نائب مدير متحف الفن الإسلامي : العام الثقافي قطر ـ إندونيسيا 2023 يكشف كنوزا دفينة من إندونيسيا

ثقافة وفنون
78
نائب مدير متحف الفن الإسلامي : العام الثقافي قطر ـ إندونيسيا 2023 يكشف كنوزا دفينة من إندونيسيا
شيخة النصر
الدوحة – قنا
مع اقتراب انطلاق فعاليات العام الثقافي /قطر ـ إندونيسيا/، تقوم متاحف قطر بجهود حثيثة لتكون بمستوى الحدث، وذلك بتجهيز متاحفها، وتقديم جديدها للجمهور المحلي والعالمي.
وفي هذا السياق، قالت السيدة شيخة النصر نائب المدير للشؤون المتحفية بمتحف الفن الإسلامي في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: إنه بعد مشروع تحسين المرافق وإعادة تصور وتركيب صالات عرض المجموعة الدائمة الذي أجراه المتحف مؤخرا، قدم متحف الفن الإسلامي صالات عرض جديدة ورائعة مخصصة لمنطقة جنوب شرق آسيا، وهو جانب لا يتم التطرق له عادة في متاحف الفن الإسلامي عبر العالم.
وأضافت: “تذكر صالات العرض الزوار بأن المنطقة اليوم هي موطن لأكبر جالية إسلامية من جميع أنحاء العالم، حيث يجد الزائر مجوهرات من الذهب الإندونيسي والمنسوجات من بين المعروضات، حيث تلقى صالات العرض الضوء أيضا على العلاقة بين الثقافات المختلفة من خلال المعروضات الخاصة بتجارة السلع وتبادل الأفكار عبر العالم الإسلامي وغيره من المناطق”.
وتابعت: “في متحف الفن الإسلامي، نروي قصة انتشار الإسلام من قبل التجار المسلمين عبر المحيط الهندي، ابتداء من القرن السابع الميلادي وأثره على الثقافة والفنون والتجارة في جميع أنحاء العالم إذ يكمل متحف الفن الإسلامي بحلته الجديدة هذه القصة بإضافة صالات عرض في منطقة المحيط الهندي وجنوب شرق آسيا”.
وأوضحت شيخة النصر أنه في هاتين القاعتين اللتين سترحبان بالجمهور ابتداء من الثاني عشر من مارس المقبل، يتم عرض الآثار التي تم العثور عليها في سفينة غارقة قبالة ساحل مدينة سيربون الإندونيسية في بحر جاوة عام 2001 إذ كانت تحتوي على ما يقارب خمسمائة ألف قطعة أثرية من شرق إفريقيا والشرق الأوسط والهند وجنوب شرق آسيا والصين، حيث غرقت حوالي عام (359 ـ 360 هـ /970م)، منوهة بأنه يسود الاعتقاد أن سبب غرقها هو الحمولة الزائدة على متنها.
ونوهت نائب المدير للشؤون المتحفية بمتحف الفن الإسلامي إلى أن هذه القطع التي تم العثور عليها في قاع البحر تبين أهمية ما تركه التبادل التجاري في هذه المنطقة، لافتة إلى أن جميع الأعمال الفنية المعروضة تابعة لمجموعة متحف الفن الإسلامي ولمتاحف قطر.
وبخصوص أهم وأندر تحفة فنية يضمها المعرض، كشفت شيخة النصر أن خنجرا مصنوعا من الخشب والمطلي بالذهب، يعود للقرن العاشر الميلادي، بما يبين اشتهار إندونيسيا بالثروات المعدنية وبالذهب.
ومن النفائس التي تضمها القاعتان مخطوطة قرآنية، من إندونيسيا، جاوة، تعود للقرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي)، وبسبب الرطوبة العالية التي تتميز بها المنطقة، لم ينج سوى عدد قليل من المخطوطات القرآنية من جنوب شرق آسيا، والتي تعود إلى ما قبل القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي)، حيث إن نسخ القرآن الكريم المصنوعة في جاوة متنوعة كثيرا، لا سيما في أنماط زخارفها الإقليمية التي تطورت من مدارس فنية مختلفة، وكانت المخطوطات تصنع من الورق الأوروبي المستورد أو ورق دلوانغ المنتج محليا من لحاء شجرة التوت.
كما تكتنز القاعتان قلادة (بورا أو بورا بورا) من إندونيسيا، سومطرة الشمالية، كارو كارو باتاك، وتعود هذه القلادة إلى القرنين الثالث عشر – الرابع عشر الهجريين (التاسع عشر – العشرين الميلاديين)، وهي من فضة نافرة مطلية بالذهب مع تخريم وبرغلة.
وكانت النساء الكارونيات يلبسن هذه القلادة في الأعراس، وتحمل القطعة المركزية المتدلية شكل قرن جاموس الماء، وهي تشبه الأشكال المستخدمة في تزيين المنازل الكارونية التقليدية، وهذه الزخارف التي تعتبر رموزا للمكانة الاجتماعية والهيبة، كان يعتقد أنها توفر لمرتديها الحماية من الأرواح الشريرة وسوء الحظ.
مساحة إعلانية