‫ أطباء لـ الشرق: الرياضة تخفض فاتورة الصحة وتقلل ارتياد المستشفيات

أطباء لـ الشرق: الرياضة تخفض فاتورة الصحة وتقلل ارتياد المستشفيات

هديل صابر

أكدت أرقام إحصائية إسهام اليوم الرياضي للدولة منذ نسخته الأولى عام 2012، في رفع الوعي بأهمية ممارسة الرياضة من خلال ارتفاع أعداد الممارسين للرياضة من مختلف الأعمار والفئات السنية في الحدائق العامة وفي الصالات الرياضية ومسارات المشي وركوب الدراجات الهوائية، وكذلك من خلال الفعاليات المجتمعية التي ينظمها اتحاد الرياضة للجميع، إذ أضحت الرياضة تحظى بأهمية كبيرة من خلال قدرتها على المساعدة في الوقاية من الأمراض المزمنة، تعزيز الثقة في النفس، التقارب مع الآخرين، فضلا عن أثرها في الجوانب الحياتية والاقتصادية وذلك من خلال التقليل من الفاتورة الصحية وارتياد المستشفيات.

وفي هذا السياق شدد عدد من الأطباء من مختلف التخصصات على أهمية ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني، وانعكاسه على صحة الفرد وبالتالي خلق مجتمع صحي لا يعاني من الأمراض المزمنة كالضغط والسكري، الأمر الذي يخفض الفاتورة الصحية والذهاب إلى المستشفيات، فضلا عن تعزيز الصحة النفسية، معتبرين أنَّ شعار اليوم الرياضي لهذا العام «الخيار لك» من الشعارات التي تدفع بالشخص لأن يتخذ القرار الذي يجعله ينحاز لصحته في قضاء بعض من الوقت في ممارسة أي رياضة أو نشاط بدني كل حسب ما تمليه عليه صحته، مشيرين إلى أنَّ الرياضة لابد أن تكون روتينا يوميا أو أقلها 5 أيام في الأسبوع ليس فقط للمحافظة على الشكل الخارجي بل على الأعضاء الداخلية، لدورها –أي الرياضة- في الحد من الكثير من الأمراض الخطيرة.

هذا ويركز شعار اليوم الرياضي لهذا العام على أهداف الرياضة المجتمعية من خلال اتخاذ الفرد قرار ممارسة الرياضة من أجل حياة صحية طيبة وسعيدة، إذ لم تعد الرياضة مجرد ترفيه، بل أضحت خيارا إستراتيجيا اختارته الدولة، والدليل على ذلك استضافة الأحداث الرياضية الكبيرة، والمكانة المرموقة التي وصلت إليها دولة قطر باختيارها مكانا لإقامة نهائيات كأس العالم FIFA قطر 2022. وتجدر الإشارة إلى أنَّ وزارة الصحة العامة أسهمت في تجهيز ما بين 28 و30 مركزا في الدولة للفحص الطبي الشامل الموزعة على مناطق انعقاد الفعاليات الرياضية في الدولة بالتعاون مع عدد من وزارات ومؤسسات الدولة.

د. محمد عشا: قلة نشاط الأطفال تأشيرة دخول للسمنة

اعتبر الدكتور محمد عشا-استشاري أمراض باطنه-، أنَّ دولة قطر لها الريادة في تخصيص يوم للرياضة، الأمر الذي يؤكد مدى القيمة الكبيرة التي تمنحها القيادة للرياضة، لدفع فئات المجتمع لممارستها حتى يتمتعوا بصحة بدنية وعقلية، مشيرا إلى دور الأهالي لتبني عادة ممارسة الرياضة لنقلوها لأبنائهم إذ أنَّ الدراسات تؤكد أنَّ الأطفال الذين يقضون ساعات أطول على الأجهزة الذكية واللوحية عرضة للإصابة بالسمنة دونا عن غيرهم من الذين يمارسون الرياضة، فضلا عن إصابتهم باعتلالات فرط الحركة، وعرضة لأمراض التوحد، كما أن نسبة التركيز لديهم أقل من أقرانهم وبالتالي انعكاس ذلك على التحصيل الدراسي، كما أنهم عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة وخاصة من هم من أسرة لها تاريخ مرضي وراثي يتعلق بالضغط أو السكري، أو الجلطات الدماغية والذبحات الصدرية.

وشدد على دور المدارس في غرس أهمية الرياضة لدى الطلبة، منتقدا بعض المدارس التي تركز على التحصيل الأكاديمي للطالب أو الطالبة مع إهمال الرياضة وحصص الرياضة.

د. خالد المهندي: تخفض نسب إصابة كبار السن بالزهايمر

قال الدكتور خالد المهندي-استشاري نفسي-، « إنَّ الهدف من تحديد يوم للرياضة هو بث رسالة عميقة مفادها تعزيز مفهوم الرياضة لدى فئات المجتمع، فالرياضة تستخدم في مرحلتين خطيرتين في علم نفس النمو، المرحلة الأولى المرحلة الحرجة أو التي تعرف بمرحلة المراهقة، والمرحلة الثانية مرحلة كبار السن، فبهاتين المرحلتين يشعر الفرد بأنه في صدام مع المجتمع بسبب تغير المفاهيم لديهم، فالرياضة تلعب دورا في أمرين مهمين لدى المراهقين في الوقاية وأيضا في العلاج خاصة لمن يعانون من انحراف كالتعاطي أو الإدمان، أو من يعانون من اضطراب سلوكي، فالمراهقون عادة ما يعانون من التوتر والقلق والاكتئاب، لذا نستخدم نحن الرياضة كتكنيك علاجي للاتزان الانفعالي، لذا دائما ندعو المراهقين لممارسة الرياضة، واتخاذ هذا اليوم فرصة للبداية وربط العمل بالوقت، وأيضا تعتبر الرياضة مهمة لكبار السن لضبط اتزانهم الانفعالي، فالرياضة تقلل من حالة القلق والاكتئاب بنسبة 98%، وتخفض نسبة الإصابة بالزهايمر لدى كبار السن».

د. حسَّان الصواف: علاج فعال لأمراض النوم

رأى الدكتور حسَّان الصواف-استشاري أمراض تنفسية وعناية مشددة-، أنَّ الرياضة أحد الخيارات العلاجية التي ينصح بها الأطباء لمن يعانون من أمراض النوم، إذ يتحسن لديهم، كما أنَّ الرياضة تخفض من القلق والتوتر لدى الذكور والإناث إلا أنه عند الإناث نسبه قد تزيد بعض الشيء، كما أنَّ الرياضة تسهم في الحد من الأمراض المزمنة، وتسهم في تصفية الذهن.

د. رضية محمد: تقي النساء من السرطانات

أكدت الدكتورة رضية محمد –أخصائية نسائية وتوليد-، أهمية الرياضة لصحة المرأة، إذ تؤكّد الدراسات بأنّ جسد المرأة بحاجة ماسة إلى ممارسة التمارين الرياضية اليوميّة، لكي يبقى قويّاً بعيداً عن كل المشاكل الصحيّة التي من الممكن أن يتعرّض لها، إذ تمنح الرياضة المرأة الكثير من الفوائد الصحيّة التي تتلخص في حمايتها من التعرض لبعض الأمراض الخطيرة كمرض هشاشة العظام الذي يُعتبر من أخطر أمراض العصر، كما تُساعد الرياضة على تنظيم إفراز الهرمونات في جسم المرأة وذلك لوقايتها من الإصابة بأمراض سرطاني الثدي والرحم، كما تلعب الرياضة دورا مهما في حمايتها من مرض العصر المتمثل في السمنة وزيادة الوزن وتقيها من أمراض القلب والكوليسترول، كما تمنح الرياضة تحمي النساء من الاكتئاب وحالات تقلب المزاج التي تصيب المرأة بنسب أعلى عن الرجل، فضلا عن دور الرياضة في تنشيط وتحسين الدورة الدمويّة في جسم المرأة، وهذا ما يعمل على وصول الأوكسجين إلى الدماغ بشكلٍ سريع، بما يُساعد على تحسين الذاكرة والوقاية من الإصابة بمشاكل النسيان، كما أنها تلعب الرياضة دوراً كبيراً في وقاية المرأة من الإصابة بمشاكل الجلد والشيخوخة المبكرة، حيث تعمل على إفراز كميّةٍ كبيرة من الكولاجين الذي يحمي البشرة من التعرض للعوامل الخارجية التي تؤثر على جمالها وتصيبها بالتصبغات المزعجة.

د. رشاد لاشين: الرياضة تعزز الثقة لدى المراهقين

شدد الدكتور رشاد لاشين-طبيب أطفال ومراهقين-، على أهمية الرياضة للمراهقين وآثارها الإيجابية على الصحة النفسية للمراهقين إذ أنَّ الرياضة تسهم في تهذيب سلوك المراهقين من حيث استثمار أوقات فراغهم في فائدة تعود على صحتهم البدنية والذهنية، سيما وأنَّ الفراغ يسهم في زيادة نسبة القلق والتوتر لديهم فضلا عن أحلام اليقظة، فالنشاط البدني ينشط الفكر كما أنه يمنحهم الثقة بالنفس، وتعالج الاكتئاب، فيما العزلة تضعف القدرات الذهنية لديهم.

 وأضاف قائلا « إنَّ ممارسة الرياضة على المدى الطويل يسهم في انتاج هرمون الإندورفين الذي من شأنه أن يسكن الآلام ويزيح الهموم، والذي يطلق عليه المورفين الداخلي، فمن يمارس الماراثون أو الألعاب الثقيلة يضاعف من انتاج هذا الهرمون».

د.أحمد سعيد: انعكاسات إيجابية على الاقتصاد

أشار الدكتور أحمد سعيد-طبيب عام-، إلى أهمية الرياضة في خفض الفاتورة الصحية وتقليل عدد المرات التي يتوجه بها الشخص للمستشفيات وبالتالي ينعكس ذلك على الفرد واقتصاد الدولة بصورة عامة، موضحا أنَّ الرياضة تعتبر من الخطوط الدفاعية التي يجب أن يتسلَّح بها الفرد لمواجهة الكثير من الأمراض، إذ أنَّ ممارسة الرياضة أو أي نشاط بدني بانتظام يساهم في تقوية عضلة القلب وبالتالي زيادة الحرق لدى الشخص مما يمنع تخزين الدهون في الشرايين التي لو ترسبت ستصيب الشخص بالكوليسترول المؤدي لتصلب الشرايين ثم للجلطات. ودعا إلى ضرورة ممارسة الرياضة خصوصا وان الدولة وفرت مرافق وحدائق مزودة بأحدث الأجهزة الرياضية، وفي الصيف يمكن ممارسة المشي في المجمعات التجارية.