سفيرنا لدى برلين لـ«الشرق»: زيارة صاحب السمو تستقطب اهتماماً كبيراً في ألمانيا

عربي ودولي
114
استكشاف مجالات جديدة للتعاون..
عواطف بن علي
أكد سعادة الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني سفير دولة قطر لدى ألمانيا أن زيارة حضرة صاحب السمو إلى برلين تستقطب اهتماماً فائقاً بين الأوساط السياسية والاقتصادية والإعلامية الألمانية، لكونها تكرس مجدداً لأهمية الإستراتيجية التي تنتهجها دولة قطر في انفتاحها على المحيط العالمي من خلال توطيد علاقات التعاون والشراكة السياسية والاقتصادية مع باقي الدول.
وشدد سعادته في حوار خاص لـ «الشرق» على أن زيارة سموه في هذه المرحلة بالذات، تكتسب أهمية بالغة في تعزيز العلاقات الثنائية بين قطر وألمانيا على الصعيدين السياسي والاقتصادي، واستكشاف مجالات جديدة للتعاون والشراكة التجارية والاستثمارية، بالإضافة إلى توسيع الآفاق في بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يعود بالنفع على شعبي البلدين الصديقين. كما أبرز سعادة الشيخ عبدالله بن سعود آل ثاني أن العلاقات السياسية والاقتصادية القطرية الألمانية شهدت نمواً وازدهاراً ملحوظين خلال العقود الخمسة الماضية، حتى أصبحت دولة قطر واحدة من أهم الشركاء الدوليين لألمانيا والمنطقة الأوروبية. ولفت سعادته إلى أن ارتفاع حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين أدى إلى تنامي الأنشطة الاستثمارية في عدة قطاعات، الأمر الذي وطَّد أواصر التعاون المتبادل، وفتح نافذة للبحث عن فرص جديدة للشراكة. وفيما يلي نص الحوار كاملا .
ما هي دلالات زيارة صاحب السمو إلى برلين؟ وما هي أهم الاتفاقيات والمواضيع المطروحة؟
تتزامن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، «حفظه الله» إلى ألمانيا، مع ذكرى مرور 50 عاماً على تأسيس العلاقات الدبلوماسية القطرية الألمانية. وبالنظر إلى متانة العلاقات الاقتصادية والتجارية المزدهرة بين البلدين، نجد أن قطر أصبحت شريكاً مهماً بالنسبة لألمانيا في منطقة الشرق الأوسط.
ومن المؤكد أن زيارة حضرة صاحب السمو إلى ألمانيا ستستقطب اهتماماً فائقاً بين الأوساط السياسية والاقتصادية والإعلامية الألمانية، لكونها ستكرس مجدداً أهمية الإستراتيجية التي تنتهجها دولة قطر في انفتاحها على المحيط العالمي من خلال توطيد علاقات التعاون والشراكة السياسية والاقتصادية مع باقي الدول.
وتكتسب زيارة سموه في هذه المرحلة بالذات، أهمية بالغة في تعزيز العلاقات الثنائية بين قطر وألمانيا على الصعيدين السياسي والاقتصادي، واستكشاف مجالات جديدة للتعاون والشراكة التجارية والاستثمارية بين البلدين، بالإضافة إلى توسيع الآفاق في بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك بما يعود بالنفع على شعبي البلدين الصديقين.
كيف تقيِّمون تطور العلاقات بين الدوحة وبرلين في ظل الزيارات المتبادلة بين البلدين؟
شهدت العلاقات السياسية والاقتصادية القطرية الألمانية نمواً وازدهاراً ملحوظين خلال العقود الخمسة الماضية، حتى أصبحت دولة قطر واحدة من أهم الشركاءالدوليين لألمانيا والمنطقة الأوروبية. وأدى ارتفاع حجم التبادل التجاري والاقتصادي بين البلدين، إلى تنامي الأنشطة الاستثمارية في عدة قطاعات، الأمر الذي وطّد أواصر التعاون المتبادل، وفتح نافذة للبحث عن فرص جديدة للشراكة.
ويشار إلى أن العلاقات القطرية الألمانية تعززت بشكل متزايد في الأعوام القليلة الماضية، من خلال تكثيف الزيارات المتبادلة بين الدولتين على أعلى المستويات، وفي مقدمتها زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، «حفظه الله» إلى ألمانيا العام الماضي، والتي تم خلالها التوقيع على العديد من الاتفاقيات الهامة في مجالات السياسة والاقتصاد والطاقة والتبادل التجاري والاستثمار وغيرها من المجالات الأخرى التي تهم البلدين. حيث اكتسبت هذه الزيارة زخماً سياسياً واسعاً لدى كافة الأوساط السياسية والاقتصادية في ألمانيا، فضلاً عن أنها أخذت الحيّز الأكبر لاهتمام كبرى وسائل الإعلام الألمانية.
شراكة اقتصادية
ما هو حجم التبادل التجاري بين البلدين؟ وما هي أهم مجالات التعاون؟
تُمثل جمهورية ألمانيا خامس أكبر شريك تجاري أساسي لدولة قطر، حيث وصل عدد الشركات الألمانية العاملة في السوق القطرية إلى أكثر من 330 شركة، تعمل في مجالات متعددة مثل تطوير السكك الحديدية، والتجارة، والمقاولات، والخدمات، والاتصالات، والمواصلات، والبنية التحتية. وتساهم الشركات الألمانية في دعم مسيرة التنمية الشاملة في الدولة، والنهضة التي تشهدها البلاد وتوفر للسوق القطرية منتجات بمستوى عالٍ من الجودة من خلال المشاريع الناشئة الصغيرة والمتوسطة والتي تتمتع ألمانيا بميزة خاصة في إدارتها.
وبالمقابل، تُعتبر ألمانيا واحدة من أهم الوجهات الاستثمارية بالنسبة لدولة قطر، حيث تشتمل الاستثمارات القطرية في ألمانيا على أهم القطاعات الصناعية الرائدة في الاقتصاد الألماني، وتُركّز بشكل أساسي على قطاع صناعة السيارات والخدمات المصرفية والتكنولوجيا الدقيقة والشحن وصناعة الأدوية وغيرها من القطاعات الهامة الأخرى.
وبتسليط الضوء على تطوّر حجم التبادل التجاري بين قطر وألمانيا، نرى بأنه وصل خلال العام الماضي إلى أكثر من 2 مليار دولار. وتشير البيانات المتوفرة لغاية شهر أغسطس من العام الجاري، إلى أن حجم التبادل التجاري الحالي بلغ أكثر من 1.3 مليار دولار ومن المتوقع أن يتجاوز حافة 2 مليار دولار في نهاية العام.
استثمارات حيوية
ما هو حجم الاستثمارات القطرية في ألمانيا؟ وما هي مجالات التعاون المستقبلية؟
بالحديث عن الأرقام والمؤشرات على الصعيد الاستثماري والتبادل التجاري بين البلدين، يمكن الإشارة إلى أن قطر تستثمر بشكل قوي في كبرى الشركات الألمانية، حيث يُقدر حجم الاستثمارات القطرية في جمهورية ألمانيا الاتحادية بنحو 25 مليار يورو، وتُعد أحد أكبر المساهمين في مجموعة «فولكسفاغن» العملاقة لصناعة السيارات، بحصة تبلغ 9 مليارات دولار. وبحصة تصل إلى 21 % في شركة «سيمينس» الرائدة المتخصصة في مجال الطاقة والإلكترونيات بما في ذلك الرعاية الصحية والبنية التحتية.
فضلاً عن أن قطر تمتلك حصة بقيمة 6.1 % في «دويتشه بنك» أحد أهم البنوك العالمية المعروفة بدورها الريادي في الاستثمارات والصفقات العالمية الكبرى. كما تستحوذ الدولة على حصة قدرها 49 % من شركة «سولار وورلد» لصناعة تكنولوجيا الألواح الشمسية والتي تصنف كإحدى أكبر الشركات العالمية في هذا المجال.
وتجدر الإشارة إلى أن الاستثمارات القطرية لم تقتصر على الشركات العاملة في القطاع الصناعي والتكنولوجي فحسب، بل امتدت إلى قطاع الشحن عبر الاستثمار في شركة «هاباجلويد» إحدى أكبر شركات الشحن في العالم. كما تمتلك قطر حصة في شركة «هوكتيف» التي تعتبر شركة الإنشاءات الأكبر في البلاد، وتستثمر أيضاً في مجموعة إمدادات الطاقة «ار دبليو أي – RWE AG»، إحدى أكبر منتجي الطاقة المتجددة على مستوى العالم، بمبلغ 2.4 مليار يورو.
تبادل ثقافي
هناك نشاط ثقافي مكثف من قبل السفارة.. فكرة عن أهم الأنشطة؟
شهدت العلاقات الثنائية المتميزة بين قطر وألمانيا، على مدار الأعوام السابقة، حالة من التقارب الحقيقي بين الثقافتين العربية والألمانية، وتم تتويجها في نهاية المطاف، بافتتاح البيت الثقافي العربي «الديوان» في برلين عام 2017، ليكون بمثابة محطة الانطلاق الأهم لتعميق التواصل الحضاري والثقافي بين البلدين.
ويحظى البيت الثقافي «الديوان» بأهمية كبيرة للغاية لكونه أول مركز ثقافي قطري يتم افتتاحه خارج دولة قطر، وقد ساهم افتتاحه في العاصمة الألمانية بتطور مثالي للعلاقات الثقافية القطرية الألمانية. وتجدر الإشارة إلى أن الزيارة الكريمة التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى «حفظه الله»، إلى «الديوان» في شهر سبتمبر عام 2018، أعطت للبيت الثقافي ثقلاً مضاعفاً، وعبّرت عن مدى الأهمية التي توليها دولة قطر لتعزيز التبادل الثقافي مع باقي دول العالم.
ويعمل البيت الثقافي «الديوان» على إقامة الفعاليات الثقافية المتنوعة والأيام الثقافية المشتركة مع الدول الشقيقة والصديقة التي تساهم في خلق حالة دائمة من التفاعل والحوار البنَّاء بين الجاليات العربية والمجتمع الألماني، وتشتمل هذه الفعاليات على إقامة المعارض الفنية ومعارض التصوير الضوئي والنحت والرسم والخط العربي ومعارض الكتاب وندوات الأدب والشعر وفنون الموسيقى وعروض السينما والمسرح والمسابقات الفنية والرياضية، فضلاً عن الترويج للثقافة والسياحة في قطر.
مساحة إعلانية