تحول في خطاب الساسة البريطانيين تجاه جرائم إسرائيل

عربي ودولي
110
❖ لندن – هويدا باز
فيما يبدو أنه تحول تدريجي، باتجاه إظهار لغة متشددة تجاه السياسات الإسرائيلية تتكرر كل يوم التصريحات التي تخالف الهوى الإسرائيلي على الساحة السياسية البريطانية، وهو ما ينبئ بأن كلا من بريطانيا والولايات المتحدة وقوى أوروبية أخرى باتت في نفس التوجه من حيث رفض مواصلة الساسة الإسرائيليين لعنجهيتهم وإصرارهم على المضي قدما في توجه أحادي.
وكان زعيم المعارضة البريطانية رئيس حزب العمال « كير ستارمر « هو آخر من أدلى بدلوه في هذا الاتجاه إذ أعرب في لغة قوية عن أنه «يؤيد بشدة» حل الدولتين فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وفي معرض رده على سؤال لدى زيارته للكتيبة البريطانية العاملة ضمن قوات الناتو في إستونيا قال ستارمر» دعوني أكون واضحًا للغاية فيما يتعلق بما قالته السفيرة الإسرائيلية نحن نؤيد بقوة حلّ الدولتين، وهذا أمر يجب أن يكون الشركاء الدوليون واضحين للغاية بشأنه، وهو ليس هدية لإسرائيل»، وأضاف « أن حل الدولتين هو المطلب في الشرق الأوسط منذ زمن ليس فقط من قبل المملكة المتحدة ولكن أيضا من قبل الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وكلهم يعتقدون أنه يجب أن تكون هناك دولة فلسطينية مستقلة.
وكان «ستارمر» يرد على ما ورد في تصريحات للسفيرة الإسرائيلية لدى لندن «تسيبي حوطفلي» خلال مقابلة لها مع قناة «سكاي» البريطانية الأسبوع الماضي استبعدت فيها تماما حل الدولتين وإمكانية إقامة دولة فلسطينية.
تيار متزايد
وتمثل تصريحات زعيم حزب العمال البريطاني والرجل الذي تشير توقعات كثيرة إلى أنه قد يكون رئيس الوزراء القادم جانبا واحد من تصريحات متتالية من قبل ساسة بريطانيين من اتجاهات مختلفة، تظهر حالة من التململ تجاه الموقف الإسرائيلي في ظل رأي عام واسع معارض للعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة والانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل منذ ما يقارب الثلاثة أشهر حتى الآن، وكان وزير الخارجية البريطاني اللورد «ديفيد كاميرون» قد كرر نفس الخطاب خلال زيارة أخيرة لمصر، إذ قال إن حكومة المملكة المتحدة أوضحت «بشكل واضح للغاية» لبنيامين نتانياهو ووزرائه أنه يجب عليهم ألا يفعلوا أي شيء من شأنه تعريض احتمالات حلّ الدولتين للخطر، وقال «كاميرون» في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري «سامح شكري» «لقد كنا واضحين للغاية مع إسرائيل، لا يمكن أن يكون هناك احتلال دائم لغزة، ولا تهجير للناس من غزة، ولا تقليص لحجم قطاع غزة».
من جانبها قالت رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني « أليسا كيرنز «إن إسرائيل تجاوزت حدود الدفاع عن النفس في حربها في غزة وأضافت «كيرنز في حوار لها مع البي بي سي أن إسرائيل فقدت العنصر الأخلاقي في حربها مع حماس قائلة إنها تعتقد بأن إسرائيل انتهكت القانون الدولي وأنها تخاطر بعملياتها بزيادة التأييد لحماس في أوساط الفلسطينيين مضيفة « لا يمكن للقنابل أن تمحو أيديولوجية».
لندن تخشى العزلة
ويأتي هذا التحرك المتدرج لإظهار الضجر تجاه إسرائيل من قبل الساسة البريطانيين في ظل تقارير تتحدث عن أن هناك مخاوف لدى كل من لندن وواشنطن بالتعرض لعزلة دولية بفعل موقفيهما الذي دعم العدوان الإسرائيلي على غزة منذ بدايته، وكذلك الضغوط المتواصلة من قبل الهيئات القانونية في المملكة المتحدة، والتي ترى أن بريطانيا تورط نفسها في جرائم ترتكبها إسرائيل وقد تعرض ساستها للمحاكمة لاحقا، وكانت بريطانيا قد انضمت إلى الموقف الأمريكي في كل من مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة في جلستين سابقتين استهدفتا استصدار قرار بوقف كامل لإطلاق النار وقد اختارت واشنطن التصويت ضد مشروع القرار في حين تمثل الموقف البريطاني في الامتناع عن التصويت على كليهما.
مساحة إعلانية