سباق مع الزمن لإيجاد حل إقليمي دولي لأزمة غزة

عربي ودولي
98
من يسبق من.. توسيع دائرة الحرب أم محاولات احتوائها؟
حراك سياسي وعيون الفلسطينيين تشخص لوقف الحرب الدموية على غزة
❖ رام الله – محمـد الرنتيسي
ما بين استمرار الحرب على غزة، والمخاوف من توسيع رقعتها لتطال جبهة لبنان ودولاً أخرى في الإقليم، والجهود الدبلوماسية لتطويقها، يشتد السباق لمحاولة إيجاد حل سياسي إقليمي دولي، يتضمن وقفاً لإطلاق النار في غزة، ومحاولة إبرام اتفاقيات دولية تمنع نشوب الحرب مرة أخرى، وبالتوازي مع ذلك، تضغط كافة الأطراف العربية والدولية لوقف الحرب الطاحنة، وتوفير الحماية للشعب الفلسطيني، وإنهاء حصار غزة من خلال فتح الحدود والمعابر، وتسريع وتيرة إدخال المساعدات الإغاثية للسكان وغالبيتهم أصبحوا نازحين.
وفيما يراهن الجانب الإسرائيلي على الدعم المطلق واللا محدود من الولايات المتحدة الأمريكية، فإن الفلسطينيين، لن يقبلوا بأية حلول أو مقترحات، دون تنفيذ خطوات على الأرض، من شأنها تلبية مطالبهم، علماً بأن واشنطن، لم تطلب حتى الآن من إسرائيل، وقف غاراتها وعدوانها على غزة، ولم تعلن عن تقديم تسهيلات، لتحسين الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني، التي تدهورت كثيراً، نتيجة لانقطاع العمال الفلسطينيين عن أعمالهم داخل فلسطين المحتلة عام 1948، وعدم تلقي الموظفين رواتبهم بشكل منتظم، نتيجة للأزمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها فلسطين.
في زيارته إلى المنطقة، سعى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، لتعبيد الطريق أمام مسار سياسي، يوقف الحرب، لكن من وجهة نظر مراقبين، فحتى مع وصوله إلى كل من تل أبيب ورام الله، لا يمكن لأحد، أن يتنبأ إلى أين ستنتهي الأمور في المواجهة الحالية بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال، والتي تتزامن مع معطيات كثيرة، من أبرز ملامحها توسيع رقعة الحرب لتطال دولاً أخرى في المنطقة وفي مقدمتها لبنان واليمن سوريا والعراق.
وترمي الأحداث المتسارعة في قطاع غزة والتطورات المترابطة في الجنوب اللبناني، إلى مضامين عدة، قد يكون من بينها التمهيد لمواجهة صعبة، وإغراق المنطقة في وحلها، خصوصاً بعد اغتيال الكيان الصهيوني القائد المخضرم في حركة حماس صالح العاروري، والمسؤول الكبير في حزب الله وسام الطويل، وربما تتدحرج كرة التصعيد، لتطال مدن الضفة الغربية والقدس، وهذا ما أشرت عليه الأيام الأخيرة، وإلى أن يحقق أحد طرفي الحرب أهدافه ويعلن انتصاره، أو تتوفر إرادة دولية قادرة على تطويق المواجهة المحتدمة، فستبقى الأوضاع مرشحة للاستمرار والتصعيد.
تأسيساً على ما تقدم، يرجح الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري أن تعمد الإدارة الأمريكية إلى تكرار جولاتها إلى المنطقة، لتعقد اللقاءات مع مسؤولين في الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأطراف شرق أوسطية أخرى، لاستعادة الهدوء والاستقرار، والحيلولة دون جر الأوضاع إلى تصعيد أكبر، لافتاً إلى أن الصراع الحالي مرتبط إلى حد كبير بلاعبين محليين وإقليميين ودوليين، ودليل ذلك فتح جبهات في كل من لبنان واليمن وسوريا والعراق، فضلاً عن دعم إيراني وروسي وصيني، وهذا يؤثر بقوة في مجريات الحرب ونتائجها.
وبرأي المصري، فطالما يعتقد كل طرف بأنه الأقوى والأقدر على تحقيق الانتصار، فإن الجهود السياسية ومساعي بلينكن، ستواجه مطبات عدة، موضحاً: «حتى لو تبنى مجلس الأمن الدولي قراراً بوقف الحرب، فبمقدور الطرفين (حماس والاحتلال) رفض القرار طالما لا يحظى بإجماع دولي.
واستناداً إلى رأي الباحث والمحلل السياسي، محمـد الشريف، فمن الصعوبة بمكان أن تثمر جولة بلينكن عن وقف الحرب، وما لم تحمل معها جديداً يختلف عن جولاته الأربع السابقة التي بدأها مع الأيام الأولى للمواجهة، وخصوصاً فيما يتعلق بحل الدولتين الذي تنادي به الإدارة الأمريكية لإنهاء الصراع، فلن يشتري أحد بضاعته.
مساحة إعلانية