‫ مستشفى العمادي يوفر خدمات طبية متكاملة لمرضى السكري

محليات

20

يقدم الاستشارات التخصصية في عيادات الغدد الصماء والسكري

الدوحة – الشرق

د. غسان حمص استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري:

مستشفى العمادي يقوم بحملات توعوية مستمرة للوقاية من السكري

اليوم العالمي للسكري يعد فرصة لتثقيف الناس بالمرض وكيفية الوقاية منه

تحتفل الأوساط الطبية في يوم 14 نوفمبر من كل عام – باعتباره اليوم العالمي لمرضى السكري- بعد أن أقرت الأمم المتحدة هذه المناسبة بقرارها المرقم 61/225 عام 2007، وذلك للاعتراف بالحاجة العاجلة لمتابعة الجهود متعددة الأطراف لتشجيع وتحسين الصحة البشرية، ولإتاحة إمكانية الحصول على العلاج والتثقيف في مجال الرعاية الصحية، ويشجع القرار كذلك الدول الأعضاء على وضع سياسات وطنية للوقاية من مرض السكري وعلاج المصابين به ورعايتهم بما يتماشى مع سبل التنمية المستدامة في نظمها بمجال الرعاية الصحية.

وفي هذا السياق وبمناسبة اليوم العالمي للسكري قال الدكتور غسان يوسف حمُّص – استشاري أمراض الغدد الصماء والسكري في مستشفى العمادي- : يعد اليوم العالمي للسكري أكبر حملة توعية بمرض السكري في العالم، فهي تصل إلى جمهور عالمي يزيد على مليار شخص في أكثر من 160 دولة، وتلفت الحملة الانتباه إلى قضايا ذات أهمية قصوى لعالم مرض السكري وتحافظ على مرض السكري بقوة في دائرة الضوء العامة والسياسية، ويسعى الاتحاد الدولي للسكري إلى تنسيق بسيط لتسهيل التكاثر والاستخدام من قبل الأشخاص الذين يريدون دعم الحملة.

مرض السكري Diabetes Mellitus

واوضح الدكتور غسان أن الصفة الأساسية لمرض السكري هي الارتفاع في مستوى الجلوكوز في الدم لدرجة تؤدي إلى إحداث ضرر مؤقت أو دائم في أعضاء الجسم المختلفة.

 كما أن السكري يصنف إلى خمسة أصناف أساسية وهي :

السكري نمط 1

السكري نمط 2

السكري الثانوي Secondary Diabetes

سكري الحمل

السكري الناشئ عن خلل وراثي محدد Monogenic Diabetes

سكري نمط 1:

ينشأ هذا النمط من السكري عن اضطراب مناعي (مناعة ذاتية) تؤدي إلى التهاب وتخرب في خلايا بيتا  beta المفرزة للإنسولين في البنكرياس، وهذه الآلية تفسر ٩٥٪ من حالات السكري للنمط ١. ويؤدي نقص الأنسولين الشديد إلى ارتفاع مستوى الجلوكوز في الدم وظهور المرض.

سكري نمط ٢:

أما هذا النوع من السكري فينشأ بسبب نقص نسبي في إفراز الانسولين أو مقاومة الأنسولين ويشكل ٨٠-٩٠٪ من حالات الإصابة بالسكري.

توجد عوامل وراثية مؤهبة بأشكال مختلفة وآليات متعددة، ولكن لكي يظهر المرض لا بد من عوامل أخرى تسمى بالعوامل البيئية أو المكتسبة، أهمها السمنة ونمط الحياة من حيث الغذاء والنشاط البدني.

سكري الحمل Gestational diabetes:

هو السكري الذي يظهر أثناء الحمل عند حامل لم تكن مصابة سابقاً بالسكري، وعادةً يظهر في الأسبوع ٢٤ من الحمل أو بعده، وقد يظهر قبل ذلك بوجود عوامل خطورة معينة.

السكري الثانوي:

هو السكري الذي ينشأ عن أسباب أخرى لا تنضوي تحت تشخيص سكري نمط ١ أو ٢. ونذكر على سبيل المثال: أمراض الغدد مثل متلازمة كوشينغ Cushing syndrome  (زيادة الكورتيزون داخلي المنشأ) ومرض ضخامة النهايات المتسبب عن زيادة هرمون النمو وأورام البنكرياس مثل استئصال البنكرياس لأسباب مختلفة، والتهاب البنكرياس المزمن الذي يتسبب بضمور البنكرياس، أو استعمال الأدوية مثل الكورتيزون بجرعات كبيرة لفترات طويلة. وهناك أسباب أخرى عديدة.

السكري الناشئ عن خلل وراثي محدد Monogenic Diabetes

هذا النوع من السكري له أنماط عديدة، تنشأ عن خلل واحد في مرحلة معينة من استقلاب  Metabolism  الجلوكوز. مثلاً: خلل في تركيب الانسولين، خلل في مستقبلات الانسولين.

واضاف الدكتور غسان حمُّص قائلًا :” في ما سبق ذكرنا أصناف السكري وأسباب الإصابة، ولكن نركز على أن النمط الشائع من السكري هو النمط ٢. فبالإضافة إلى الاستعداد الوراثي هناك عوامل يمكن التحكم بها وهي العوامل البيئية، وأهمها السمنة المفرطة ونمط الحياة المعاصر الذي يتميز بنقص شديد في النشاط البدني وزيادة تناول الطعام غير الصحي، بالإضافة إلى القلق والتوتر المزمن.

أعراض السكري

وعن أعراض مرض السكري قال الدكتور غسان : ” لأعراض المعروفة للسكري هي كثرة العطش والتبول وخاصة التبول الليلي، نقص الوزن غير المفسر مع زيادة الشهية، التعب غير المفسر، تشوش الرؤية، الخدر والنمل في الأطراف وخاصة القدمين، الانتانات الجلدية المتكررة غير المفسرة مثل الدمامل، الالتهابات الفطرية النسائية المتكررة وغير المفسرة، انتانات بولية متكررة، التهاب اللثة وتخلخل الأسنان، التهاب الفم بالفطريات. وقد يكون العرض الأول عرضاً شديداً مثل فقد الوعي (سبات سكري). أما بالنسبة للسكري نمط١ ، فقد يكون العرض الأول ارتفاع شديد في جلوكوز الدم مترافق مع تراكم الأسيتون في الدم، مسبباً ما يسمى الحماض الخلوني السكري Diabetic ketoacidosis  وهذه حالة خطيرة وإسعافية وتحتاج تدخل فوري بالعلاج. وهناك نسبة كبيرة من مرضى سكري نمط ٢ لا يشعرون بالأعراض أو لا ينتهبون إليها، وقد يكون أول عرض عندهم حالة مرضية خطيرة تتعلق باختلاطات السكري، مثل اعتلال الشبكية السكري أو إصابة وعائية خطيرة مثل الجلطات القلبية أو الدماغية ، أو إصابة كلوية.  كما يمكن للمريض أن يشك بأنه مصاب بالسكري إذا شعر بأي من الأعراض السابقة، ولكن لا بد من الفحص الدوري عند الأشخاص ذوي الخطورة العالية وهم الأشخاص المصابون بالبدانة والذين لديهم أفراد في العائلة مصابون بالسكري.

مضاعفات السكري: Complications

المضاعفات هي الأضرار التي تنشأ عن ارتفاع جلوكوز الدم، وتصنف إلى حادة Acute ومزمنة Chronic

المضاعفات الحادة:

السبات السكري وهو فقد الوعي الناشئ عن ارتفاع شديد في جلوكوز الدم.

الحماض الخلوني السكري: وينشأ عن ارتفاع جلوكوز الدم مترافق مع نقص شديد في الانسولين وقد يسبب اضطراب الوعي بدرجات مختلفة، وأكثر ما يشاهد عن مرضى السكري بنمط واحد.

الانتانات الجرثومية الحادة.

القدم السكرية (قد تكون حادة أو مزمنة) والشكل الحاد منها يشكل خطورة بالغة وقد يؤدي إلى بتور في الأطراف، والسكري هو من أكثر الأسباب شيوعاً لبتر الأطراف في العالم.

المضاعفات المزمنة:

المضاعفات العينية: اعتلال الشبكية السكري Diabetic retinopathy ، الساد Cataracts، والسكري هو من أهم الأسباب للإصابة بالعمى في العالم.

العصبية: اعتلال الأعصاب بأشكاله المختلفة، وأكثره شيوعاً اعتلال الأعصاب المحيطية الذي يصيب القدمين واليدين، ويتميز بالخدر والنمل والحرق المزعج وأكثر ما يشتد ليلاً وقد يمنع المريض من النوم. ويضاف إلى ذلك اعتلال الأعصاب الذاتية الذي ينظم حركة المعدة والأمعاء والجهاز البولي، وقد يتسبب في شلل في هذه الأعضاء وصعوبة في الهضم وصعوبة في التبول.

الاختلاطات القلبية الوعائية: يعد السكري عامل خطورة كبير للإصابة في الأمراض الوعائية، وتزداد الخطورة إذا ترافق السكري بارتفاع الضغط الشرياني، وارتفاع الكوليسترول والشحوم، والتدخين. وأكثر هذه الأمراض شيوعاً: الجلطات القلبية والجلطات الدماغية وإصابة شرايين الأطراف أو الأمعاء.

الاختلاطات الكلوية: يعد الارتفاع المزمن للسكري عامل خطورة بالغ لإصابة الكلية باعتلال الكلية السكري، وهو أكثر أسباب قصور الكلية المزمن شيوعاً. ويمكن أن نقول أنه لا ينجو عضو في الجسم من اختلاطات السكري.

ونصح د.غسان مرضى السكري قائلًا: لتخفيف خطورة أو منع الإصابة بمضاعفات السكري، يعتبر الضبط الجيد لمستوى الجلوكوز في الدم الهدف الأهم في العلاج. ويجب أن يترافق ذلك مع السيطرة على عوامل الخطورة الأخرى مثل ضبط ارتفاع ضغط الدم الشرياني، ومعالجة ارتفاع الكولسترول والشحوم، وترك التدخين. ولمراقبة التطور للمضاعفات لا بد من الفحص الدوري عند الطبيب المعالج، وذلك بالفحص السريري والتحاليل المخبرية اللازمة، وفحص العين الدوري، وفحص الأقدام الذاتي من قبل المريض أو عند الطبيب حسب الخطط المتعارف عليها.

علاج مرض السكري:

يعتمد علاج السكري على عاملين أساسيين:

１- أولهما وأهمهما تغيير نمط الحياة، ويشمل الغذاء الصحي المناسب حسب استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية والمحافظة على وزن مناسب وتخفيض الوزن إذا كان المريض بديناً، ترك التدخين، وزيادة النشاط البدني والرياضة.

２- الأدوية: توجد أصناف عديدة من الأدوية المساعدة في ضبط مستوى جلوكوز الدم. وأصبحت الصيدليات عامرة بهذه الأدوية سواء منها القديمة والتي مازالت فعالة وجيدة، أو الحديثة. وتعطى الأدوية إما بشكل حبوب عن طريق الفم أو بشكل حقن. ويختار الطبيب لكل مريض ما يناسبه من هذه الأدوية ويطور خطة العلاج بشكل تدريجي حتى يحصل على الضبط المناسب. وأحدث الأدوية الشائعة حالياً هي الأدوية التي تساعد في ضبط الشهية وضبط إفراغ المعدة وتنشيط إفراز الانسولين وتسمى GLP-1 analogues، وتوحد الأدوية التي تؤدي إلى طرح الجلوكوز عن طريق البول وتسمى SGLT-2 Inhibitors ولها فوائد عديدة. وهذا ما يتعلق بالسكري نمط ٢.

 يمكن لمريض السكري نمط ٢ أن يأخذ الأقراص المعالجة للسكري بالإضافة للإنسولين إذا رأى الطبيب ذلك مناسباً.

أما السكري نمط ١ فيعالج فقط وحصراً بالإنسولين بطرق مختلفة مناسبة لكل مريض. وأكثر ما يساعد ضبط مستوى الجلوكوز عند هؤلاء المرضى هي المضخات الاوتوماتيكية Closed-loop insulin pumps وهي تتكون من مضخة انسولين مربوطة الكترونياً بحساس يقيس مستوى الجلوكوز وينظم كمية الأنسولين المناسبة. وطبعاً هذه المضخة تحتاج برمجة وإشراف طبي متخصص.

من المهم في علاج السكري وضبط الجلوكوز تنظيم الطعام حسب خطة دقيقة يضعها الطبيب المعالج أو أخصائي التغذية. وأهم عوامل النجاح من هذه الناحية الالتزام بعدد الوجبات ومواعيدها وكميات الطعام المحددة.

وبسؤاله هل يمكن الشفاء من السكري، اجاب د. غسان قائلًا :” إذا كان المريض مصاباً بالسكري نمط ٢ لفترة غير طويلة وكان بديناً، فإن فقدان الوزن الزائد بقدر ١٠٪ من الوزن الحالي أو أكثر، فإنه قد يصل إلى شفاء والاستغناء عن الأدوية، وأي طريقة يخسر بها المريض هذا الوزن الزائد، مثل الحمية والرياضة أو الأدوية المساعدة في إنقاص الوزن أو العمليات المخصصة لإنقاص الوزن مثل تكميم المعدة أو تحويل المسار قد توصله إلى الشفاء من مرض السكري والاستغناء عن الأدوية. ولكن يجب أن ننتبه إلى أن الاستعداد الوراثي لا يزول ويبقى موجوداً، وفي أي وقت يعود به المصاب إلى كسب الوزن فإن السكري يعاود الظهور. ودائماً يفضل أن يلجأ مريض السكري إلى الوسائل الأبسط مثل الحمية والرياضة قبل اللجوء إلى الأدوية أو الجراحة لإنقاص الوزن.

المستوى الطبيعي للسكر في الدم

وأكد د. غسان أن مستوى الجلوكوز عند الأشخاص غير المصابين بالسكري يتراوح بين ٧٠ إلى ١٠٠ ملغرام بالدسيلتر صائماً ولا يزيد عن ١٤٠ مليغرام بالدسلتر بعد الطعام.

أما مستويات الجلوكوز التي نهدف إليها عند علاج السكري فيحددها الطبيب المعالج حسب حالة كل مرض على حدة، آخذاً بعين الاعتبار سن المريض والأمراض الأخرى المرافقة والأدوية المستعملة للعلاج، ويهدف للحصول إلى مستويات جلوكوز أقرب ما تكون للطبيعي دون تعريض المريض لمخاطر هبوط السكر.

أعراض هبوط السكر:

كل مريض مصاب بالسكري يتناول أدوية يجب أن يعرف أعراض هبوط الجلوكوز في الدم. أهمها: الإحساس بالجوع، خفقان القلب، الرجفان في الأيدي، التعرق البارد. وقد يتلو ذلك نقص في التركيز أو اضطراب في الوعي. عند ظهور أي من هذه الأعراض يجب أن يسارع المريض بتناول طعام أو مشروب يخفف من الأعراض، ويجب التفتيش عن السبب: هل هو حذف وجبة أو زيادة جرعة دواء. وفي حالة التكرار لا بد من استشارة الطبيب. وقد يكون العرض الأول لهبوط الجلوكوز في الدم هو فقد الوعي، وفي هذه الحالة يجب طلب الإسعاف.

خدمات طبية متكاملة

وعن الخدمات التي يقدمها مستشفى العمادي لمرضى السكري قال د. غسان : “يقدم مستشفى العمادي خدماته لمرضى السكري عن طريق الاستشارات التخصصية في عيادات الغدد الصماء والسكري، ويقوم الطبيب المختص عادةً بتقييم حالة المريض وإجراء الدراسة المخبرية اللازمة وإعطاء الأدوية المناسبة. ويقوم الطبيب بشرح مناسب في ما يتعلق بالتوصيات الخاصة باستعمال الأدوية ونظام الطعام والهدف من العلاج.  ويفحص المريض بشكل دوري لتحري وظائف الأعضاء واكتشاف أيّة مضاعفات وعلاجها مبكراً. ويوجه المريض لفحص العين بشكل دوري. وتوجد في المستشفى عيادات للتغذية لتقديم النصائح المناسبة للمرضى. كما أكد أن المستشفى يقوم بحملات توعوية للوقاية من السكري، حيث يشارك أطباء المستشفى في نشرات تثقيفية عن طريق الصحف المحلية في الأوقات المناسبة، ونشر معلومات تثقيفية في وسائل التواصل.