وجدوها عالقة في شجرة وعمرها يومين.. تفاصيل مروعة لرضيعة فلسطينية كتبت لها النجاة بداية الحرب

عربي ودولي
848
الدوحة – موقع الشرق
كشفت قناة أمريكية عن قصة مؤثرة لرضيعة فلسطينية تم العثور عليها في بداية الحرب على غزة، حيث تم إنقاذها بعد أن وجدت وحيدة دون أهل أو أقارب.
وقال موقع شبكة NBC News الأمريكية، في تقرير إن الرضيعة الفلسطينية “ملاك” وصلت إلى مستشفى الهلال الإماراتي (تل السلطان) في رفح، وهي لا تكاد تبلغ من العمر إلا بضعة أيام، وكانت شديدة الهزال، ولا يُعلم لها اسم ولا أهل. ولم يعرف المسعفون إذا كان أهلها أحياء أم أمواتاً، فأبلغوا المستشفى بأنها “مجهولة الهوية”. أما الآن فقد صار عمرها 6 أشهر، وتحظى بالرعاية في الجناح الطبي الذي تعمل به ولية أمرها بحكم الواقع، الممرضة أمل أبو ختلة.
وقالت الممرضة الفلسطينية لمراسلي “إن بي سي نيوز” في رفح: “عايشنا قصصاً مروعة بسبب الحرب ومحنتها، ولكن قصة (ملاك) هي أشد هذه القصص تأثيراً فيَّ”، “فالأطفال الآخرون الذين وصلوا إلينا كان معهم في العادة أحد من ذويهم، أما ملاك فلم يكن معها أحد، وكان اسمها (مجهولاً)”.
الحرب لا تغير نفوس البشر إنما تكشف معدنهم الحقيقي .
الحكيمة أمل ابو ختلة حكيمة قسم الحضانة في مستشفى تل السلطان للولادة ، حول تبنيها لطفلة من مجزرة حي الصبرة بغزة وتم تحويل الطفلة إلى رفح (مجهولة الهوية) والتي اسمتها ملاك. pic.twitter.com/ATzC3SrziE
— حسن اصليح | Hassan (@hassaneslayeh) February 22, 2024
ونقلت الشبكة الأمريكية عن مصادر فلسطينية قولها إن ملاك عُثر عليها عالقة في شجرة بالقرب من منزل عائلتها المدمر في وسط غزة، ويبدو أنها سقطت على أغصان الشجرة بسبب غارة جوية إسرائيلية قتلت أهلها، في نوفمبر/تشرين الثاني. وقد نُقلت بعد ذلك إلى مستشفى الشفاء في شمال غزة لتلقي العلاج، وقال الدكتور ناصر بلبل، رئيس وحدة الأطفال حديثي الولادة في المستشفى، إن الحبل السري الذي كان متصلاً بملاك يشير إلى أنها كانت تبلغ من العمر يومين فقط، و”قلنا لأنفسنا إن ملاكاً مَن أنقذها، فسمَّيناها (ملاك)”.
وعلى إثر اقتراب قوات الاحتلال الإسرائيلي من مستشفى الشفاء، وما شهده المستشفى من انقطاع في التيار الكهربائي، وقلة الإمدادات، نُقلت ملاك و30 طفلاً آخر من الأطفال الخدج إلى مستشفى الهلال الإماراتي في رفح، جنوب قطاع غزة. وهناك التقتها الممرضة أمل أبو ختلة لأول مرة، وبعد أن تسلم الأهالي رضيعين ونُقل الباقون إلى مصر للعلاج، لم تبقَ سوى ملاك وحيدة بلا أهل ولا اسم.
وقالت أمل لمراسلي “إن بي سي نيوز”: “لقد كان للأمر أثر شديد في نفسي، وازداد قربي من ملاك”، فطلبت الإذن من وزارة الصحة في غزة بأن تبقى معي، وقد وافقوا، فأخذتها “إلى المنزل، ونذرت أن أرعاها وأدفع عنها آثار المحنة التي تعرضت لها”، و”عائلتي تساعدني في رعاية ملاك، ونأتي لها بالحليب والحفاضات من المستشفى”، و”هي في وضع جيد الآن من الناحية الصحية والاجتماعية”.
ومع ذلك، قالت أمل أبو ختلة، وهي تحتضن ملاك، إنها لا تزال تبحث عن أقارب لها على قيد الحياة، و”لو لم يُرد الله ذلك فمستقبلها معي، وقد سلَّمت هذا الأمر لله”.
في حين كشف تقرير صدر حديثاً عن “منظمة الأمم المتحدة للطفولة” (اليونيسف)، أن في غزة 17 ألف طفل على الأقل انفصلوا عن ذويهم، أو لم يعد لهم أهل، بعد مقتلهم في الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ أكثر من 6 أشهر.
وقال الدكتور محمد سلامة، رئيس وحدة الأطفال حديثي الولادة في مستشفى الهلال الإماراتي في رفح، إن هناك كثيرين مستعدون لتبني الرضع الذين هم تحت رعايته، لكن العثور على أشخاص لرعاية الأطفال اليتامى أمر أصعب بكثير.
مساحة إعلانية