عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: حب الدنيا يُعمي القلوب عن الحق

محليات
64
عبدالله النعمة بجامع الشيوخ: حب الدنيا يُعمي القلوب عن الحق
الدوحة – الشرق
أوضح فضيلة الشيخ عبدالله النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ أن القلب أشرف أعضاء بني آدم وأعظمها، إنه منبع الإيمان والمشاعر ومصدر الحركات والنيات، وموجه التصرفات، إذا صلح صلحت سائر أعمال العبد وأقواله واستقامت سائر أفكاره وأخلاقه، وإذا فسد فسد العبد في ظاهره وباطنه، واختلت أقواله وانحرفت أعماله وضل في أفكاره وأخلاقه، وقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ألا وهي القلب».
علامات زيغ القلوب
وذكر الخطيب أن القلب كثير التقلب والآفات، فما سمي قلبا إلا لكثرة تقلبه ومن أعظم ما يصاب به القلب هو آفة الزيغ الذي يعني الميل والانحراف عن الحق والشك فيه بعد الثبات واليقين، إنه داء عظيم ووبال كبير، إذ به يرتكس القلب ويحور، هذا وإن لداء الزيغ أعراضا وعلامات يجمل العلم بها لتجتنب، فمن تلك العلامات اتباع المتشابه من نصوص الوحي وترك الواضح منها، قال تعالى: «فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة»، ومن علامات زيغ القلب الشك في ثوابت الدين ومحكماته، كمن يشك في فرضية الصلاة أو تحريم الخمر، وقد فسر ابن عباس رضي الله عنهما قوله تعالى «فأما الذين في قلوبهم زيغ» بأنهم أهل الشك.
ونوه الشيخ عبدالله النعمة ان لزيغ القلوب أسبابا تدعو إليه «فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم والله لا يهدي القوم الفاسقين»، ومن أهم أسباب الزيغ، الانهماك في الدنيا والافتتان بها ونسيان الآخرة كما قال سبحانه وتعالى «ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة» قال ابن عباس في تفسير قوله «ولتصغى» أي لتزيغ إليه قلوبهم.
وأضاف الخطيب ومن أسباب زيغ القلوب الاسترسال مع وساوس الشيطان وعدم قطعها، وهذا باب عظيم ابتلي به بعض الناس، ويدفع بالتقوى وذكر الله، إذ من علامات القلب اليقظ سرعة تبصره عند وقوع الزيغ، قال تعالى «إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون» أي إذا مسهم طائف من الشيطان يعرفون أنهم في غي وزيغ وبعد، وحينئذ يستغفرون الله ويتوبون ويرجعون.
ومن أسباب زيغ القلب كذلك مصاحبة الزائغين من المبتدعة والمفتونين، والاستعانة بهم ومشاركتهم في برامجهم وقراءة كتبهم والاطلاع على أقوالهم، ومنها ترك سنة النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى «فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة» قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه «وإني لأخشى إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ». وأكد الشيخ عبدالله النعمة أنه بتجنب أسباب المرض تحصل الوقاية بأمر الله والأدواء تعالج بأضدادها، وإن ثمة أمورا تقي القلب من داء الزيغ وجماعها في العلم الشرعي وأهله الراسخين الذين من أبرز صفاتهم رد المتشابهة إلى المحكم الواضح، واتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والخشية من الله والاستعداد للآخرة، جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال «يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير» فهي سليمة نقية خالية من الذنب سالمة من العيب يحرصون على النصح والإخلاص والإحسان أوقفهم القرآن فوقفوا واستبانت لهم السمة فالتزموا.
مساحة إعلانية