أخبار العالم

‫ عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: الأخلاق الفاضلة معيار نجاح الأمم والمجتمعات


محليات

360

عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: الأخلاق الفاضلة معيار نجاح الأمم والمجتمعات

06 مايو 2023 , 07:00ص

الدوحة – الشرق

أوضح فضيلة الشيخ عبدالله النعمة أن الآداب والأخلاق عنوان صلاح الأمم والمجتمعات، ومعيار فلاح الشعوب والأفراد، ومن شمولية هذا الدين وعظمته أنه دين الأخلاق الفاضلة والسجايا الحميدة والصفات النبيلة، جاءت تعاليمه وقيمه بالأمر بالمحافظة على الأخلاق الحسنة في كل أحوال المسلمين وقد جعل الإسلام لهذه الأخلاق مفتاحا وعنوانا واضحا ودليلا ظاهرا به يقاس معيار الخلق جميله وقبيحه، ذلكم هو خلق الحياء من الناس، وبذلك جاءت وصايا النبي صلى الله عليه وسلم لأمته في كثير من أقواله وتوجيهاته وتربيته في الحديث المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم دعه فإن الحياء من الإيمان، وفق الحديث المتفق عليه عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الحياء لا يأتي إلا بخير» وفي رواية لمسلم «الحياء خير كله» أو قال الحياء كله خير، وقال صلى الله عليه وسلم «والحياء شعبة من الإيمان» حديث متفق عليه، بهذا يتضح أن الحياء من خصال الإيمان وحسن الإسلام ولا أدل على ذلك مما رواه الحاكم عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الحياء والإيمان قرنا جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الآخر».


الحياء أصل الخير


وأكد الخطيب خلال خطبة الجمعة بجامع الشيوخ أن الحياء أصل الخير والعقل وتركه أصل الشر والجهل فمتى وجد في الإنسان الحياء وجد فيه الخير كله، ومتى فارقه الحياء قادته نفسه وشيطانه إلى الهلاك، وأورده موارد الفساد، بل حصر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الخلق ليكون خلق الإسلام فقد روى ابن ماجة عن أنس رضي الله عنه قال، قال صلى الله عليه وسلم «إن لكل دين خلقا وخلق الإسلام الحياء»، والحياء يدفع عنك الشر والضر ويصرف عنك الشقاء، قال الفضيل بن عياض رحمه الله: خمس من علامات الشقوة «القسوة في القلب وجمود العين وقلة الحياء والرغبة في الدنيا وطول الأمل»، فمن قوي حياؤه صان عرضه ودفن مساوئه، ونشر محاسنه وكان ذكره عند الناس محمودا وعند الله مرفوعا، ومن ذهب حياؤه ذهب سروره وظهرت مساوئه ودفنت محاسنه وكان عند الناس مهانا وعند الله ممقوتا، قال عمر رضي الله عنه «من قل حياؤه قل ورعه، ومن قل ورعه مات قلبه».


 الحياء يجلب العفة ويبعد عن النقائص


ذكر الشيخ عبدالله النعمة أن من ثمرات الحياء العفة والوفاء، فمن اتصف بالحياء صار عفيفا وفيا بعيدا عن كل منقصة قريبا من كل فضيلة، قال الأحنف رحمه الله «اثنتان لا تجتمعان أبدا في بشر الكذب والمروءة، ومن ثمرات المروءة الصدق والوفاء والعفة والحياء».


وإذا فقد الحياء من المرء فقل عليه السلام، فقد هبط إلى ميدان الرذيلة وهوى في دركات الفساد ولم تزل خطواته تقوده من سيئة إلى أخرى حتى يصير فاحشا جافيا فيه قبائح الأفعال وسيئ الأقوال، جاء في الأثر إن الله عز وجل إذا أراد أن يهلك عبدا نزع منه الحياء، فإذا نزع منه الحياء لم تلقه إلا مقيتا ممقتا، إن الذي حمل هذا وهؤلاء وغيرهم على النزول إلى هذه المستويات السيئة من الأخلاق والتعامل هو ذهاب الحياء مصادقة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم.

مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى