمزيد من التعاون مع قطر، وترحيبه باتفاقيات التعاون المشتركة، ومن ذلك مشروع لإنشاء جائزة للشعر العربي تعاون بين الجانبين.
رئيس معهد العالم العربي بباريس لـ/قنا/: نعتز بدور دولة قطر في الإشعاع الثقافي العربي والإسلامي .. إضافة أولى وأخيرة
وقال جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي بباريس، إن دولة قطر شريك مهم للغاية لفرنسا في جميع المجالات، مشيدا بالدور الكبير الذي تلعبه اليوم دولة قطر في التوصل دون تأخير إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، ووضع حد لمعاناة السكان المدنيين.
وحول موقف معهد العالم العربي بباريس من عمليات التهجير القسري والإبادة الجماعية التي يتعرض لها سكان غزة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي والجرائم التي يرتكبها المستوطنون بحق الشعب الفلسطيني، قال جاك لانغ: “إن معهد العالم العربي لم ينتظر المأساة التي شهدناها منذ السابع من أكتوبر الماضي، ليتحدث عن فلسطين، حيث استضاف مؤخرا معرضا مخصصا للتاريخ والشباب الفلسطيني، والذي رافقه موسم ثقافي دام أكثر من ستة أشهر، تخللته مناظرات وحفلات موسيقية وعروض سينمائية ولقاءات أدبية حول الفلسطينيين”.
وأشار إلى أن المعرض حقق نجاحا كبيرا، حيث فاق عدد الزوار 100 ألف زائر، أغلبيتهم من الشباب وكلهم مهتمون بالقضية الفلسطينية، وحريصون على التعلم والفهم بعيدا عن خطاب الكراهية، ومنوها في نفس السياق يأن معهد العالم العربي هو مكان للحوار والثقافة والسلام.
وشدد رئيس معهد العالم العربي بباريس في ختام تصريحاته لـ/قنا/ على حرص المعهد على إيلاء القضية الفلسطينية الأهمية التي تستحق، حيث شهد مؤخرا وقفة احتجاجية من أجل غزة شارك فيها العديد من الفنانين، كما نظم مائدة مستديرة حول تدمير التراث الثقافي وغير المادي في غزة، الذي تجاوز الخسائر البشرية والبنية التحتية الحيوية، موضحا أنه بعد أن سافر إلى غزة في أغسطس 2023 للقاء فنانيها وعلماء آثارها وكتابها وشعرائها ومفكريها الأحرار يستطيع أن يتخيل إلى أي مدى يعتبر الدمار المستمر “فظيعا وغير مبرر وصادما”، ودعا إلى ضرورة فرض وقف إطلاق النار.
جدير بالذكر أن معهد العالم العربي بباريس، الذي تأسس سنة 1980 في عهد الرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران، مؤسسة فرنسية تعنى بالشأن الثقافي، وتستقبل ضمن أنشطتها المتواصلة على طول العام، الكتاب والمفكرين والفنانين من كل أنحاء العالم العربي والأوروبي لعرض أفكارهم وإبداعاتهم.
ويعد المعهد الذي صممه الفرنسي جون نوفيل، تحفة معمارية فريدة تقع على ضفاف نهر السين، فضلا عن كونه أهم مؤسسة للثقافة العربية الاسلامية في فرنسا وأوروبا.
ويسعى هذا المعلم الثقافي إلى تطوير دراسة العالم العربي في فرنسا وتعميق فهم حضارته وثقافته وتشجيع التبادل الثقافي وتنشيط التواصل والتعاون بين فرنسا والعالم العربي، ويعين رئيسه بناء على اقتراح الرئيس الفرنسي، وبالتشاور مع ممثلي الدول العربية في فرنسا.
مساحة إعلانية