رمضان النشامى في الدوحة.. يحلو بعاداته وتقاليده

محليات
0
رمضان النشامى في الدوحة.. يحلو بعاداته وتقاليده
غنوة العلواني
سميرة عدنان عوض صحفية أردنية في الجزيرة نت، تروي لنا ذكرياتها الجميلة عن رمضان أيام زمان في الأردن والعادات التقاليد التي تميز “النشامى”، حيث بدأت حديثها لــ الشرق، قائلة: يحضر رمضان فتنهال ذكريات الطفولة في هذا الشهر المبارك، حيث لمة العائلة، والسهر حتى مطلع الفجر، وطقوس صيامنا “درجات المئذنة” أي عدد ساعات صيامنا كأطفال نتدرج في الصوم بحسب أعمارنا، والتباهي من منا يستطيع إكمال ساعات أكثر. شراء القطائف أشهر الحلويات الرمضانية في الأردن طقس يومي كنت أمارسه في شهر الصيام، كوني البنت الكبرى في العائلة، لأتعلم مبكرا طريقة حشوه، ولأحتفظ بحبة غير محشوة لما بعد الإفطار.
رمضان زمان
وتابعت السيدة سميرة من أبرز التقاليد في رمضان انتظار المدفع معلنا موعد الإفطار حيث يجتمع أطفال الحي ليطلقوا معا زغرودة الإفطار، ليتراكضوا بعدها إلى بيوتهم للتمتع بأطايب سفرة رمضان، والتي تضم ما جهزت الأم، وأيضا ما جهزه الجيران من خلال الصحون التي تتنقل بين البيوت حاملة نكهات جديدة للسفرة.
رمضان زمان كان يحلو بصيامه وقيامه، ومتابعة الفوازير، ومسلسلات معدودة تبثها محطات التلفزة المحلية، ويزداد جمال شهر رمضان بالولائم الرمضانية العائلية حيث معظم الأسر (عازمة أو معزومة) حين كان الناس أكثر بساطة وبدون موائد مكلفة، وكانت صلة الرحم أكثر ما تكون في رمضان، حيث اللمة الرئيسية في بيت الجد، وتلبية دعوات الأعمام والعمات والأخوال والخالات، حيث يفطر الكبار والصغار وسط أحاديث أسرية حميمة تعكس المحبة، ولا تزال هذه العادة موجودة في الأردن.
مأكولات ومشروبات رمضان
وقالت السيدة سميرة: لم نعد أطفالا، كبرنا وصرنا نحن من نعد المائدة للعائلة، فيما كنا صغارا تعد الوالدة -رحمها الله- طعام الإفطار ملبية أذواق الجميع، فيما الوالد -رحمه الله- يقول لها: “زيدي الطبخة ربما يأتينا ضيوف، اطبخي أكثر من صنف، نحن صائمون…”، في حوارية تتواصل طيلة الشهر على وجبتي الفطور والسحور، حيث كنا ننام ونستيقظ لتناوله.
وتشمل المكونات الرئيسية للسفرة اللحوم والحبوب والخضراوات، والحلويات، ومن أشهر الأطعمة المنسف والمسخن والمقلوبة والصواني والمحاشي، ومن الطريف أن كثيرا من العائلات تختار الأبيض أو الأخضر في مطلع رمضان تفاؤلا بأن يعود علينا في السنوات القادمة وأيامنا خضراء مزهرة وبيضاء جميلة.
وتتابع: “وفي العادة يبدأ الفطور بالماء والتمر، مع حضور ضروري للمشروبات الرمضانية المنزلية ومنها: العرقسوس والتمر هندي وقمر الدين. ويعتبر حضور طبق الفتوش بالخضار والخبز المحمص ضيفا يوميا على المائدة الرمضانية، أما الشوربة فغالبا يحضر العدس أو الفريك أو الخضار، وتعتبر القهوة العربية بالهيل من ضروريات السفرة الرمضانية اليومية الأردنية، والتي تشرب مع الحلويات الرمضانية ومنها القطائف، والعوامة والكنافة وغيرها.. وكثير من الأمهات وربات البيوت الأردنيات أصبحن يدخلن العديد من طرق الطهي الحديثة، أو النكهات الجديدة، بفعل قنوات الطهي وصفحاته.. وهذا ما أفعله حاليا، ومن الأطباق المحببة لعائلتي الدجاج بالزعتر والليمون والخضار بالفرن، ويمكن تقديمه إلى جانب الخبز أو الأرز المفلفل أو المعكرونة.
لمة رمضان
وأضافت: “يزداد جمال الشهر بالولائم والسهرات الرمضانية للعائلة والأقارب والأصدقاء، حيث اللقاء على سفرة واحدة يعزز الأواصر ويطرح البركة ويلم القلوب، حين كنا في الأردن كنا نقيم 4 ولائم رمضانية تجمع الأهل والأصدقاء في أيام عطلتنا الأسبوعية، كوني موظفة، وفي أيام أخرى نلبي دعوات الأحبة في بيوتهم”.
وتابعت: “والآن ونحن نعيش في دوحة الخير منذ أوائل عام 2015، لا يزال زوجي وأنا نحرص جدا على إقامة هذه الولائم بشكل يومي حيث نصر على مشاركة الإفطار مع أقاربنا في قطر، وبخاصة للشباب والشابات الذين يعملون هنا، بعيدا عن أسرهم في الأردن، وسط جو عائلي، يتخلله صلاة المغرب في المنزل، ثم الذهاب لصلاة العشاء والتراويح في المسجد، ومن ثم العودة للبيت في سهرة رمضانية يتخللها تبادل الأحاديث الودية، والاتصالات بالصوت والصورة مع أهلنا في الأردن وفلسطين وبقاع الأرض، وبالطبع يتخللها تناول القهوة العربية والحلويات الرمضانية.
عادات جديدة
وقالت: “قبيل شهر رمضان نقوم ببعض التغيير في البيت، حيث يتم تخصيص ركن للصلاة، يضم المصاحف وسجادات الصلاة وملابسها، إضافة لتزيين البيت بالأهلة والنجوم وحبال الإضاءة، وتوزيع الفوانيس في أركان البيت، ووضع المفارش التي تمتاز برسومها التقليدية على الطاولات، ووضع لوحات مكتوب عليها “رمضان كريم”، “رمضان مبارك”. وذلك لتوفير طقس رمضاني لافت لأحفادنا الأربعة: تيم، سميرة، وتين، كنان – حفظهم الله- يعرفهم بشهر الصوم ويمهد لصيامهم لاحقا، حيث تيم (5 أعوام) بدأ يصوم لساعات قليلة كنوع من التدريب المتدرج على الصيام، فيما سميرة (4 أعوام) تصوم لساعة واحدة”.
وأردفت: “وفي كل رمضان نحرص على لم شمل الأسرة، حيث يأتي ابني محمد وأطفاله، وهو يعيش حاليا في أمريكا، سنويا لمشاركتنا شهر رمضان المبارك. ويحرص زوجي رؤوف سعد وأنا على صناعة الذكريات الرمضانية مع أولادنا محمد وأسعد وزوجاتهم (بناتنا دعاء وأريج) وأحفادنا أيضا، من خلال أداء الصلاة والتعبد، وقضاء أوقات جميلة معا، تبدأ بمشاركتنا الجماعية في وضع مقترح أصناف الطعام اليومي، وأيضا إعداده وطبخه، وترتيب سفرة الطعام، وهي متعة حقيقية حين يكون المطبخ يوميا خلية نحل قبيل الإفطار، ولا تنتهي بتناول الطعام بل تظل في ذاكرتنا وقلوبنا، تشكل وتكرس معنى “طعم العائلة”.
وأشارت إلى أنه من أجمل الأوقات العائلية مشاركة الطبخ في بيت العائلة، حيث التكامل في المهام، والاختلاف في التفاصيل أيضا، حيث تبدأ الأسئلة هل أضع فلفلا حارا أم حلوا وهل تكفي هذه الشوربة أم لا وهل أقلي المزيد من الكبة والسمبوسة هل أقطع الخضراوات للفتوش رفيعة أم مربعة وهل أضع العصير على الطاولة ومن هذه الأسئلة اليومية المكررة.. والإجابات المكررة أيضا والتي تتوقف مع ارتفاع أذان المغرب معلنا الله أكبر.. لتبتل العروق ويثبت الأجر.. ونختتم يوما من الصوم المقبول بإذن الله.
صنع القطائف
طقس آخر احرص عليه في معظم الأيام وهو صنع القطائف في المنزل، حيث أعد عجينتها واسكبها (أخبزها) وأحشوها بالجبنة والمكسرات، وعادة أقوم بصنع حروف من القطائف لأحفادي الذين يحبون مشاركتي صنعها، ثم يتناولونها بالعسل أو الجبنة أو الشوكولا.
ليلة القرنقعوه
واختتمت: “هذا هو رمضاني التاسع في الحبيبة قطر، ومن أكثر فعاليات رمضان القطرية التي أحببتها هنا، وأنتظرها بشغف هي القرنقعوه- ليلة منتصف رمضان، حيث اخصص لها زاوية في البيت ابتداء من يوم 10 رمضان، حيث نعد الصناديق الجميلة والأكياس الملونة المملوءة بالحلويات والمكسرات، والهدايا البسيطة مثل الفوانيس الصغيرة لأحفادي وأطفال الأصدقاء والجيران، حيث ندعو أطفال المجمع السكني للتنقل من بيت إلى بيت وهم يحملون أكياس قرنقعوه، للاحتفال معنا على أنغام أغنية القرنقعوه.. ويستمر حضور الزينة الرمضانية وركن قرنفعوه في بيتنا لغاية إحياء ليلة القدر، ليبدأ بعدها الاستعداد لعيد الفطر السعيد وإعداد زينته وحلوياته الخاصة، والتي تشمل الكعك بالتمر والمكسرات”.
اقرأ المزيد
صحتك في رمضان
مع الدكتور جاسم فخرو
كيف يصوم المصابون بارتفاع ضغط الدم بأمان؟
أولئك الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم… اقرأ المزيد
مساحة إعلانية