ملامح نتنياهو تكشف حقيقة الأزمة وما يجري في غزة.. ماذا تقول لغة الجسد؟

عربي ودولي
0
بنيامين نتنياهو خلال العدوان على غزة
الدوحة – موقع الشرق
أظهرت لغة الجسد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعض مما يحاول عدم الكشف عنه مستخدماً التهديد وتكرار الحديث عن نصر مزعوم على أطفال ومرضى ومدنيون رجالاً ونساءً في غزة يتم قصفهم لليوم الأربعين على التوالي، ما أسفر عن استشهاد 11255 فلسطينياً، بينهم 4630 طفلاً، و3130 امرأة، و682 مسناً، فيما بلغ عدد الإصابات نحو 29 ألفاً، بالإضافة إلى 3250 مدنياً ما زالوا في عداد المفقودين أو تحت الأنقاض، بينهم 1700 طفل.
ويحرص نتنياهو وفريقه الإعلامي على رسم صورة له خلال ظهوره المتكرر، منذ بدء عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية -وفي مقدمتها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- قبل أكثر من شهر، لكن هناك ما لا يمكن التحكم فيه، فـ”لغة الجسم” تخبرنا -في كثير من الأحيان- بما لا يُعبّر عنه اللسان، بحسب موقع الجزيرة نت.
واستطلعت الجزيرة نت رأي الاستشاري الإعلامي والخبير في لغة الجسم حسام شاكر حول ما تُنبئ به ملامح نتنياهو، خاصة خلال ظهوره في مؤتمره الصحفي السبت الماضي، بمشاركة وزير الدفاع يوآف غالانت وعضو مجلس الحرب بيني غانتس، معتبراً أن نتنياهو المعروف بمهاراته الاستعراضية وارتدائه “أقنعة الافتعال”؛ ظهر في هذا المؤتمر وفي مناسبات أخرى خلال الحرب الحالية على هيئة من الضعف والانكسار والجزع ويعجز عن إظهار هذه المهارة، الأمر الذي يؤكد أنه يعيش أزمة من نوع ما.
ويضيف أنه “عندما نرى نتنياهو عاجزاً عن التصرف بجسمه وإظهار ثقته والتعبير عن اقتداره وروحه المعنوية العالية من خلال تعبيرات وجهه وحركات جسمه، خاصة يديه وذراعيه، فإننا ندرك بوضوح أنه في أزمة عميقة تعطل هذه المهارة التي عُرف بها لدرجة التمثيل والافتعال الباهر كما كان يُشاهد -مثلا- عند إلقائه خطابات على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك خطاباته في الحياة السياسية داخل إسرائيل، أو في لقاءاته مع قادة العالم”.
ويؤكد أن نتنياهو- في هذه الإطلالة بشكل خاص- بدا مُنهكاً بوضوح، حتى إنه لم يكن قادراً على تحريك ذراعيه أو الإشارة بكفه بعيداً، وإنما بقي ثابتا في موقعه دون القدرة على التحرك الكبير، كما أنه لم يكن قادراً على رفع رأسه إلى الأعلى والتعبير بثقة عن نفسه، وكانت ملامح وجهه منكسرة، ونلاحظ مثلا أن عينيه كانتا خفيضتين، وكانت نظراته للأسفل دائما، وهذا الإنهاك -في جانب منه- بدني بسبب قلة النوم، وقد ذكر أنه لا ينام إلا ساعات قليلة.
ويرى خبير لغة الجسد أن نتنياهو “منهك معنوياً” كذلك ويشعر بحرج بالغ، وبدا ذلك من عينيه اللتين كانتا شاردتين بشكل واضح أثناء حديثه، ولم تكونا موجهتين للجالسين أمامه، وكان ينظر بعينين زائغتين إلى أطراف القاعة، هربا من النظر المباشر للحضور.
كما كانت ملامح الأسى ظاهرة على وجه نتنياهو في النصف الأسفل من الوجه، وهو الجزء الذي يمكن التحكم به عادة، حتى بدا عاجزا عن رسم أي صورة تفاؤل على صفحة وجهه.
إضافة إلى ذلك، فقد كانت رأس نتنياهو في حالة إمالة إلى المنصة التي يقف أمامها، ويبدو كما لو كان يقرأ من ورقة أمامه، رغم أن حديثه كان مرتجلاً، الأمر الذي يُعبّر عن انكسار لدرجة عدم القدرة على رفع رأسه ومخاطبة الحضور بشكل مباشر، وقد كانت جبهته هي المواجهة للحضور وليس وجهه، فقد كان “مطأطأ الرأس”.
ويضيف: ربما لم يُشاهد نتنياهو على هذا النحو من قبل، فرأسه المنخفضة ومواجهة الجمهور بجبينه، تشير إلى أنه “في حالة هزيمة واعتذار وحرج وانكسار”، ورغم أنه لم يقصد ذلك بطبيعة الحال، فإن لغة جسمه عبّرت بجلاء عن حالته الوجدانية الداخلية.
وكان واضحاً -أيضاً، بحسب الإعلامي والخبير في لغة الجسم حسام شاكر، عدم حديث نتنياهو في هذا المؤتمر الصحفي عن “شجاعة القادة والجنود في الميدان” كما اعتاد أن يفعل في كثير من الأحيان، فقد انصب حديثه عن الضحايا بلغة “عزائية جنائزية”.
وتجلّت هذه الروح -كذلك- في ارتداء قادة الاحتلال ملابس سوداء منذ بداية الحرب، بما ينسجم مع “الضربة العسكرية الكبيرة التي تلقتها إسرائيل في هجوم طوفان الأقصى، ولاحقا مع المعطيات الميدانية التي تأتي عن تساقط أعداد كبيرة من جنود الاحتلال في شوارع غزة”.
وإذا كان الأصل أن يحرص القادة -خاصة في وقت الحروب- على إظهار القوة والجاهزية والإقدام، فقد غاب كل ذلك عن نتنياهو وغالانت وغانتس، وعكست وجوههم حالة من الانفعال والغضب المكتوم.
ومن الملاحظ -كذلك- أن نتنياهو اضطر إلى شرب الماء أكثر من مرة في هذا المؤتمر الصحفي، وهو أمر يشير إلى كم المرارة التي يشعر بها رئيس الوزراء الإسرائيلي. ومما زاد الضغوط على نتنياهو في ذلك المؤتمر الصحفي، سؤال الصحفيين له: أين ابنك يائير من حرب غزة؟
ويرى حسام شاكر أن نتنياهو قدّم رواية تبدو مثيرة للتهكم عندما قال، إن ابنه في مهمة لجمع التبرعات للجيش الإسرائيلي، وهي نقطة أخرى تشكل حرجاً بالغاً له؛ ففي الوقت الذي يتحدث عن المعركة واستعداد الإسرائيليين للموت في الميدان، يحاول أن يسوغ وجود ابنه خارج البلاد، مضيفاً طابعاً بطولياً له بأنه يجمع أموالا للجيش، رغم تأكده من أن الجميع يعلمون حقيقة الأمر.
مساحة إعلانية