Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

‫ نيويورك تايمز: روسيا تغير تكتيكها العسكري بأوكرانيا


عربي ودولي

230

18 يونيو 2023 , 07:35م

الجيش الروسي – صورة أرشيفية

الدوحة – موقع الشرق

اعتبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن المعارك الدائرة في أوكرانيا أثبتت أن القوات الروسية غيّرت خططها  العسكرية، وأظهرت “مستوى عالياً من المهارة” في القتال واستخدام المعدات  الجديدة.


ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول أمريكي قوله، بحسب موقع الجزيرة نت، إن “التحسينات الدفاعية”  الروسية ستشكل تحديات هائلة بالنسبة لأوكرانيا، ومن السابق لأوانه الحكم على قدرة الجيش الأوكراني على التغلب عليها، خاصة أن روسيا أظهرت عزماً على  مواصلة القتال رغم شهور من الخسائر والانتكاسات.

وأوضح التقرير أن روسيا كانت سيطرت على مناطق أوكرانية منذ البداية بفضل  القوة النارية الكبيرة التي لديها، لكن مقابلات مع 17 جندياً أوكرانياً، وأسير حرب روسي، وضباطاً ومقاتلين أجانب، ومسؤولين غربيين، إلى جانب الاطلاع  على وثائق ومقاطع فيديو؛ أكدت أن المكاسب في الأشهر الأخيرة -خاصة في  باخموت- تحققت بسبب “تعديلات” جديدة شملت التكتيك العسكري الروسي.

تعديلات دفاعية

وذكر التقرير أن المدرعات الروسية -على سبيل المثال- لم تعد تندفع إلى  المناطق التي يمكن أن تكون فيها عرضة للتدمير، كما أصبحت القوات الروسية أكثر اعتمادا على المسيّرات والهجمات الاستكشافية للعثور على الخنادق  الأوكرانية قبل قصفها.

إلى جانب ذلك -كما يوضح تقرير نيويورك تايمز- أصبح نزلاء السجون جزءا من العمليات العسكرية، حيث برزوا في باخموت أساسا ضمن فاغنر، كما حسّنت القوات الروسية خطوطها الدفاعية، وتنسيقها المدفعي، وعمليات الدعم الجوي.

كما أوضح الجنود الأوكرانيون أن الخنادق الروسية أثبتت مراراً أنها أفضل من نظيرتها الأوكرانية، وهي عميقة جداً بحيث لا يمكن كشفها بالمسيرات.

ونقلت  الصحيفة عن مسؤولين غربيين قولهم إن هذه “التحسينات” ستجعل روسيا -على  الأرجح- أكثر صرامة خلال القتال في الفترة المقبلة، مستغلة نقاط قوتها في ساحة المعركة، مؤكدين أن هذا التحول الدفاعي بعيد كل البعد عن الخطة  الأولية التي بدأت بها روسيا غزو أوكرانيا.


وحسب التقرير، فإن بدء الهجوم الأوكراني المضاد الذي طال انتظاره أظهر أن أوكرانيا مسلحة بشكل جيد، ومدعومة بتكنولوجيا اتصالات متطورة، إلى جانب أسلحة أمريكية وأوروبية.

وأوضح التقرير أن المسؤولين الأمريكيين يعترفون بأن الخطط العسكرية  الروسية تحسنت، لكن أكدوا أن هناك تفاصيل أخرى تفسر ما يجري، ومنها مثلاً أن  النجاح في معركة باخموت يرجع -في الأساس- إلى أن فاغنر تلقي بالسجناء إلى ساحات المعارك بغض النظر عن الخسائر البشرية، وذلك ما أكدته تقارير  استخباراتية.

كما أن المعطيات تؤكد أن القوات الروسية تفتقر حالياً إلى ما يكفي من الدبابات لتنسيق هجوم مدفعي فعال، إلى جانب افتقارها إلى المعلومات الاستخباراتية بشأن الخنادق الأوكرانية مثلاً.

ونقلت عن جندي أوكراني قوله إنه خلال إحدى الهجمات على الخندق الذي كان  يوجد فيه استطاع وقف الهجوم الروسي بمفرده تقريبا، وعلق على ذلك بقوله “لقد  فعلوا كل شيء على أكمل وجه، لكن هجومهم لم ينجح، كان واضحا أنه لا توجد  معلومات كافية لديهم، كما هي الحال دائما”.

العودة لباخموت

وحتى في باخموت -حسب تقرير نيويورك تايمز- فقد نجحت القوات الأوكرانية في السيطرة على أراض بها خلال الأيام الأخيرة، واتخذت لها مكانا مرتفعا،  بينما تستنزف روسيا طاقاتها البشرية للدفاع عن المدينة، وبدأ الجيش الروسي  يستخدم إستراتيجية “فاغنر” في جلب السجناء السابقين للمشاركة في حفر  الخنادق، كما أكد ذلك جندي روسي أُسر مؤخرا، وهو سجين سابق.


وفي رؤية مغايرة، يرى المتخصص الأمريكي في الشؤون العسكرية والأمن القومي توبين هارشو. أن هناك أمر واحد بات شبه مؤكد في الحرب الروسية الأوكرانية، وهو أنه لن يكون هناك منتصر ومهزوم خلال الأسابيع أو الشهور، وربما السنين المقبلة.  

وفي تحليل نشرته وكالة بلومبيرغ للأنباء، يقول هارشو إنه لا أحد حتى  الآن يعرف شكل الانتصار الذي يمكن أن يحققه أي طرف، مشيراً إلى أن ماكس هيستنغس، المراسل العسكري المخضرم وكاتب المقالات في بلومبيرغ، كتب منذ  حوالي عام “في وقت من الأوقات، كان الإصرار على إنهاء الحرب بالنصر يعدّ دليلا على الشجاعة والعزم، وكان لهذه الكلمة صداها القوي لدى القادة  السياسيين والعسكريين على مر التاريخ.. لكن الوصول إلى هذه النتيجة في  صراعات القرن الـ21 يبدو بعيد المنال”.

وفي تحليله، نشر هارشو مقابلة مع صامويل شارب عالم السياسة المرموق في  مؤسسة راند الأميركية والمؤلف المشارك لكتاب “الجميع يخسرون.. أزمة أوكرانيا والسباق المدمر في منطقة أوراسيا بعد الاتحاد السوفياتي”، والذي عمل في إدارة التخطيط السياسي بوزارة الخارجية الأميركية في عهد الرئيس  الأسبق باراك أوباما، ونشر مقالا ذاع صيته في العدد الأخير من مجلة “فورين  أفيرز” الأميركية بعنوان “حرب بلا منتصر” عن الصراع في أوكرانيا.

وأشار شارب إلى أن الأسلحة التي قدمها الغرب لأوكرانيا في بدايات الصراع  كانت أسلحة للمقاومة الشعبية وليست للجيوش النظامية مثل صواريخ ستينغر  وجافلينز المحمولة على الكتف.

وبحسب شارب، فقد كان الافتراض هو أن روسيا ستطيح بسرعة بالحكومة  الأوكرانية المنتخبة، لكن أداء الأوكرانيين العسكري فاق كل التوقعات، كما  أن الروس في المقابل ارتكبوا سلسلة من الأخطاء الكارثية أفقدتهم كل نقاط  تفوقهم وقوتهم.


يرى صامويل شارب أن السؤال عن الجانب الذي يلعب الوقت لصالحه بالغ  الأهمية، وفي الوقت نفسه بالغ الصعوبة، لأن كل شيء يتوقف على الفترة الزمنية المقصودة. فالفترة من 12 إلى 18 شهرا قد تخدم طرفا في الصراع، لكن  عندما تمتد إلى ما بين 18 و24 شهرياً، تصبح ضد هذا الطرف.

مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى