منتدى الخليج الدولي: قطر عززت أمن الطاقة في أوروبا

محليات
0
تقرير منتدى الخليج الدولي عن القمة الخليجية ودول آسيا الوسطى
عواطف بن علي
أكد تقرير لمنتدى الخليج الدولي أن القمة الأولى لدول مجلس التعاون الخليجي وآسيا الوسطى كانت خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية والسياسية بين المناطق ذات الأهمية الجيوسياسية. مبرزا أن المنافسة الجيوسياسية بين القوى الأوروبية سلطت الضوء على الأهمية الاقتصادية والسياسية لمنطقة الخليج. برز ذلك مع الأزمة الأوكرانية حيث اتجهت الولايات المتحدة إلى قطر لتلبية متطلبات الطاقة في أوروبا في حالة حدوث نقص. في وقت مبكر من مارس 2022، أبرمت ألمانيا اتفاقية غاز مع قطر، مما ساعد على إنهاء الاعتماد على واردات الغاز الروسي وساهمت قطر في أمن الطاقة العالمي.
كما بين التقرير أن الاجتماع الثامن عشر لقادة مجلس التعاون الخليجي والقمة الافتتاحية لدول الخليج وآسيا الوسطى كلل بالتأكيد على الحاجة إلى علاقات استراتيجية وسياسية أقوى بين آسيا الوسطى ودول مجلس التعاون الخليجي،وفتح مجالات للحوار والشراكات عبر التعاون الاقتصادي والاستثمار والثقافة والتجارة. تم اعتبار الحدث مهمًا في السياق الجيوسياسي الأوسع،مما يدل على تحول الديناميكيات العالمية.
الشراكة في الطاقة
قال التقرير: أكدت المناورات الجيوسياسية الأهمية السياسية لآسيا الوسطى وتقدم هذه الدول أيضًا مزايا لدول مجلس التعاون الخليجي.
قال سانات كوشومباييف،نائب مدير معهد كازاخستان للدراسات الاستراتيجية “في السابق،كان مركز الثقل في المقام الأول في الاتحاد الأوروبي وأمريكا الشمالية، ولكن الآن آسيا إلى جانب الشرق الأوسط وجنوب آسيا وآسيا الوسطى، القوقاز وتركيا،يحملان إمكانات هائلة..لقد حدثت تحولات كبيرة”.
وتابع : نظرًا لأهمية دول الخليج في مجال الطاقة والقوة الاقتصادية ذات الصلة، فإن دول الخليج لها دور مركزي في تطوير مصادر الطاقة المتجددة في آسيا الوسطى. بلغت قيمة صادرات دول مجلس التعاون الخليجي إلى آسيا الوسطى 2.06 مليار دولار في عام 2021، وبلغ إجمالي التبادل بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول آسيا الوسطى 3.1 مليار دولار. ومع ذلك، من خلال البرامج الإستراتيجية المستهدفة، يمكن للاستثمارات أن تتوسع بشكل أكبر، مما يعزز الازدهار الاقتصادي لبلدان آسيا الوسطى التي توفر بيئة أعمال آمنة وجذابة.
هناك المزيد من الإمكانات داخل إطار التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي وآسيا الوسطى.. خاصة و أن مخاوف أمنية غير تقليدية برزت على المشهد الدولي مثل نقص في الإمداد الغذائي العالمي وأمن الطاقة وأصبحت هذه المخاوف ملحة بسبب إنهاء روسيا مؤخرًا لصفقة الحبوب،وهو وضع له تداعيات خطيرة يستدعي تطوير استراتيجيات جديدة.
آفاق واسعة
أوضح التقرير،أنه على الرغم من المشاركات النشطة الأخيرة، لا تزال هناك قيود عديدة بحاجة إلى المعالجة،على سبيل المثال، يقترح لوك كوفي، الباحث في معهد هدسون، أن مجلس التعاون الخليجي يجب أن يعين مبعوثًا خاصًا لآسيا الوسطى فمثل هذه الخطوة يمكن أن توفر منصة أفضل للأنشطة التعاونية الإقليمية. يمكن النظر في مفهوم مشترك لتطوير العلاقات بين المنطقتين، مع تحديد أهداف قصيرة الأجل ومتوسطة وطويلة الأجل بوضوح.كما يجب على دول الخليج أيضًا إعطاء الأولوية للترابط بين المنطقتين.
تتزايد أهمية ربط مناطق آسيا المختلفة. على سبيل المثال، كان أحد الموضوعات الرئيسية في قمة قازان الأخيرة تطوير ممر النقل الدولي بين الشمال والجنوب (مومباي، موسكو، طهران، باكو، بندر عباس، أستراخان، بندر نازالي ). وإشارة الفرص لدول مجلس التعاون الخليجي. على أن تشارك في طرق التجارة البديلة.
وشدد التقرير على أن قمة دول مجلس التعاون الخليجي وآسيا الوسطى تتمتع بأهمية كبيرة من نواحٍ مختلفة. والجدير بالذكر أن القمة تمثل نقطة تحول في اقتصاديات المنطقتين والجغرافيا السياسية. كلتا المنطقتين مهمتان من الناحية الإستراتيجية نظرًا لموقعهما ومواردهما، والتي تبدو مفيدة للطرفين. لذلك يجب اتخاذ المزيد من الخطوات العملية لتطوير هذه العلاقات مما يمكن المنطقتين من الاستفادة بشكل فعال من جميع الفرص التي أوجدها هذا التحول،مع الأخذ في الاعتبار المشهد الجغرافي والسياسي والاقتصادي المتغير وسط المنافسة بين القوى العظمى.
مساحة إعلانية