قطر تقود تسجيل “البشت” العربي على قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى “اليونسكو”
محليات
0
الدوحة – قنا
اختتمت اليوم أعمال الاجتماع العربي التنسيقي الأول لملف “البشت.. العباءة الرجالية”، الذي استضافته وزارة الثقافة بمشاركة ممثلين وخبراء من 12 دولة عربية في الفترة من 27 وحتى 29 نوفمبر الجاري، وذلك بالتعاون مع اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم والمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة “ألكسو”.
وتقود دولة قطر صاحبة مبادرة تسجيل “البشت” على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، الجهود العربية لمتابعة إجراءات التسجيل وذلك بالتعاون مع الـ”ألكسو”.
وقال الدكتور غانم بن مبارك العلي الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة، إن الاجتماع خلص إلى التوافق على بعض الإجراءات وجمع المعلومات والبيانات لإدراج “البشت” الذي يعتبر إرثا ثقافيا تتوارثه الأجيال، ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة “اليونسكو”، والبدء في إعداد وتحضير استمارة تسجيله، مشيرا إلى أن استضافة دولة قطر لأعمال الاجتماع التنسيقي الأول لملف “البشت” جاءت تتويجا لجهود وزارة الثقافة في دعم العمل الثقافي المشترك، وترسيخا لتقاليد التبادل الثقافي والحضاري بين شعوب العالم الإسلامي.
وأضاف أن دولة قطر تعمل على تسجيل عدد من عناصر التراث الثقافي غير المادي المشتركة مع الدول العربية خلال المرحلة المقبلة، وذلك تأكيدا على القيم الحضارية والثقافية المشتركة التي تتأسس عليها رؤية الدولة من أجل مشهد ثقافي عربي إسلامي متنوع وثري.
ومن جانبها قالت الشيخة نجلاء بنت فيصل آل ثاني مدير إدارة التراث والهوية بوزارة الثقافة في تصريح لوكالة الأنباء القطرية في ختام الاجتماع، إن الاجتماع أكد على توافق عربي مشترك في تسجيل الملف، حيث وافقت 8 دول حتى الآن وهي: سلطنة عمان، السعودية، الإمارات، البحرين، الأردن، العراق، سوريا بالإضافة إلى قطر صاحبة المبادرة، منوهة إلى أن الاجتماع عكس أهمية العمل العربي المشترك في النهوض بالتراث الثقافي غير المادي للدول العربية، و تعزيز دورها في تسجيل كافة عناصر التراث ومنها ملف البشت أو العباءة أو المشلح”، مؤكدة أنه مهما تعددت الأسماء فإنها ترمز لهذا الرداء الذي يمثل هوية الإنسان العربي.
وأوضحت أنه تم الاتفاق على تعبئة الاستمارة اللازمة للملف من قبل الدول المشاركة ويتم حاليا استيفاء كافة متطلبات التسجيل من جمع المعلومات والبيانات الخاصة بحرفة حياكة البشت ومؤسسات المجتمع المدني الداعمة لتسجيله على قائمة التراث العالمي، مؤكدة أن وزارة الثقافة أنهت من جانبها المعلومات الخاصة بالملف من طرفها.
وأضافت مدير إدارة التراث والهوية بوزارة الثقافة أنه سيتم خلال يناير المقبل عقد اجتماع ثان في الدوحة لإعداد الصياغة النهائية بمشاركة خبراء من “ألكسو” والدول العربية لترتيب الخطوات النهائية، حيث نطمح إلى تقديمه لمنظمة اليونسكو في الوقت المحدد قبل نهاية مارس 2024م.
ومن جهته قال الدكتور عماد بن صولة خبير تراث معتمد لدى المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة “ألكسو” في تصريح مماثل لـ/ قنا/ إن ملف البشت الذي تقوده دولة قطر، يتم إعداده تحت مظلة “ألكسو”، حيث عملت من قبل في تسجيل عدد من الملفات العربية المشتركة مثل ملفي /النخلة/ و/الخط العربي/، إلى جانب ملف النقش على المعادن والذي سيتم تسجيله قريبا على القائمة التمثيلية للتراث العالمي بمبادرة وقيادة العراق، ويشارك فيه 14 دولة عربية، مشيرا إلى أن المنظمة تعمل حاليا على تسجيل ملفات جديدة ومنها البشت.
وأشار إلى أن جهود “ألكسو” في تسجيل عناصر التراث العربي على قائمة اليونسكو آلية للحفاظ على هذا التراث المشترك بما يؤكد الوحدة العربية، إلى جانب ما تقوم به المنظمة من دراسات وإصدار مجلة متخصصة، وورش تدريبية خاصة بالتراث الثقافي غير المادي بما له من أبعاد تنموية وتربوية، فضلا عن إبراز الهوية العربية في تنوعها.
وحول دور ألكسو في الحفاظ على التراث الثقافي العربي غير المادي والذي يتعرض للاندثار خاصة الحرف نتيجة تطور الصناعات، قال هناك بالفعل برنامج يتم إعداده حاليا يتعلق بالتقاليد والفنون الحرفية المهددة بالاندثار لأن هذه الفنون لا يمكن أن يتم تسجيلها على قائمة التراث العالمي لأن من شروط التسجيل أن يكون العنصر حيا، فإذا كان مهددا بالانقراض فإنه يستدعي وجود سياسات وبرامج حتى يستعيد عافيته وصداه في المجتمع، لافتا إلى أن الفترة المقبلة تترقب العمل على عناصر التراث العربي التي تعاني التهديد لأسباب مختلفة مما يقتضي برامج ومشاريع لحماية هذه العناصر التراثية.
جدير بالذكر أن الاجتماع التنسيقي العربي الأول شارك فيه عدد ممن يمارسون حرفة حياكة البشوت في قطر إلى جانب خبراء وممثلي عدد من الدول العربية تشمل السعودية، الكويت، الإمارات، سلطنة عمان، البحرين، الأردن، العراق، تونس، مصر، ليبيا.
مساحة إعلانية