مختصون بقمة “وايز” لـ الشرق: تأثير نوعي للذكاء الاصطناعي في مجالات التعليم

محليات
22
وفاء زايد
أكد مختصون في الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا أهمية الذكاء الاصطناعي في إحداث نقلة نوعية في مسيرة التعليم شريطة وجود بيئة تعليمية محفزة، وأن مسار ثورة التقنية يتقدم وبالتالي سيدفع بخطوات نوعية للذكاء في مجالات عديدة وليس التعليم فحسب. وفي هذا الصدد، قال د. أحمد خليفة المقرمد المدير التنفيذي لمعهد قطر لبحوث الحوسبة لـ “الشرق”، إنّ المعهد يعكف حالياً على برنامج Large language models، والذكاء التوليدي الذي يتفرع من الذكاء الاصطناعي، ويعمل على ابتكار محتوى جديد يتولد من محتوى موجود، بالإضافة إلى بناء نموذج لغوي كبير مختص في اللغة العربية يشتمل على الكتابة والمنطوق والمرئي متعدد الأشكال. وأضاف أنّ المعهد يعمل أيضاً في الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي وتقنية اللغة العربية، موضحاً انّ تقنية اللغة العربية يعمل فيها فريق لغوي متكامل يقوم بأخذ الكلام المنطوق وتحويله إلى كلام كتابي، من خلال تطبيق يسمى (كناري).
بناء رؤية
من جهته، أكد السيد مهدي بن شعبان مدير أكاديمية قطر – الدوحة، احدى مدارس التعليم قبل الجامعي بمؤسسة قطر، تفاؤله بمستقبل التعليم المعتمد على الذكاء الاصطناعي، موضحا أن هذا الأمر يرتبط بكون المنظومة التعليمية قادرة على مواكبة التغيرات فى هذه التقنية بطريقة ذكية.
وأضاف أنه فى أكاديمية قطر – الدوحة على سبيل المثال نقوم حاليا ببناء رؤية فى تحويل الفصل الدراسي من فصل ديناميكي عبارة عن معلم يقوم بتلقين الطلاب إلى شراكة بين الطالب والمعلم فى استخدام التقنيات الحديثة ومعرفة قدراتها على تكوين مادة علمية والتعامل معها لحل مشاكل واقعية فى المجال التعليمي.
ولفت إلى أنه متفائل بمستقبل التعليم المدمج بتقنيات الذكاء الاصطناعي مشيرا إلى أن هذه التقنية الموجودة حاليا فى متناول المعلم لديها القدرة على أن تحول عمل المعلم من الوضع الحالي إلى نموذج ثاني يقلص من دوره كتحضير وترتيب الدروس وغيرها بمعدل 30%.
وأشار إلى أهمية فتح المجالات لإعطاء فرصة للمعلمين لتجريب هذه التكنولوجيا ومحاولة تغيير طريقة التعليم وتوفير الفرصة لمعرفة مخرجات التعليم، لافتا لوجود تحد كبير فى هذا الأمر يتجسد فى تعدد شركات التكنولوجيا التى تتنافس بشكل كبير فى هذا المجال لكسب الأسواق.
دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم
من جانبها قالت السيدة هيفاء العبدالله مديرة الابتكار في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا: وايز مؤتمر عالمي وكبير على مستوى رفيع، والحمد لله، كان الحضور مميزا وكبيرا جداً، وفكرة المؤتمر في النسخة الحادية عشر تجمع بين القطاع التكنولوجي والنظام التعليمي، وتحديداً أحد الموضوعات المهمة وهو الذكاء الاصطناعي، والذي كان محور المؤتمر لهذا العام، واستقطب اهتمام عدد كبير من الجمهور. وأضافت: تناول المؤتمر كيفية دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم، إضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال التعليم. وبدوره قال السيد محفوظ بن صالح الصباغ محاضر في الموارد البشرية من سلطنة عمان: إنّ مشاركتي في وايز لتبادل الخبرات ومعرفة احدث ما توصلت إليه الذكاء الاصطناعي وكيفية تطويره والمهارات المتعلقة بالقدرات التعليمية، وأنّ دوره في العالم العربي هو نهج فارق في العملية التعليمية، وهناك نقلة نوعية في طرائق التدريس وفي تحفيز الطلاب نحو الابتكار وحل المشكلات بطريقة منهجية علمية واستخدام الذكاء كمحور أساسي في التنمية الاقتصادية. ويضيف لي المؤتمر الاستفادة في الثورة التقنية ومزج تلك التقنيات مع التقدم الحاصل في مجالات مختلفة، مؤكداً أنّ المحاور في وايز تؤكد توظيف تلك التقنيات في جوانب عديدة.
تجارب عالمية ومحلية
من جانبه، قال الدكتور عصام اللاواتي متخصص في الابتكار وريادة الأعمال من سلطنة عمان: المؤتمر يحفز الاطلاع على التجارب العالمية والمحلية في مجال تطبيق الذكاء الاصطناعي وربطه بمجال التعليم والنماذج التي تناولت هذا الموضوع كيفية تطبيقه على مستوى المدارس.
ونوه بوجود جانب تحفيزي للتأثير على الطلاب والمعلمين في المدارس وتشجيع الآخرين للاستفادة وتطبيق الذكاء في التعليم بحيث يؤدي إلى وجود قاعدة لتطبيقه في تكنولوجيا التعليم من خلال بيئة تعليمية محفزة.
من جهتها، قالت السيدة مريم الخلف باحث مشارك في وايز: تركز المجالات البحثية على تحقيق الرفاه في مجالي التعلم والتعليم. وقالت السيدة شهد مازن دولة مسؤول المنظومات الحاضنة للتعليم في وايز: إنني أشرف على “صوت المتعلمين”، وهو برنامج زمالة يوفر للشباب فرصًا لتشكيل مستقبل مجتمعاتهم من خلال إشراكهم في التعبير الإبداعي عن الذات.
كما قالت السيدة فكتوريا بسمة، مديرة مسار تكنولوجيا التعليم في “وايز”: مع استمرار تغلغل الذكاء الاصطناعي إلى جوانب مختلفة من حياة الإنسان، أصبحت حماية البيانات موضوعًا للنقاش المحتدم بين الأفراد والشركات والحكومات في العالم، ومع إشارة الأبحاث العالمية إلى قضايا مثل التحيز الخوارزمي ضد أقليات، تشارك الحكومات على مستوى العالم في حوار مع قادة الذكاء الاصطناعي لضمان الإبقاء على مسألة سلامة المستخدم وحمايته في صميم التطوير التكنولوجي الذي يركز على الذكاء الاصطناعي.
وأوضحت أنّ المخاوف تمتد إلى المشهد التعليمي حيث تتجه الأنظمة التعليمية بشكل متزايد إلى المنصات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، مثل جمع بيانات الطلاب وتطوير المحتوى، وهناك حاجة ملحة لتقييم دور وفعالية السياسات التي تقودها الحكومات في حماية هذه البيانات المتعلقة بالفئات الضعيفة للغاية، وهم المتعلمون الصغار، ورغم أن قوانين حماية البيانات موجودة على مستوى العالم، إلا أن هناك بلا شك مجالاً للتحسين في مواجهة التهديدات المستمرة مثل حالات تسرب البيانات والهجمات الإلكترونية.
مساحة إعلانية