Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

‫ كازاخستان: تطوير الشراكة مع قطر في الذكرى الـ 30 للعلاقات


عربي ودولي

48

27 نوفمبر 2023 , 07:00ص

alsharq

أستانا – عواطف بن علي

أكد سعادة السيد رومان فاسيلينكو نائب وزير الخارجية الكازاخستاني أن قطر تعتبر شريكا سياسيا واقتصاديا مهما لكازاخستان في العالم العربي، وهو ما تؤكده المعدلات المرتفعة للتجارة والاستثمارات المتبادلة.


وقال سعادته في حوار خاص مع  “الشرق” أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة من قطر إلى جمهورية كازاخستان بلغ حتى الآن 56.1 مليون دولار، مشددا على أن كازاخستان منفتحة على التعاون الاقتصادي الاستراتيجي مع قطر. وأبرز نائب وزير الخارجية الكازاخستاني أن عددا كبيرا من الشركات الغذائية الكازاخستانية مهتمة بتصدير بضائعها إلى السوق القطري، كما يدرس عدد من المستثمرين القطريين إمكانية المشاركة في مشاريع إنتاج الغلوتين والبروتين النباتي، وبناء مصنع للمعالجة العميقة للحبوب. إلى جانب إمكانات قوية للغاية للتعاون بين البلدين في قطاع الطاقة.  وأوضح سعادته أن  قطر أصبحت وجهة سياحية بالنسبة للسياح الكازاخستانيين حيث زار حوالي 20 ألف منهم  قطر منذ بداية عام 2022. مما جعل شركات الطيران في الدولتين تخطط قريباً لزيادة عدد الرحلات إلى 28 رحلة أسبوعياً. وإليكم الحوار كاملا.


 ما المكانة الاقتصادية لكازاخستان في السوق الاقتصادية الآسيوية والعالمية؟ وما حجم التعاون الاقتصادي بين قطر وكازاخستان؟


 في البداية، أود أن أؤكد أن كازاخستان كانت منذ فترة طويلة مفترق طرق بين الشرق والغرب، والشمال والجنوب. على الرغم من الاضطرابات الجيوسياسية، تستمر كازاخستان في العمل كمحرك اقتصادي في آسيا الوسطى. وتواصل بلادنا إظهار اتجاه إيجابي في جميع المؤشرات الرئيسية للتنمية الاقتصادية. وفي العام الماضي، بلغ الناتج المحلي الإجمالي لكازاخستان 225 مليار دولار أمريكي. نواصل جذب استثمارات أجنبية كبيرة وتوفير ظروف استثنائية لممارسة الأعمال التجارية في كازاخستان.


 وفي العام الماضي فقط اجتذبنا رقما قياسيا قدره 28 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي المباشر، منذ حصولنا على استقلالنا في عام 1991 وحتى اليوم اجتذبت كازاخستان 431 مليار دولار أمريكي. نحن لا نزال نتمتع باقتصاد مفتوح يتاجر مع 180 دولة. وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية العالمية، فقد زادت صادراتنا من السلع غير الأولية بنحو 40% (16.6 مليار دولار أمريكي) ووصل حجم تجارتنا الخارجية إلى مستوى قياسي بلغ 136 مليار دولار، وبلغت الصادرات 84 مليار دولار. إن حجر الأساس لاستقرارنا الاقتصادي – احتياطياتنا الخارجية – قد اقترب من 100 مليار دولار.  وتعتبر قطر شريكا سياسيا واقتصاديا مهما لكازاخستان في العالم العربي. نحتفل هذا العام بالذكرى الثلاثين لإقامة العلاقات الدبلوماسية نرى إمكانات خاصة في تطوير الشراكة التجارية والاقتصادية بين دولنا. وهذا ما تؤكده المعدلات المرتفعة للتجارة والاستثمارات المتبادلة.


ونحن نرى الاهتمام المتزايد من رجال الأعمال من كلا الجانبين لزيادة حجم التجارة المتبادلة. وخلال التسعة أشهر من هذا العام بلغ حجم التجارة المتبادلة بين كازاخستان وقطر 8,2 مليون دولار أمريكي، وثبتت الصادرات القطرية إلى كازاخستان عند 4,3 مليون دولار أمريكي، وتجاوزت الصادرات الكازاخستانية إلى قطر 3,9 مليون دولار أمريكي تم تحديد حجم التجارة الثنائية في نفس الفترة من عام 2022 عند 3,2 مليون دولار أمريكي فقط. وفي الوقت نفسه، نرى إمكانية كبيرة لزيادة حجم التجارة المتبادلة. ونحن على استعداد لزيادة صادرات المنتجات الكازاخستانية إلى قطر بـ 60 سلعة بقيمة حوالي 243 مليون دولار.


وفي الوقت نفسه، نحن عازمون على الاستمرار في العمل كوجهة استثمارية أكثر جاذبية للمستثمرين القطريين في آسيا الوسطى. ووفقا لإحصائيات بنك كازاخستان الوطني، فقد بلغ حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة من قطر إلى جمهورية كازاخستان حتى الآن 56.1 مليون دولار. وفي العام الماضي تضاعف حجم الاستثمارات القطرية في اقتصادنا 3 مرات. نحن مهتمون باستغلال كافة الفرص المتاحة لتوسيع الشراكة الاستثمارية.


تسهيلات لجذب الاستثمارات


ما التسهيلات والتشجيعات المقدمة من قبل كازاخستان لفائدة المستثمر القطري في القطاع الخاص والعام؟


 تجتذب كازاخستان المزيد من الشركات الأجنبية بشكل متزايد، بما في ذلك من قطر. ونحن نرحب بهم ونعتزم مواصلة خلق الظروف المواتية للتعاون متبادل المنفعة مع المستثمرين القطريين. علاقاتتنا الثنائية ممتازة ومبنية على الثقة بين قيادتي البلدين، وقد تم إعطاء زخم ملحوظ لنطاق العلاقات الثنائية بأكمله من خلال الزيارة الرسمية التي قام بها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، إلى كازاخستان في الفترة من 12 إلى 13 أكتوبر 2022. ووقعت حكومتا البلدين على اتفاقية التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمارات، بالإضافة إلى اتفاقيات ومذكرات تفاهم في مختلف مجالات الاقتصاد. بناءً على تعليمات الرئيس قاسم جومارت توكاييف، طورت الحكومة سياسة استثمارية جديدة حتى عام 2026. أحد الأبعاد المهمة لهذه السياسة هو جذب المستثمرين البيئيين والاجتماعيين والحوكمة وتطوير القطاع غير المتعلق بالموارد في البلاد. نحن نركز على ضمان شفافية التفاعل بين الدولة وقطاع الأعمال والمجتمع، بما في ذلك من خلال الحلول الرقمية. ويتعاون مركز أستانا المالي الدولي مع قطر وهي مؤسسة فريدة من نوعها في آسيا الوسطى، وتقدم محكمة دولية ونظام تحكيم قائم على القانون العام، وتنظيم عالمي المستوى، وإعفاءات ضريبية ويستضيف المركز أكثر من 1600 شركة من 65 دولة.


ما أهم المشاريع الاستراتيجية بين البلدين؟


 كازاخستان منفتحة على التعاون الاقتصادي الاستراتيجي مع قطر. سنواصل المشاركة البناءة والمتوازنة مع شركائنا القطريين، وسنواصل أيضًا تنويع اقتصادنا، قطر مدعوة للانضمام إلينا في شراكة متبادلة المنفعة، تقدم الحكومة الكازاخستانية حوافز مختلفة لتعزيز مناخ الاستثمار، وتشمل هذه المناطق 14 منطقة اقتصادية خاصة، حيث تحصل الشركات على معاملة تفضيلية، مثل الإعفاءات من ضريبة دخل الشركات، وضريبة الأراضي، وضريبة الأملاك، والرسوم الجمركية. وتتصدر كازاخستان جهود جذب الاستثمار الأجنبي المباشر بين دول آسيا الوسطى، حيث حصلت على حصة قدرها 61%. تساهم التصنيفات الائتمانية وبيئة الأعمال التنافسية في كازاخستان في جاذبيتها للشركات المتعددة الجنسيات.


45 ألف شركة


 ما مميزات كازاخستان كدولة جاذبة للاستثمارات الأجنبية؟


تعمل الشركات المتعددة الجنسيات في قطاعات متنوعة. وفي الوقت الحالي، هناك ما يقرب من 45000 شركة ذات مشاركة أجنبية تمارس أعمالها في كازاخستان، وسنبذل قصارى جهدنا لضمان وجود المزيد في المستقبل، بما في ذلك من قطر، ويعد التعدين والزراعة وبناء الآلات والخدمات اللوجستية العابرة من بين القطاعات الأكثر شعبية بالنسبة للمستثمرين، يعد الموقع الجغرافي الاستراتيجي لكازاخستان، الذي يتيح الوصول إلى أسواق رابطة الدول المستقلة وآسيا الوسطى، عاملاً مهمًا في جذب المستثمرين.


إن مكانة كازاخستان كأكبر مركز عبور في آسيا الوسطى، مع وجود 13 ممرًا للعبور واستثمار أكثر من 35 مليار دولار في البنية التحتية للنقل والعبور في السنوات الخمس عشرة الماضية، تساهم في جاذبيتها الاستثمارية، يعد الاستثمار في أسطول ناقلات بحر قزوين ومراكز الحاويات أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز كفاءة الممر.


 ما المشاريع القادمة بين البلدين وهل هناك اتفاقيات جديدة؟


 أحد القطاعات الاستراتيجية لاقتصاد كازاخستان هو مجمع الصناعات الزراعية، الذي يتمتع بإمكانات هائلة لمزيد من النمو. وفي الوقت الحالي، يبدي عدد كبير من الشركات الكازاخستانية المنتجة للحوم ومنتجاتها، وكذلك المنتجات الغذائية بشكل عام، اهتمامها بتصدير بضائعها إلى السوق القطرية، والمنتجات الكازاخستانية الغذائية متاحة الآن في قطر. ويدرس الشركاء القطريون اليوم إمكانية المشاركة في مشاريع إنتاج الغلوتين والبروتين النباتي، وبناء مصنع للمعالجة العميقة للحبوب. وأعتقد أن هذا التوجه مهم أيضاً لدولة قطر في ظل تنفيذ البرنامج الوطني للأمن الغذائي. وتعمل الشركات القطرية حاليا على دراسة مشاريع في مجال تصنيع الحليب. هناك إمكانات قوية للغاية للتعاون بين بلدينا في قطاع الطاقة، حيث إن كلا البلدين من الموردين العالميين الرئيسيين للمواد الخام والمنتجات شبه المصنعة لصناعة البتروكيماويات.


تضع كازاخستان اليوم مهام جادة لزيادة قاعدة موارد الغاز التجاري وإنتاج المنتجات ذات القيمة المضافة العالية من خلال تطوير معالجة الغاز وكيمياء الغاز، فضلاً عن بناء مصنع لمعالجة الغاز. كما تتزايد شعبية قطر بين السياح الكازاخستانيين. ونتيجة لإدخال نظام الإعفاء من التأشيرة وإطلاق رحلات جوية منتظمة مباشرة بين البلدين، زار حوالي 20 ألف كازاخستاني قطر منذ بداية عام 2022. وبالنظر إلى التوقعات بزيادة حركة السياحة، فإن شركات الطيران في الدولتين تخطط قريباً لزيادة عدد الرحلات إلى 28 رحلة أسبوعياً.


شريك موثوق


 ما اهم المجالات المقترحة للاستثمار في كازاخستان؟


  تلعب كازاخستان دورا رئيسيا في مبادرة الحزام والطريق، التي تعزز التنمية الاقتصادية والترابط بين بلدان المنطقة. إننا نهدف إلى تعزيز التواصل بين الأمم والشعوب ولكن أيضًا إلى تعزيز الروابط بين مجتمعاتنا كشركاء وأصدقاء. ونظراً لكل هذه العوامل، يمكننا الآن أن نقول إن كازاخستان شريك تجاري واقتصادي عالمي حقاً، والأهم من ذلك، شريك تجاري واقتصادي موثوق.


قطاع التعدين يجذب استثمارات خاصة كبيرة وهو أمر بالغ الأهمية لإطلاق إمكانات القطاع. سيتم منح حقوق تفضيلية لاستخدام باطن الأرض للمستثمرين الذين يقومون بالتنقيب الجيولوجي على نفقتهم الخاصة. وبنهاية هذا العام، سنضع رؤية شاملة للتنمية الصناعية. ولدعم التصنيع، سيتم إعفاء المستثمرين الأجانب والمحليين من الضرائب والمدفوعات الإجبارية الأخرى خلال السنوات الثلاث الأولى من استثمارهم. الهدف الاستراتيجي لبلادنا هو أن تصبح من المراكز الزراعية الرائدة في القارة الأوراسية.


كازاخستان تخطط لجذب استثمارات أجنبية بـ 150 مليار دولار بحلول 2029


تريد كازاخستان جذب استثمارات أجنبية بقيمة 150 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2029. وأعلن هذا الهدف خلال مؤتمر الاستثمار العالمي في كازاخستان. وتعد هذه الخطة جزءًا من إستراتيجية كازاخستان الأوسع للانتقال إلى اقتصاد جديد ونموذج اقتصادي يوفر مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي إلى 450 مليار دولار بحلول نفس التاريخ. أصبح مؤتمر الاستثمار الكازاخستاني اجتماعا سنويا لقادة كبرى المؤسسات الصناعية والقطاعات المالية والسياسيين والخبراء العالميين ومنصة لدعم التعاون بين كازاخستان ومجتمع الاستثمار الدولي. وركز برنامج هذا العام على مواضيع مختلفة، منها: اعتماد التقنيات المبتكرة، وضمان الأمن الغذائي، وتطوير قدرات النقل والخدمات اللوجستية، وزيادة فرص التصدير. وحضر هذا الحدث مشاركون من دول مثل المملكة المتحدة وفيتنام وألمانيا وكندا وقطر والصين والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية وتركيا وفرنسا والعديد من الدول الأخرى.


مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى