عربي ودولي
3
فيديو قديم لأردوغان يحذر من الزلزال.. هل تدفع المعارضة التركية تكلفة تحريضها على الرئيس التركي؟
من جولة الرئيس أردوغان على منكوبي الزلزال
الدوحة – موقع الشرق
فيما ضرب تركيا زلزالان مدمران في 6 فبراير (2023)، راح ضحيته أكثر من 47 ألف مواطن تركي وتدمرت آلاف المنازل، ضرب زلزال آخر المشهد السياسي التركي .
إذ بعد الكارثة، سارعت المعارضة التركية لتحميل الرئيس رجب طيب أردوغان وحكومته مسؤولية ما حدث، لكن في المقابل كشفت فيديوهات تعود إلى عام 2019 أن الرئيس أردوغان حذر من تأثير زلزال مدمر على المباني القديمة والعشوائية في إطار ترويجه لمشروع برنامج “التحول الحضري” لهذه المدن وإعادة بناء المنازل بأسلوب حديث .
وما حدث وقتها أن المعارضة التركية لم تلتفت للمشروع – الذي لو تم تنفيذه بحسب خبراء لما كانت الكارثة بهذا الحجم والمعاناة – بل وحرضت المعارضة السكان على مشروع الرئيس ودعتهم إلى عدم مغادرة مبانيهم القديمة الأمر الذي جعلهم يدفعون ثمنه حالياً أضعافا مضاعفة حتى من حياتهم وحياة ذويهم .
ويقول السياسي التركي ياسين أقطاي – في مقاله بموقع الجزيرة” توقعات معارضي أردوغان بعد الزلزال” – إن الرئيس أردوغان قام ببناء أضعاف المنازل التي يعد بها الآن جراء الزلزال حتى تكون تلك المباني قادرة على مقاومة الزلازل حين تحدث، وبالفعل لم تصب المباني بأدنى ضرر في هذا الزلزال، وكانت تلك المباني ضمن نطاق إسكان “توكي” (TOKİ) الذي يعرفه الجميع الآن.
ويضيف : غير مساكن “توكي”، فإن المنازل والمباني التي شُيّدت في إطار برنامج “التحول الحضري” كذلك لم ينلها أي ضرر.
ما هو برنامج التحول الحضري الذي تبناه أردوغان؟
هو برنامج تبنته تركيا منذ عدة سنوات، ويعبر عن التحول في المدن أي تطوير المناطق التي يعيش بها سكان المدينة بكل الطرق الممكنة كي تصبح قابلة للعيش أكثر، وأيضا هدم المباني غير الصحية وإعادة بنائها من جديد.
ويقول أقطاي : رغم أن أردوغان اقترح برنامج “التحول الحضري” منذ سنوات هناك، وكانت هناك الكثير من المعارضات لتطبيقه، فعلى سبيل المثال، في أنطاكيا حيث الدمار الأعظم، قبل 14 عامًا كانت حكومة أردوغان هي التي اقترحت أن هذه المباني محفوفة بالمخاطر ويجب هدمها وإعادة بنائها، ووضعت لهذا وزارة التحضر البيئي بعض الخطط والمشاريع، لكن هذه المبادرة عُرقلت من قبل نواب حزب الشعب الجمهوري.
جاء المنع في البداية بحشد الجمهور وتحريضهم ضد هذا المشروع، ثم عُرض المشروع على القضاء وصدر قرار قضائي بإيقاف برنامج التحول الحضري الذي أراد أردوغان القيام به بقرار واضح من المحكمة.
تخشى المعارضة التركية من مشهد تحميلها مسؤولية ما حدث، وتطالب بتأجيل الانتخابات، غير أن مشهد الانتخابات نفسه يظل ضبابياً حيث لا صوت يعلو على صوت الكارثة .
مساحة إعلانية