Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

‫ ممثلو الجالية الإسلامية ورؤساء جمعيات خيرية في فرنسا: رمضان فرصة للتعريف بالقيم السمحة لديننا الحنيف


عربي ودولي

34

ممثلو الجالية الإسلامية ورؤساء جمعيات خيرية في فرنسا: رمضان فرصة للتعريف بالقيم السمحة لديننا الحنيف

13 أبريل 2023 , 07:20م

باريس.. برج إيفل

باريس – قنا

أكد عدد من ممثلي الجالية الإسلامية ورؤساء جمعيات ومنظمات خيرية في فرنسا، أن شهر رمضان يمثل فرصة مهمة لتكثيف الأنشطة والأعمال الخيرية وتقديم المساعدات الاجتماعية للجالية، والتعريف بالقيم الإنسانية العظيمة للدين الإسلامي.


وأوضحوا في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن الشهر الفضيل يشهد إقبالا منقطع النظير من شباب الجالية المسلمة في فرنسا، على المساجد والتطوع في فعل الخير والتدين والالتزام والتعمق في دين الرحمة والتشبع بقيمه السمحة، منوهين بظاهرة لافتة ومميزة تتمثل في تزايد أعداد الفرنسيين والأوروبيين الذين يعلنون ويشهرون إسلامهم في رمضان متأثرين بأفواج المؤمنين في صلاة التراويح والتهجد.


فمن جانبه، قال كمال قبطان عميد مسجد ليون الكبير الذي يشرف ويضم في صفوفه أكثر من 50 جمعية ومسجدا:” نقوم ككل سنة بتقديم المساعدات الاجتماعية لجاليتنا المسلمة وللطلبة ولكل المحتاجين والفقراء في ليون. وتنقسم المساعدات بين موائد رمضان التي نقدم فيها 600 وجبة يوميا و18 ألف وجبة في كامل الشهر، وبين “قفة رمضان” التي نوزعها على العائلات التي لا تستطيع الحضور إلى هذه الموائد”.


وأشار إلى أن هذا النشاط الاجتماعي الذي يتكثف في الشهر الفضيل، ترفده الأنشطة الدينية التوعوية التثقيفية عبر الدروس والمحاضرات والخطب اليومية التي تسبق صلاة المغرب والتراويح وخطبة الجمعة، لافتا إلى أن هذه الدروس الفقهية الدينية تشجع على التكافل والتضامن والتسامح وتحاول التعريف بالقيم الإنسانية الكبيرة للدين الاسلامي الحنيف.


كما أشاد قبطان بالإقبال الكبير على صلاة التراويح من شباب الجالية المسلمة، حيث يتوافد على المسجد كل ليلة أكثر من 4 آلاف مصل، ويرتفع العدد في نهاية الأسبوع وخاصة في العشر الآواخر من الشهر الفضيل إلى 5 آلاف مصل، منوها بأن هذا الإقبال تجاوز عدد المصلين قبل وصول الجائحة في السنوات الماضية، وهو ما اعتبره دليلا قويا على حب هذا الشباب للدين الإسلامي وسعيه إلى التدين والالتزام والتعمق في قيمه والتشبع بأصوله.


ونوه عميد مسجد ليون (جنوب شرق)، التي تعد ثاني أكبر مدينة في فرنسا بعد باريس ويقدر عدد الجالية المسلمة فيها بـ300 ألف، بأن المؤسسة الدينية التي يشرف عليها تقوم بدورات تكوينية شهرية للأئمة والدعاة، ويتخرج في كل دورة من 40 إلى 50 إماما.


وأضاف أن المسجد، الذي يشرف عليه منذ 30 عاما، ينظم كل يوم أحد منذ 20 عاما، بالشراكة والتعاون مع المعهد الفرنسي للحضارة الإسلامية، ملتقى دينيا مهما تقدم فيه محاضرات ودروس قيمة لعلماء ومفكرين أجلاء، ويتطرق كل مرة لموضوع معين، حيث يشجع هذا الملتقى على الحوار بين الأديان والحضارات والثقافات، لافتا إلى أن الغرض من ذلك هو اكتشاف المبادئ القيمة للدين الإسلامي والتشجيع على الحوار الديني الثقافي بين كل أفراد المجتمع.


وقال إن من واجب المسلمين في فرنسا أن يعرّفوا بدينهم وبقيمه الإنسانية الكبرى ومبادئه لبقية أفراد المجتمع الفرنسي ولبقية الديانات الأخرى، خاصة مع هذا الفهم الخاطئ للدين الإسلامي في فرنسا.


بدوره، أوضح عبدالفتاح رحاوي ممثل الجالية الإسلامية بمدينة تولوز ورئيس مدرسة إسلامية قرآنية وإمام مسجد، أن مساجد وجمعيات مدينة تولوز تخصص الكثير من الأنشطة الخيرية وتقدم المساعدات الاجتماعية إلى الجالية الإسلامية من خلال توفير وجبات الإفطار إلى العائلات المحتاجة، لافتا إلى أن مساجد المدينة تتميز بانفتاحها على كل فئات المجتمع من المشردين والمحتاجين والمهاجرين الأفارقة، وهي تخصص لهم أكثر من 300 وجبة إفطار يومياً.


وأضاف: “نقدم دروسا في الفقه القرآني وفي تعلم اللغة العربية، وأحاول من جهتي بصفة خاصة في شهر رمضان أن أجتهد أكثر في تخصيص دروس معمقة في اللغة العربية والسيرة النبوية. كما نقوم بمسابقات في حفظ القرآن وفي السيرة النبوية للفتيان والمراهقين”، منوها بأن “ما يشرح الصدر” أن هذه المسابقات شهدت إقبالا منقطع النظير في السنوات الأخيرة كما في هذا العام، ويتم الاحتفاء بها بطريقة مميزة عبر بثها مباشرة على الإنترنت في عدة منصات فرنسية معروفة من قبل الجالية، فضلا عن كونها تجد ترحيبا كبيرا من الأولياء والعائلات الإسلامية.


وأكد رحاوي أنه من خلال تجربته الطويلة في التدريس والإشراف على تعلم القرآن والسيرة النبوية الشريفة واللغة العربية في مدينة تولوز، يتابع بـ”انبهار كبير” إقبال وتعلق أطفال وشباب الأجيال الجديدة للجالية الإسلامية بدينهم ومحاولة فهمه وتعلمه والتعمق فيه رغم أن أغلبهم تعوقه اللغة العربية في بعض الأحيان، منوها بأن هناك إقبالا على تعلم الدين الإسلامي والتفقه فيه في فرنسا وأوروبا.


وشدد على أن هذا الحب الكبير للدين وللسيرة والعقيدة وتعلم القرآن من أبناء وأحفاد المهاجرين من المسلمين، يجب أن يقابله اجتهاد أكثر من الأئمة والأساتذة والعلماء من أجل الاقتراب أكثر من هؤلاء الشباب والتحدث باللغة التي يفهمونها بسهولة وهي الفرنسية، لكي يشرحوا لهم هذا الدين ويحببوهم فيه أكثر، مضيفا في نفس السياق أنه “علينا وعلى ممثلي الجالية الإسلامية في فرنسا أن يجتهدوا ويقوموا بجهد جبار لإيصال أصول هذا الدين لهذه الأجيال الشغوفة والمتشوقة لاكتشاف دين الرحمة والتعمق فيه. ولا بد من استعمال الإنترنت وكل الوسائط التكنولوجية الموجودة من أجل إيصال هذه الرسالة النبيلة”.


وأرجع ممثل الجالية المسلمة في تولوز (جنوب غرب)، في ختام حديثه لـ/قنا/ أسباب التضييقات الكبيرة على الجالية المسلمة في فرنسا في السنوات الأخيرة، إلى هذا التفوق والنجاح الكبير الذي ما فتئ تحققه الأجيال الجديدة من أبناء المهاجرين، لافتا إلى أن تطور مسلمي فرنسا وتعلمهم جعلهم يحتلون مراتب علمية مميزة ومناصب مؤثرة، وهذا ما يخشاه البعض خاصة اليمين المتطرف وأتباعهم من الحاقدين على المسلمين.

 

من جهته، أشار صالح فرهود رئيس جمعية المركز الثقافي المصري الفرنسي وإمام مسجد الروضة بضاحية ستان، أن المسجد في رمضان يشهد إقبالا كبيرا للمصلين ابتداء من صلاة المغرب وصلاة التراويح وحتى صلاة القيام، خاصة مع استقدام اثنين من علماء الأزهر الشريف كإمامين لصلاة التراويح والقيام.


ولفت إلى أن المسجد على قلة إمكانياته يقوم يوميا بإعداد 250 وجبة لتقديمها للمحتاجين وعابري السبيل والطلاب في المنطقة.


وتابع “استطعنا تجميع مبلغ مليوني يورو لاستكمال شراء قطعة الأرض التي سنوسع بها المسجد، وبقي مبلغ مليون يورو حتى تصبح الأرض وقفا عاما للمسلمين بفرنسا”، منوها بأن الشهر الفضيل يشهد توافد المتبرعين بكثرة لأنه يشهد ذروة الأنشطة الدينية والخيرية والاجتماعية، متمنيا أن يستطيع القائمون على المسجد إتمام إجراءات الشراء قبل نهاية شهر رمضان، لأن المكان الحالي الذي يقيمون فيه الصلاة يضيق بكثرة المصلين خاصة مع تزايد أعدادهم في شهر رمضان وفي الأعياد والمناسبات الدينية.


من جانبه، أوضح رشيد الحلو رئيس منظمة الإغاثة الإسلامية الفرنسية العالمية، أن أنشطة المنظمة الخيرية بدأت قبل رمضان بتوزيع الطرود الرمضانية على نزلاء السجون من المسلمين وغير المسلمين “إيمانا منا بأن الإسلام دين عالمي جاء للناس كافة. وقد وزعنا حوالي 12 ألف طرد على السجناء فيها مختلف المواد الغذائية الضرورية”، لافتا أيضا إلى أن المنظمة قامت مع بداية رمضان بتوزيع الإعانات على المشردين، مشددا على أن هذا النشاط تقوم به المنظمة على كامل أيام السنة ولكنه يتكثف أكثر ويصبح بصفة شبه يومية في الشهر الفضيل.


وتابع: “النشاط الثالث الرئيسي لمنظمتنا هو موائد رمضان، حيث نقوم بتوزيع 1100 وجبة يومية ونتوقع أن يرتفع العدد إلى 2000 وجبة في العشر الأواخر، وقد أقمنا خيمة كبيرة تتسع لـ700 شخص تقريبا في نفس الوقت في /بورت دو باري/، ويستفيد من هذه الموائد المسلمون وغير المسلمين”.


ونوه بأن منظمة الإغاثة الإسلامية قامت في العام الماضي بتوزيع 28 ألف وجبة فطور رمضاني، حتى أصبحت مائدة رمضان واحدة من أكبر برامج المساعدات اليومية والتضامن في منطقة /إيل دو فرانس/، باريس وضواحيها، مع وجود 50 متطوعا يوميا في الخيمة الرمضانية.


وأكد الحلو في حديثه لـ /قنا/ أن ميزانية المساعدات الاجتماعية في فرنسا تبلغ حوالي 800 ألف يورو، في حين تبلغ الميزانية الخاصة بشهر رمضان في أكثر من 20 دولة تتدخل فيها منظمة الإغاثة الإسلامية، حوالي 3 ملايين يورو، مؤكدا أن تدخل المنظمة في بقية الدول تمثل في توزيع قفة أو طرد رمضاني يكفي لمدة شهر، معتبرا أن هذا يمثل أضخم طرد يوزع لأنه يكفي عائلة كاملة لمدة شهر، مضيفا “ونحن نلمس الأصداء الطيبة لهذه الطرود خاصة مع ارتفاع التضخم وتزايد نسبة الفقر في العالم وتأثيرات كورونا والأزمة الأوكرانية. وقد بدأ هذا النشاط من أول رمضان وما زال متواصلا إلى اليوم”.


ولفت رئيس المنظمة التي تبلغ ميزانيتها 70 مليون يورو، أن هذه الطرود تشمل كل بلدان الشرق الأوسط مثل سوريا والعراق واليمن، مع تركيز خاص على فلسطين، حيث تملك المنظمة مكتبين، واحدا في رام الله والثاني في غزة، لافتا إلى أن غزة تستفيد أكثر من غيرها من المناطق من المساعدات لأنها محاصرة، وعدد بلدان أخرى تشملها الإعانات على غرار السنغال ومالي والنيجر والصومال ومدغشقر وبوركينا فاسو وكينيا.


وختم الحلو حديثه بالتأكيد على أن المنظمة تقوم هذا العام بمجهودات مضاعفة من أجل تأمين المساعدات الضرورية للمناطق المنكوبة في تركيا وسوريا جراء الزلزال، منوها بالتجاوب الإيجابي للناس مع الإعانات والعمل الاجتماعي الكبير الذي تقوم به المنظمة على مدى العام على غرار تأهيل مساكن النازحين السوريين مثلا.


وقال إن تقديم منظمة الإغاثة الإسلامية للمساعدات الاجتماعية سواء في رمضان أو غير رمضان، يخدم الإسلام ويقدم صورة إيجابية عن هذا الدين وقيمه الإنسانية الأصيلة التي يتبناها ويشجع عليها كالرحمة والتضامن والتكافل وفعل الخير.


من ناحيته، أوضح محمد هنيش رئيس اتحاد المساجد والجمعيات الإسلامية في إقليم سان دوني بباريس، أن الشهر الفضيل يمثل ذروة النشاط الاجتماعي والإنساني والديني والعلمي على كل العام، لذلك تسعى المؤسسة التي يشرف عليها إلى الاقتراب أكثر ما يمكن من الجالية المسلمة لمساعدتها وتوعيتها وتحفيزها على تبني القيم الإنسانية الكبرى للدين الإسلامي والتعريف بها لدى بقية أفراد المجتمع الفرنسي.


وأشار إلى أن الاتحاد الذي يشرف عليه ويضم أكثر من 100 مسجد في إقليم سان دوني، يقدم الكثير من الأنشطة الدينية والمحاضرات التوعوية والخطب والدروس الفقهية والتثقيفية وفق خطة مدروسة تشمل أوقات الصلوات الخمس وصلاة التراويح والتهجد في الأيام العشر الآواخر. ويبلغ عدد سكان إقليم سان دوني المعروف بـ(93)، حسب الإحصاءات الرسمية عام 2015 حوالي 1.4 مليون ساكن، من ضمنهم 800 ألف مسلم، وهو ما اعتبره هنيش تحديا وفرصة في نفس الوقت خاصة في شهر رمضان لتكثيف الأعمال الخيرية الاجتماعية لهذه المنطقة والضاحية التي تعاني التهميش ويعاني متساكنوها الفقر وضعف المداخيل والموارد.


ونوه بأن الاتحاد يقدم الكثير من المساعدات الاجتماعية في رمضان من ضمنها قفة رمضان التي يتمتع بها أكثر من 100 عائلة، وموائد الرحمن التي توزع حوالي 450 وجبة يوميا. فضلا عن المساعدات الغذائية والمادية التي توزع صباح عيد الفطر حيث تنتفع حوالي 500 عائلة من زكاة الفطر وفق قوائم دقيقة تضبط مسبقا وفق شروط معينة. 80 بالمئة من تمويل المساجد على مدار العام تأتي من تبرعات شهر رمضان.


وشدد رئيس اتحاد المساجد والجمعيات الإسلامية في سان دوني، على ظاهرة دينية جميلة تشهدها المساجد الباريسية في شهر رمضان، تتمثل في ارتفاع عدد معتنقي الإسلام من الأوروبيين.


وأضاف: “يحضر إلى المساجد في رمضان كل أسبوع وفي العشر الآواخر كل يوم تقريبا، مواطنون فرنسيون وأوروبيون لكي يعلنوا إسلامهم ودخولهم في دين الرحمة، متأثرين بالأفواج العظيمة التي تشهدها صلاة التراويح، وكذلك بالأجواء الرمضانية الروحانية الدينية الجميلة التي تعيشها باريس وفرنسا”.


جدير بالذكر أن عدد المسلمين في فرنسا بلغ نحو 5 ملايين، حسب آخر أرقام رسمية صدرت عام 2018، ولكن ممثلي الجالية الإسلامية في فرنسا قالوا لـ/قنا/ إن الرقم الصحيح اليوم يتجاوز 6 ملايين ونصف المليون مسلم، خاصة إذا أضفنا لهم المسلمين الذين هم من دون أوراق إقامة. بينما تشير الأرقام إلى وجود نحو 2500 مسجد في كامل أنحاء فرنسا منها حوالي 400 مسجد في منطقة أيل دو فرونس /باريس وضواحيها/، ونحو 350 مسجدا في أقاليم ما وراء البحار الفرنسية، وفق نفس المصادر السابقة.


 

مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى