رواد أعمال لـ الشرق: التقليد أبرز أسباب فشل المشاريع الصغيرة

محليات
66
رواد أعمال لـ الشرق: التقليد أبرز أسباب فشل المشاريع الصغيرة
السوق بحاجة إلى أفكار إبداعية
الدوحة – الشرق
أكد عدد من الشباب من رواد الأعمال، على أن معظم الشباب ما زال لديهم إصرار على الاتجاه لمشروعات التقليدية المتمثلة في افتتاح المقاهي والمطاعم، بينما معظم الفتيات ما زال تفكيرهن مقتصرا على مشروعات الازياء وتصميم المجوهرات والمكياج، مشيرين إلى أن المنافسة تزداد في السوق القطري للمجالات التقليدية، الامر الذي قد يسبب عائقا لرواد الأعمال الجدد في هذه المجالات. وقالوا لـ «الشرق» إن الركض وراء مشروعات «الهبة» والتريند وتكرار النشاط وراء تعثر الكثير من رواد الأعمال، وفشل بعض المشروعات الصغيرة، مشددين على ضرورة البحث عن افكار إبداعية وعمل دراسة جدوى لمعرفة مدى حاجة السوق للمشروع قبل البدء به. وأشاروا إلى ان الاشكالية تكمن في تشابه افكار المشروعات، وإصرار البعض على المشروعات التقليدية المتمثلة في المطاعم والمقاهي ثم تطورت لتصبح المقاهي المختصة، موضحين إلى ان السوق اصبح يفتقر إلى الافكار الابداعية والجديدة، واصبحنا ننتظر «الهبة» او الموضة الرائجة في المشاريع التي يتم افتتاحها مؤخرا.
عبدالله العجمي: التكنولوجيا والتحول الرقمي مجالات واعدة
أكد عبدالله العجمي، الباحث القانوني ورائد الأعمال في مجال التسويق الرقمي وخدمات تجارة الأعمال، على أن ريادة الأعمال ليست بالأمر السهل، ولكنه سعى لتعلم شيء جديد يومياً في شتى المجالات، منوها إلى انه قد استمتع واكستب الخبرة اللازمة، ولعل أهم عوامل النجاح هو الصدق في العمل والإخلاص والإيمان بأنك لست الافضل، وانه يجب على الشخص التطوير دائماً للوصول للأفضل.
وتابع: وما زال السوق يتعافي من تبعات جائحة كورونا، ولكن يجب علينا ان نتعلم من هذا الدرس ونضع خطة لنتجاوز الأوقات الصعبة عن طريق وضع خطط بديلة لطرق العمل او البيع او العقود.
وأشار إلى أن المنافسة تزداد في السوق القطري للمجالات التقليدية كالمطاعم والمقاهي.. الخ، وهو ما قد يكون عائق لرواد الأعمال الجدد في هذه المجالات، معربان عن أمله أن يتجه الشباب للاستثمار في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي للأعمال، خاصة وأن هذا المجال المناسب للسنوات القادمة. وأوضح أنه من أهم التحديات التي تواجه رواد الأعمال قلة الخبرة وضعف التمويل، وصعوبات استقدام العمالة، فضلًا عن ركود السوق خاصة وان السوق القطري ليس سهلًا، وايضا تشابه النشاط، بالإضافة لعدم الاهتمام بتطوير المنشآت وعدم مواكبة متطلبات السوق، فضلا عن الإيجارات المرتفعة لمساحات صغيرة لا تتناسب لرائد أعمال جديد، مطالبًا بضرورة دعم كبار التجار لصغار التجار والجدد.
حصة الحداد: تجديد الأفكار وفقا لحاجة السوق
ترى حصة الحداد – رائدة أعمال وصاحبة علامة تجارية قطرية في مجال الأحذية، أن السوق قد رجع مرة أخرى للانتعاش خاصة وأننا مقبلون على شهر رمضان المبارك، الامر الذي يساهم في زيادة حركة البيع والشراء، مشيرة إلى انه مازال هناك بعض الآثار التي خلفتها أزمة فيروس كورونا على الاسواق. وقالت ان اللافت للنظر ان معظم الشباب ما زالوا لديهم إصرار على الاتجاه إلى المشروعات المتمثلة في المقاهي والمطاعم، اى تركيزهم مازال منصبا على هذه الناحية، مشيرة إلى انه هناك أفكارا جديدة يمكن للسوق استيعابها. وتابعت قائلة: بينما الفتيات اتجاهاتهن ما زالت مقتصرة على الازياء وتصميم المجوهرات والمكياج، ولذلك يجب ان يكون هناك تجديد في الافكار، خاصة انه قبل البدء في عمل وافتتاح ايه مشروع يجب على الشخص التفكير ان يقدم او يشكل إضافة للسوق.
وأوضحت إلى انها تستعد في الوقت الحالي للعمل على إطلاق مجموعة جديدة من الأحذية مخصصة لشهر رمضان المبارك، منوهة إلى انه من اهم اسباب نجاحها انها قامت بالبحث عن فكرة جديدة في السوق القطري، بحيث تختلف عن مجال تصميم العبايات، مشيرة إلى أنها قد حصلت على بعض الدورات في تصميم الاحذية، وكيفية تصنيع ماركة عالمية، حتى تكون البداية صحيحة. واضافت: حاولت أن تكون جميع تصاميم الأحذية مستوحاة من العناصر القطرية والعربية، فضلا عن استخدام اللؤلؤ والذهب، اللذين اشتهر استخدامهما في دول الخليج.
حميد القحطاني: الشغف وحده لا يكفي لإقامة مشروع ناجح
أكد حميد القحطاني – خزاف وصاحب مشروع لتجارة الفخار، على ان الاشكالية تكمن في تشابه افكار المشروعات، وإصرار البعض على المشروعات التقليدية المتمثلة في المطاعم والمقاهي ثم تطورت لتصبح المقاهي المختصة، مشيرا إلى ان السوق اصبح يفتقر إلى الافكار الابداعية، واصبحنا ننتظر «الهبة» او الموضة الرائجة في المشاريع التي يتم افتتاحها. وتابع قائلا: رغم أن البعض من الشباب لديه الشغف ويقوم بعمل القهوة بنفسه، إلا ان هذه الشغف وحده ليس كافيا لإقامة مشروع ناجح ومستمر في السوق، ويجب التركيز على عمل دراسة جدوى ودراسة حاجة السوق، فأنا مثلا ظللت عامين كاملين اقوم بالدراسة والاطلاع قبل التخطيط لمشروعي، ولله الحمد حققنا نجاح كبير خلال فترة كأس العالم، واستطعنا جذب الجمهور لهذا المنتج القطري المميز، في درب الساعي كما حاولنا التوجه للاسواق المحلية المؤقتة، مثل سوق تربة وفضاء 33 في جامعة قطر، بحيث نصل للجمهور ويمكنه الاطلاع ورؤية منتجاتنا.
ونوه إلى ان سوق العمل بمثابة فرص، والتوفيق من رب العالمين، ولكن يجب على الشخص الجد والاجتهاد، ولذلك انصح بضرورة الابتعاد عن الافكار التقليدية. واستطرد قائلا: لقد بدأت مشروع في الخزف منذ عام 2019، عندما لاحظت أن البعض لا يميز بين الفخار المصنوع من الطين، وبين المزهريات المعاصرة والسيراميك، ممن يحمل ألوانًا زاهية، لذلك أردت الدمج بين حرفة الفخار، كحرفة قديمة، ينبغي الحفاظ عليها، وبين توظيفها بأسلوب معاصر، بشكل يربط الماضي بالحاضر.
سعد السليطي: مشاريع تقدم حلولا لمشكلات المجتمع
أوضح سعد السليطي – المدير العام للشركة والمنصة الإلكترونية فانسي بوكس للتسوق عبر الإنترنت، ان هناك مشكلة واضحة تتمثل في تقليد المشاريع، الامر الذي يساهم في فشل العديد من هذه المشروعات وعدم استمراريتها في السوق، مشيرا إلى انه يجب على رائد الاعمال الاطلاع والبحث عن مشاكل المجتمع، وتقديم حلول لهذه المشكلات عبر مشروعه. ويرى أن التشابه في افكار المشروعات يرجع إلى عدم تنوعها أو الخوف من الاتجاه إلى الافكار الجديدة والغير تقليدية، مؤكدا على انه يجب قبل التفكير في عمل مشروع، أن يتم عمل دراسة جدوى مفصلة، خاصة وان السوق القطري بحاجة للتنوع في الافكار والمشروعات، وكذلك بحاجة لتقديم خدمات مختلفة. وتابع قائلا: ومن هذا المنطلق فإن مشروعي جاء بعد التفكير ومعرفة أن طريقة تسوق المستهلك تغيرت كثيرا وضرورة مواكبة هذا التغيير، وأصبح الجميع يتجهون للتسوق أون لاين، ومن هنا جاءت فكرة انشاء موقع والتطبيق يسوق للمنتجات القطرية 100 %، بحيث تتيح المنصة فرصة للتجار والتاجرات القطريين، لوضع منتجاتهم وتسويقها عبر المنصة، والتي تشمل العطور والأزياء والمكياج ومنتجات العناية بالبشرة، حيث يصل المنتج للزبائن إلى المنزل. ونصح الشباب الذين لديهم الرغبة في عمل مشروع جديد، بالبدء في البحث عن فكرة جديدة والبعد عن التكرار والمشروعات التي لا تفيد المجتمع.
مساحة إعلانية