أخبار العالم

من هو الضابط الأردني الذي قتل في احتجاجات المحروقات؟


ليلة ساخنة عاشتها بعض المناطق في الأردن، احتجاجاً على ارتفاع أسعار المحروقات، لتعود للهدوء بعد إعلان مديرية الأمن العام الأردنية مقتل العقيد عبدالرزاق عبدالحافظ الدلابيح برصاصة مخربين في منطقة الحسينية بمحافظة معان جنوبي الأردن.

• من هو العقيد الدلابيح؟

ولد العقيد عبد الرزاق الدلابيح في الخامس عشر من شهر مايو عام 1987 ، وشغل قبل وفاته منصب نائب شرطة محافظة معان ويحمل رتبة عقيد في الأمن العام، ويقم مع عائلته في محافظة جرش ، ودرس المراحل الثانوية في مدرسة زيد بن حارث عام 1996 ، فيما بدأ في دراسة القانون في جامعة مؤته عام 2000، والتحق في دراسة ماجستير في القانون الدولي العام من الفترة 24 يوليو 2013 وحتى يونيو 2015.


وحصل العقيد الدلابيح على شهادة دكتوراه في القانون العام، المنصيب الأخير له كان نائباً لمدير شرطة محافظة معان، شغل مناصب عديدة وعمل في أماكن مختلفة بمديرية الأمن العام الأردني وله العديد من الكتب والرسائل العمية من أبرزها كتاب “جريمة اختطاف الطائرات في القانون الدولي”، و كتاب “المنظور الاستراتيجي للمحكمة الجنائية الدولية”.

كما يمتلك حصيلة علمية من الأبحاث المنشورة في المجلات المحكمة مثل “واقع التعلم عن بُعد في تدريس العلوم واللغة الإنجليزية في ظل جائحة كورونا” وبحث “أثر مواقع التواصل الاجتماعي في انتشار الجريمة”.

عمل العقيد عبد الرزاق الدلابيح في بعثة الأمم المتحدة بدارفور من 26 فبراير عام 2016 وحتى 27 فبراير 2017، كما شغل منصب نائب عميد وأستاذ مساعد لدى أكاديمية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للحماية المدنية.

والعقيد الدلابيح متزوج منذ 7 يونيو عام 2003 ولديه أربعة أبناء ثلاث فتيات وأبن واحد وهو محمد.

• نعي صديق المهنة

وحرص الناطق الإعلامي للأمن العام الأردني العقيد عامر السرطاوي على نعي زميله نائب مدير شرطة معان العقيد الدلابيح، الذي تزاملا معا في الجامعة وبعدها، واصفا إياه بالشاب الملتزم دينيا والمميز عملا، والذي توفي إثر تعرضه للاصابة بعيار ناري في منطقة الرأس.

وكتب العقيد السرطاوي عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي:”الشهيد عبدالرزاق الدلابيح في ذمة الله … لا نزكي على الله احدا … لقد كنت مثالا للاخلاق … للشاب الملتزم دينيا والمميز عملا، عبدالرزاق (ابو محمد) ابن دورتي تزاملنا في الجامعه وبعدها”.

وتابع العقيد السرطاوي يقول: “عبد الرزاق لم يتم اختياره معنا لكنه التحق بنا بعد ايام حين رفض احد الطلاب الاستمرار في التدريب العسكري، فجرى استدعاءه على الفور للالتحاق بالجامعة، كأن طريقة الشهادة والبطولة كان يطلبه… وفي اول يوم له شاهدنا ذلك الشاب الآتي من قرية الكفير وكله ثقة وأدب، ومن اول لحظة برز لما يملكه من لياقة بدنية والتزام حافظ عليها حتى اليوم، يوم استشهاده، الى رحمة الله ابو محمد ستبقى مثالا للانضباط والاخلاق”.

• المنشور الأخير

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي منشور نشره العقيد الراحل الدلابيح بعد إعلان خبر مقتله.

وكان آخر ما نشره الشهيد الدلابيح، أبيات من الشعر من قصيدة ابي البقاء الرندي من مراثي الأندلس نظمها بعد سقوط آخر أراضي المسلمين في الأندلس:

لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا مَا تَمَّ نُقْصَانُ فَلَا يُغَرَّ بِطِيبِ العَيْشِ إنْسَانُ
هِيَ الأمُورُ كَمَا شَاهَدْتُهَا دُوَلٌ مَنْ سَرَّهُ زَمَنٌ سَاءتْهُ أزْمَانُ
وهذهِ الدارُ لا تُبْقي على أحدٍ ولا يدومُ على حالٍ لها شانُ
يُمَزق الدهرُ حتمًا كلَّ سابغةٍ إذا نَبَتْ مَشرَفِيات وخَرصانُ
ويَنتَضي كلَّ سيفٍ للفناءِ ولو كانَ ابنَ ذي يَزَنٍ والغِمدَ غِمدانُ
أينَ المُلوكُ ذوو التيجانِ من يَمنٍ وأينَ مِنْهُمْ أكَالِيلٌ وتِيجانُ
وأينَ ما شَادَهُ شَدَّادُ في إرمٍ وأين ما سَاسَه في الفرس ساسانُ
وأينَ ما حازَهُ قَارُونُ من ذَهَبٍ وأين عادٌ وشدادٌ وقحطانُ
أتى على الكلِّ أمرٌ لا مَرَدَّ له حتى قضوا فكأنَّ القومَ ما كانوا

وأكدت مديرية الأمن العام الأردني على أنها مستمرة في عملها لحفظ امن الوطن وحماية مواطنيه وسنضرب بيد من حديد على كل من يحاول الاعتداء على الارواح والممتلكات العامة ويهدد أمن الوطن والمواطن

وشددت مديرية الأمن العام على أنها إذ تكفل حماية حرية الرأي والتعبير السلمي عنه، فإنها ستتعامل وفق احكام القانون وباستخدام القوة المناسبة مع كل من يقوم بأعمال الشغب والتخريب، أينما كانوا ولن تسمح للمجرمين والمخربين باستغلال هذا الظرف للمساس بحياة المواطنين وترويعهم .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى