اقتصاد
50
مليار شخص دون كهرباء.. الكعبي: جهودنا مستمرة لتوفير المزيد من الغاز لمساعدة البشرية
سعادة الوزير الكعبي خلال مشاركته بمنتدى الطاقة العالمي
الدوحة – موقع الشرق
قال سعادة المهندس سعد بن شريده الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، إنه ليس بإمكان العالم أن يحل مشاكله البيئية وأسباب تغيّر المناخ بدون أن يكون واقعيا حول طريقة الحل.
جاء ذلك خلال مشاركته في جلسة حوارية افتتاحية في منتدى الطاقة العالمي الذي انعقد في أبو ظبي، حيث سلط الوزير الكعبي الضوء على بعض التحديات التي تواجه أسواق الطاقة واستقرار أسعارها، والتي تشمل التوترات والاضطرابات الجيوسياسية، وقلة الاستثمار في مصادر جديدة للطاقة، وتمويل الاستثمارات التي ستساعد في تحقيق الطموحات البيئية.
وأضاف أن الخطط والوعود غير القابلة للتحقيق لن تساعدنا بتحقيق أي نجاح. وأكد سعادته أنه، حتى هذه اللحظة، لم تتمكن الطموحات العالمية لصافي انبعاثات صفرية بوضع خطة فعلية تتجاوز توقعات تحديد تاريخ معين لتنفيذها.
وحث سعادته على ضرورة تحقيق العدالة فيما يتعلق بالاستثمارات في النفط والغاز، قائلا إنه ليس من العدل أن يطالب البعض في الغرب الدول الأفريقية بعدم الاستثمار في النفط والغاز وأن تكون على مسار أخضر فقط في الوقت الذي هو مهم لاقتصاداتها الوطنية، وللنمو والازدهار، وكذلك للحلول والمنتجات اليومية القائمة على النفط التي يحتاجونها والتي لا تستطيع الطاقة المتجددة إنتاجها أو تصنيعها.
كما أكد سعادته على ضرورة اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة ضد حرق الفحم، وقال: “يتم توليد 30٪ من الكهرباء في العالم عن طريق حرق الفحم، والذي يتم استخدامه اليوم بأرقام قياسية من قبل نفس البلدان التي كانت تدعو لوقف حرق الفحم. وبالرغم من ذلك، فنحن نسمع أصوات تهاجم صناعة النفط والغاز ولكن ليس الفحم الذي هو أكبر ملوث على هذا الكوكب.”
وفي معرض حديثه عن مستقبل النفط والغاز وتأثير تقلب الأسواق، قال سعادة الوزير الكعبي: “العرض والطلب هما عاملان أساسيان في تحديد الأسعار. وقد شهدنا في العام الماضي ارتفاعات في أسعار الطاقة بدأت قبل الأزمة الأوكرانية بوقت طويل. وكان من الواضح أن هذا يعود إلى نقص في العرض تسببت به نقص الاستثمارات التي تراجعت نتيجة للاندفاع نحو التحوّل الأخضر بدون خطة واقعية لانتقال فعّال إلى طاقة منخفضة الكربون. أما بالنسبة لعام 2023، فقد بدأ بتراجع ملحوظ في الأسعار مدعوما بشتاء دافئ في أوروبا. لكن التحدي قد يظهر عندما يحين الوقت لإعادة التزويد وتجديد سعاتهم التخزينية. أضف إلى ذلك أنه لن تكون هناك أي كميات غاز جديدة في الأسواق لمدة 2-4 سنوات قادمة، مما قد يتسبب بتقلبات مستقبلية.”
وقدّم سعادة وزير الدولة لشؤون الطاقة، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لقطر للطاقة، لمحة عامة عن جهود دولة قطر للمساعدة على تلبية الطلب العالمي قائلاً: “نحن ننتج اليوم 77 مليون طن سنويا من الغاز الطبيعي المسال سنضيف إليها 65 مليونا أخرى من مشاريع جديدة لإنتاج الغاز. وستستمر جهودنا في توفير المزيد من كميات الغاز لمساعدة البشرية في تلبية احتياجاتها من الطاقة، خاصة عندما نعلم أن هناك مليار شخص محرومون اليوم من الكهرباء الأساسية التي نتمتع بها جميعا.”
واختتم سعادة الوزير الكعبي تصريحاته بدعوة الحكومات والمشرّعين إلى تشجيع المزيد من الاستثمار في الغاز الطبيعي بهدف تشجيع وتعزيز تطوير مصادر الإمدادات المستقبلية.
يذكر أن معهد مجلس الأطلسي ينظم منتدى الطاقة العالمي سنويا لفتح المجال أمام كبار صنّاع القرار في مجالات الطاقة والسياسة الخارجية في العالم لوضع أجندة الطاقة العالمية للعام المقبل ولدراسة التداعيات الجيو-سياسية والجيو-اقتصادية على المدى الطويل لنظام طاقة متغير.
مساحة إعلانية