Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

‫ فلسطينيون: المونديال أتاح أياماً من تناسي الواقع الصعب


عربي ودولي

52

فلسطينيون: المونديال أتاح أياماً من تناسي الواقع الصعب

23 ديسمبر 2022 , 07:00ص

مواطنون أثناء متابعة المونديال في غزة

رام الله – محمـد الرنتيسي

لا شغل للفلسطينيين، بعد إسدال الستائر على المونديال الكروي في قطر، والذي أتاح لهم فرصة الابتعاد ولو لأيام، عن روتين يومياتهم المثقلة بالهموم، سوى البحث في قضاياهم، إذ عادت أوضاعهم الصعبة لتفرض نفسها، على وقع اعتداءات قوات الاحتلال وميليشيات المستوطنين، التي سجلت أهدافاً ثقيلة في واقعهم.


ومن جديد، تثير الأوضاع المأساوية التي يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، كل مشاعر الإنسانية والتضامن، حيث يقطن ما يزيد على 2 مليون مواطن في هذه البقعة الجغرافية الصغيرة، في ظروف من أصعب ما يكون، من كل النواحي المعيشية والصحية، خصوصاً في ظل توقف محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، حيث يتم تزويد المواطنين وكل المؤسسات الصحية بنحو ساعتين أو ثلاث ساعات يومياً بالتيار الكهربائي، وهذا من وجهة نظر المواطنين، غير كاف، ولا يوفر أبسط الاحتياجات الانسانية. ويعود السبب الرئيس لهذه الأوضاع الكارثية، إلى الحصار الذي تفرضه دولة الاحتلال، وبموجبه تمنع دخول الوقود والمستلزمات الطبية وكافة الاحتياجات الأخرى التي تعد أبسط ضروريات الحياة إلى القطاع، وهي أوضاع بحسب منظمات دولية عدة، لا ينبغي السكوت عليها أو تجاهلها، بحسبانها قضية عربية وإسلامية ودولية، وتستوجب من المجتمع الدولي أن يبادر على الفور، إلى إيجاد الحلول التي تخفف من وطأة هذه المأساة.

وباستثناء المنحة القطرية، التي يجري صرفها للعائلات المتعففة بشكل شهري، لتوفير كل ما هو ممكن وضروري من الاحتياجات والخدمات، لا يصل إلى قطاع غزة أي مساعدة من شأنها تحسين أوضاع سكانه. ليس هذا فحسب، فالتهديدات الاحتلالية بين الحين والآخر، بشن عدوان جديد على قطاع غزة، تحمل في طياتها عدة أهداف، يقف على رأسها تبرير مواصلة سلطات الاحتلال حصارها الجائر على القطاع، والمستمر منذ أكثر من 15 عاماً، وهو ما يرفع من نسب البطالة والفقر، وينعكس على شتى نواحي الحياة. ويلمس الناظر إلى قطاع غزة بعمق، استعدادات الاحتلال الدائمة لشن عدوانه عليه، فالطائرات لا تغادر أجواءه، فيما الدبابات والراجمات في مرابضها على حدوده، وبما أن المرحلة الحالية تشهد تشكيل حكومة جديدة للاحتلال، فإن الدماء الفلسطينية، ستكون كالعادة، وقود أحزاب اليمين المتطرف، والذي لا يعترف بأية حقوق فلسطينية.

الشيء ذاته، ينطبق على مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة، حيث يلحظ المتتبع للأوضاع فيها، تصاعد اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين، ضد المواطنين وممتلكاتهم ومقدساتهم، كما تعالت في الآونة الأخيرة في دولة الاحتلال، الأصوات الداعية إلى تهجير الفلسطينيين من وطنهم، خصوصاً من القدس المحتلة، التي تعيش حصاراً احتلالياً ظالماً منذ سنوات طويلة.


ويعول الفلسطينيون كثيرا، على أن يكون لحالة التضامن التي رسخها المونديال القطري الأثر البالغ، في وضع حد لهذه الغطرسة بحقهم والإيغال في دمائهم، وإيقاف دولاب القتل بحق أبنائهم. يقول الناشط السياسي رائد عبد الله، في المونديال القطري انتصرت الشعوب العربية لقضيتنا، ولم تبخل الجماهير العظيمة في دعمنا، بعد أن قالت (لا) كبيرة للتطبيع مع دولة الاحتلال، ما كان له كبير الأثر في رفع معنويات الفلسطينيين، وطمأنتهم بأنهم لن يقطعوا الطريق وحدهم.


يواصل لـ»»: حالة التضامن التي ظهرت جلية من الأشقاء العرب حيال إخوانهم الفلسطينيين، رسمت فيضاً طافحاً من الفرح في عيون أبناء شعبنا، وكانت أفواج المشجعين تحرص على أن تكون الرموز الوطنية الفلسطينية كالعلم والكوفية، حاضرة في مشاهدهم الاحتفالية، وهذه رسائل دعم وتأييد ومساندة لفلسطين وقضاياها العادلة، وعلى المحتل أن يدركها.


ويلفت الإعلامي علي رجب إلى أن الفلسطينيين سيفتقدون المونديال، إذ كانوا يلقون همومهم خلف ظهورهم، ويلتقون بكثير من الحب والدفء حول الشاشات المنتشرة في المقاهي والشوارع والطرقات، للخروج من واقع الحياة اليومية، التي تقطر صعوبة.

مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى