محسن يوصي بوقف فيلا بالوكير

محليات
76
الدوحة – الشرق
«الوصية بوقف» تنال اهتماماً واضحاً ومتنامياً من أفراد المجتمع، وتشهد الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إقبالاً لافتاً من الراغبين في تسجيل وصاياهم وهم في صحتهم وعافيتهم رغبة فيما عند الله ونيلاً للأجور المدخرة لأهل الخير والإحسان، ومن ذلك ما قام به فاعل خير وثق وصيته بمركز خدمة الواقفين، موصياً بوقف فيلا بمنطقة الوكير على وقفية سقيا الماء ضمن المصرف الوقفي للبر والتقوى، جاء ذلك في تصريح للسيد صالح الحول المري رئيس قسم شؤون الواقفين بإدارة المصارف الوقفية بالإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
وأوضح أن الاهتمام المتزايد من قبل أفراد المجتمع بتوثيق وصاياهم، له دلالاته الإيجابية ومؤشر إلى زيادة وعي الجمهور بأهمية كتابة الوصية والتي تعد سنة مؤكدة لما ورد فيها من حث وتشجيع من قبل نبينا ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله: (ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده)، مؤكداً اختصاص الإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بتسجيل الوصايا بناء على المادة (5) من قانون الوقف القطري.
الوصية زيادة في القربات
الوصية لغة بمعنى العهد إلى الغير في القيام بفعل أمر، وفي اصطلاح الفقهاء: تمليك مضاف إلى ما بعد الموت بطريق التبرع، سواء أكان المُملَّك عيناً أم منفعة.
يقول أهل العلم إن حاجة الناس إلى الوصية زيادة في القربات والحسنات وتدارك لما فرط به الإنسان في حياته من أعمال الخير، وقد روي في الحديث على الوصية عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: «إن الله تصدق عليكم عند وفاتكم بثلث أموالكم زيادة لكم في أعمالكم».
وقد حث الإسلام على الوصية وكتابتها لأثرها العظيم في حياة الأفراد والمجتمعات ومن ذلك قوله تعالى: {كُتبَ عليكم إذا حَضر أحدكم الموتُ إن تَرَك خيرًا الوصيَّة للوالدين والأقربين بالمعروف حقًّا على المتقين}.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما: {إِن تَرَكَ خيرًا} يعني مالًا.
والمراد بحضور الموت: حضور أسبابه وأماراته من العلل والأمراض المخوفة، وليس المراد منه معاينة الموت؛ لأنه في ذلك الوقت يعجز عن الوصية.
وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم أو آخران من غيركم إن أنتم ضربتم في الأرض فأصابتكم مصيبة الموت} [المائدة:106]، ففي الآية مشروعية الوصية، حيث بيَّن سبحانه مشروعية الإشهاد عليها، وعدد شهودها، فدلَّ ذلك على مشروعيتها وأهميتها.
ومن السنة الشريفة:
* ما رواه ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده».
وقال ابن قدامة: «وأجمع العلماء في جميع الأمصار والأعصار على جواز الوصية».
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم يوصون ببعض أموالهم تقربًا إلى الله، وكانت لهم وصية مكتوبة لمن بعدهم من الورثة، فقد أخرج عبد الرزاق بسند صحيح أن أنسًا ـ رضي الله عنه ـ قال: كانوا ـ أي الصحابة ـ يكتبون في صدور وصاياهم: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما أوصى به فلان: إنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور، وأوصى من ترك من أهله أن يتقوا الله ويصلحوا ذات بينهم، ويطيعوا الله ورسوله إن كانوا مؤمنين، وأوصاهم بما أوصى إبراهيم بنيه ويعقوب {إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون} [البقرة:132].
إن العمل الوقفي يعد من أجل صور الشراكة المجتمعية، والتي يثقل بها العبد ميزانه في حياته وبعد مماته، كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له).
وتحث الإدارة العامة للأوقاف أهل الخير إلى الوقف على المصارف والمشاريع الوقفية المختلفة، وكتابة وصاياهم، ويمكنهم المساهمة والمشاركة عبر طرق الوقف المختلفة:
– الوقف أون لاين باستخدام البطاقة البنكية من خلال موقع الإدارة العامة للأوقاف: awqaf.gov.qa/atm
– خدمة عطاء عبر الجوال على الرابط:
awqaf.gov.qa/sms
– التحصيل السريع على الرقم: 55199996 و 55199990.
– الخط الساخن: 66011160.
قال الإمام البخاري: حدثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده).
مساحة إعلانية