“عذبة” منطقة تراثية تنتظر الخدمات

محليات
60
محمد العقيدي
المنطقة سكنها الآباء والأجداد قبل 80 عاماً
السكان رفضوا هجرها.. والمنازل الجديدة تحتاج لشوارع
تأهيل المناطق التراثية والنائية يحد من الهجرة الداخلية
على بعد 70 كم عن الدوحة تقع منطقة “عذبة” شمال البلاد، وسكنها الآباء منذ قرابة 80 عاما في منازل متواضعة بنوها من الحجارة والطين، ورحلوا عن هذه الدنيا، لتبقى تلك المنازل المتواضعة الواقعة وسط المنطقة شاهدة على حياتهم وحقبة من الزمن عاشوها آنذاك بغرف صغيرة كانت تحتوي العائلات حيث بساطة الحياة والمودة والألفة، واليوم يرفض الأبناء ترك المنطقة التي تربطهم بها ذكريات لا تزال خالدة في الأذهان، وتعتبر منطقة الآباء قبلهم عاشوا فيها طيلة حياتهم.
“الشرق” قامت بزيارة “عذبة” وبعد وصولها إلى المنطقة وفور الدخول إليها اتضحت ملامح المنطقة القديمة التي تذكر بتلك السنوات الجميلة التي اندثرت بفعل الزمن، لتبقى منطقة “عذبة” شاهدة على ذلك الزمن الذي بدت ملامحه جلية واضحة على مباني المنازل القديمة التي بنيت من الحجارة والطين بعيدا عن استخدام الآلات والمعدات المطورة، والعين التي كان يحصل منها السكان على المياه في زمن يشح به الحصول على المياه العذبة، واندثرت تلك العين وجفت بسبب الاهمال أيضا وبقائها على حالها دون اهتمام.
والتقينا خلال زيارتنا منطقة عذبة عددا من سكانها الذين يحرصون على التواجد فيها باستمرار والالتقاء بالمجالس بشكل اسبوعي من بعد صلاة الجمعة، حيث تعتبر تلك المجالس بذات المنطقة ملتقى يجتمع فيه الأشقاء وأبناؤهم مع بعضهم البعض. ويصرون على البقاء فيها وعدم تركها.
علامات الإهمال
ورصدت الشرق خلال جولتها في منطقة عذبة الأحياء القديمة والمنازل التي تم تصميمها على شكل قلعة، إضافة إلى منازل الأجداد التي لا تزال موجودة وتقع وسط عذبة، وتتضح عليها علامات الإهمال بسبب عدم تنفيذ أعمال الصيانة لها إلى أن تساقطت أجزاؤها وتساوت بالأرض.
وأكدوا رغم أن المنطقة قديمة ويسكنها المواطنون منذ عشرات السنين إلا انها لا تزال تعاني من عدم الاهتمام حتى اليوم، حيث لا طرق تصل إلى منازلهم التي بنوها مؤخرا، وغياب الخدمات عنهم، متمنين من الجهات ذات الصلة توصيل الطرق المعبدة إلى منازلهم الحديثة كما هو الحال ببعض أجزاء المنطقة الأخرى.
عين جفت بسبب الإهمال
منازل الآباء
وقالوا خلال حديثهم لـ الشرق”: لا يزال بعض المواطنين يحافظون على تواجدهم المستمر في منطقة عذبة وبمنازل الآباء التي تم تجديدها بالكامل بعد الترميم، وتم منحهم حيازة على الأراضي التي بنوها رغبة في العيش بالمنطقة والبقاء فيها وعدم تركها، حيث إن احياء المنطقة يكون بالتوافد إليها والبقاء فيها، خاصة ان هجرها يتسبب في اهمالها وتهالك أبنيتها وتساقطها كما هو حال العديد من المناطق التي هجرها سكانها الأصليون وتركوها منذ سنوات مهملة إلى أن تساقطت منازلها.
وأضافوا: كان سكان المنطقة في السابق يعانون من نقص الخدمات، إلا انهم وبعد مطالبات عدة تمكنت تلك الجهات من توصيل الخدمات الرئيسية حيث تعبيد الطرق لبعض الأحياء وإنارتها بالكامل علاوة على توصيل شبكات المياه أيضا، ولكن لا تزال بعض المنازل التي تم بناؤها مؤخرا بلا طرق معبدة تصل إليها.
الهجرة الداخلية
ودعوا الجهات المعنية للحد من الهجرة الداخلية التي تؤدي إلى الضرر بالمناطق القديمة والتكدس بالمناطق الداخلية التي تتوافر فيها الخدمات، خاصة ان من أبرز أسباب استمرار الهجرة الداخلية غياب الخدمات في المناطق النائية واقتصارها على المدن فقط، متمنين إيجاد خطط للحد من الهجرة الداخلية وتحديدا من المناطق النائية إلى المناطق التي تتوافر فيها الخدمات، وذلك من خلال العمل على تلبية مطالب سكان تلك المناطق القديمة وتوفير جميع الخدمات التي تجعلهم يعيشون في تلك المناطق أو يترددون عليها.
مساحة إعلانية