أخبار العالم

‫ سياسيون فلسطينيون لـ”الشرق”: قطر اخترقت جدار الحرب وأوقفت لاءات الاحتلال


عربي ودولي

108

25 نوفمبر 2023 , 07:00ص

alsharq

رام الله – محمـد الرنتيسي

استقطبت الجهود السياسية القطرية، بما تملكه من أدوات دبلوماسية قوية، وقدرة فائقة على نزع فتيل النزاعات، إشادات واسعة النطاق من مختلف دول العالم، بعد نجاحها مع الأطراف العربية والدولية ذات العلاقة، في تسجيل أول اختراق فعلي لجدار الحرب في قطاع غزة.


وكانت الاتصالات والجهود السياسية، التي قادتها قطر لوقف العدوان الاحتلالي على قطاع غزة، أثمرت عن انفراجات ونتائج إيجابية، بالاتفاق على هدنة إنسانية بعد 48 يوماً على العدوان الهمجي على قطاع غزة، ما يعزز مكانة قطر الإستراتيجية في قيادة الوساطة والجهود الدبلوماسية، نحو وقف شامل للعدوان، كما يقول خبراء ومراقبون.


وثمن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، الجهود القطرية لوقف الحرب، لافتاً إلى أن القيادة الفلسطينية تواصل التباحث والتشاور مع الأشقاء في قطر، وتجلى هذا بلقائه في الدوحة، مع معالي الشيخ محمـد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، حيث بحث معه التحرك المشترك لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني، وفتح ممرات آمنة، وكسر الحصار لإدخال المساعدات الغذائية والدوائية، ومنع تهجير الفلسطينيين من وطنهم. وقال الشيخ: “نتطلع لمواصلة الجهود السياسية لدولة قطر وكافة الأطراف العربية والدولية، وصولاً لهدنة دائمة، ووقف دائم للحرب على قطاع غزة” واصفاً الهدنة بأنها خطوة إيجابية لحقن دماء الشعب الفلسطيني.


 حضور لافت


واستناداً إلى الخبير في العلاقات الدولية وسام بحر، فقد كان الحضور القطري لافتاً، في ترجمة واقعية لرؤية القيادة القطرية، التي أظهرت تصميماً واضحاً على بذل كل الجهود الممكنة، لضمان وقف العدوان، مؤكدة بذلك الدعم الواضح والصريح للحقوق الفلسطينية المشروعة. وقال بحر لـ “الشرق”: “كانت المساعي القطرية حثيثة، واستطاعت تحقيق نتائج مذهلة، فأرغمت صفقة تبادل الأسرى الأولية، بين المقاومة الفلسطينية ودولة الاحتلال، عبر الوساطة التي قادتها قطر، الكيان الصهيوني على التنازل عن سقف أهدافه التي كان أعلنها منذ اليوم الأول لعدوانه على قطاع غزة في 7 أكتوبر، كما أوقفت الهدنة لاءات الاحتلال: لا وقف للحرب إلا بعد القضاء على حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، لا إدخال للوقود والمواد الغذائية، ولا هدنة”.


ويرى الكاتب والمحلل السياسي رائد عبد الله، أن نجاح الجهود القطرية لم يأت من فراغ، بل جاء انعكاساً لمكانة قطر المرموقة على المستويين العربي والدولي، مبيناً أن الدبلوماسية القطرية برسوخها وثباتها في الحلبة السياسية الدولية، عززت الآمال لدى الشعب الفلسطيني بالوصول إلى الوقف الشامل للعدوان، وبلورة صفقة تبادل شاملة للأسرى.


وأضاف عبد الله لـ “الشرق”: “الموقف القطري الصلب، دفع بالكيان الصهيوني للقبول بهدنة مؤقتة، يتخللها تبادل الرهائن الإسرائيليين بأسرى فلسطينيين، وإدخال المساعدات الإنسانية الملحة، وبموجب هذه الهدنة، سوف يرتاح الغزيون لبضعة أيام من الغارات الوحشية، ويلتقطون أنفاسهم، منوهاً إلى أن الهدنة الإنسانية لاقت ترحيباً واسعاً على المستويين العربي والدولي، وسط آمال بتحويلها إلى وقف دائم لإطلاق النار.


سقف الاحتلال يتهاوى


وأمام صمود المقاومة الفلسطينية على الأرض، والحراك السياسي الذي قادته القيادة القطرية، فضلاً عن الضغوطات الدولية، والتظاهرات الغاضبة في مختلف دول العالم، بدأ سقف المطالب التي وضعها قادة الكيان الصهيوني يتهاوى، ومرد ذلك من وجهة نظر مراقبين، المبالغة والمغالاة في بنك أهداف الاحتلال، الذي لم يكن له أي رصيد على الأرض، غير استهداف المنازل والمساجد والمستشفيات ومدارس الإيواء، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها.

مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى