مواطنون لـ الشرق: المجالس تحافظ على الهوية وترمز للأصالة وكرم الضيافة

محليات
176
محمد العقيدي
تعد المجالس القطرية ملتقيات يجتمع فيها المثقف والمفكر، والأدباء والشعراء والإعلاميون للتناقش حول قضايا وأمور مختلفة منها العلمية والثقافية والأدبية، إذ يحرص أهل قطر على الالتقاء في مجالسهم وزيارة بعضهم البعض بشكل يومي لتبادل أطراف الحديث وتناول القهوة “والفوالة” مع بعضهم البعض، حيث يبدأ التجمع في المجالس كما هو المعتاد عقب صلاة العصر ويستمر حتى بعد صلاة العشاء، كما أن بعض تلك المجالس تحدد يوما في الأسبوع لالتقاء الأقارب والأصدقاء فيه وتناول وجبة العشاء بشكل جماعي، لنجد منهم من يحدد من بين أيام الأسبوع يوما لتلك المناسبات المستمرة منذ عدة سنوات ومنها متوارثة من الآباء ولا يزال الأبناء مستمرين عليها حتى اليوم.
“الشرق” زارت مجلس الحمادي والتقت عددا من رواده الدائمين الذين اعتادوا على اللقاء والتجمع فيه والمشاركة في المناسبات التي اتجه أهل قطر إلى أن يقيموها في مجالسهم التي لا تخلو من البصمة التراثية ودلال القهوة المعلقة هنا وهناك والتي ترمز إلى الأصالة وكرم الضيافة، حيث إن أهل قطر عرفوا بكرمهم وإكرامهم للضيف وينعكس ذلك على مجالسهم التي يحرصون على بنائها بمساحات كبيرة لاستقبال ضيوفهم من مختلف الدول، إذ لاقت مجالس أهل قطر إشادات واسعة خليجيا وعربيا وعالميا من حيث تصاميمها واللمسات التراثية المضافة عليها، وكذلك توجه بعض أصحاب تلك المجالس لتحويلها إلى متاحف خاصة حيث إنها بنيت بتصاميم تراثية تمزج بين عراقة الماضي أصالة الحاضر، وتحتوي على قطع نادرة وأنتيكات وتحف متنوعة.
أحمد الحمادي: ترسيخ دورها في خدمة المجتمع
قال الإعلامي أحمد الحمادي: اعتدنا في مجالسنا استقبال الكبير والصغير من الأهل والأصدقاء والضيوف الذين يزورون دولتنا الحبيبة قطر من مختلف الدول، لافتا إلى أن أهل قطر عرفوا بكرم الضيافة الذي تعكسه عاداتهم وتقاليدهم ومجالسهم التي حرصوا على بنائها بمساحات واسعة ترمز لذلك، ويلتقي فيها الكبير والصغير والمسؤولون للتحدث ومناقشة بعض الأمور والقضايا المجتمعية وإيجاد الحلول المناسبة لها.
وأضاف الحمادي: أتمنى من الشباب والوجهاء في المجتمع على سبيل التنافس الشريف بضرورة إعادة هيكلة مجالسهم وتفعيل دورها الحيوي وعدم استغلالها فقط فيما لا ينفع مثل السهر واللهو في بعض الأمور التي لا حاجة لها، متمنيا أن تكون لدينا مجالس حوارية استشارية يدعى لها كافة النخب الثقافية العريقة في المجتمع لننهل منهم ما علموه وما عملوا به لننفذه، لافتا إلى أن للدول والممالك عبر العصور مجالس تشريعية وبلدية، والعالم به مجالس دولية لاتخاذ القرارات لعموم المصالح والأفكار.
وأوضح: نحن لا ننكر كرم أهل قطر من خلال إنشائهم لمجالس خارجية في منازلهم وتخصيصها للضيوف وإقامة الولائم فيها في شهر رمضان المبارك أو في الأعياد وحتى في مراسم العزاء أو في حفلات عقد القران ما قبل الزواج، ولكن يجب ترسيخ دورها في خدمة المجتمع، وينبغي على الآباء تعزيز الوعي بأهمية استقطاب أصدقاء الأبناء إلى المجالس خلال عطلة نهاية الأسبوع وجلب الدعاة ومحفظ القرآن الكريم لهم ووضع كافة الأمور الترفيهية للأبناء وأصدقائهم مع مراقبتهم باستمرار.
إبراهيم المطوع: مجالس أهل قطر مدارس
يرى إبراهيم علي المطوع، أنه منذ قديم الأزل عرف عن أهل قطر تجمعهم والتقاؤهم في المجالس باستمرار، للحديث والسمر، ومناقشة مختلف الأمور، لافتا إلى أن المجالس مدارس فيها تعلمنا ويتعلم الأبناء، إذ إننا نجد الآباء يصطحبون أبناءهم معهم خلال مرورهم على المجالس وزيارتها للتعلم منها العادات والتقاليد. وأضاف: يتميز أهل قطر بحفاظهم على هويتهم الوطنية وعاداتهم وتقاليدهم ونجد ذلك جليا على لباسهم الذي يرتدونه في كل مكان وهو الزي القطري المعروف الذي يتفاخر به أهل قطر أينما حلوا وتواجدوا.
سالم العبيدلي: دليل على تماسك المجتمع
قال سالم علي العبيدلي: كانت مجالس الآباء في السابق ملتقيات يجتمع فيها أبناء المنطقة ويتزاورون فيما بينهم، وورث هذه العادة أبناؤهم الذين ما زالوا مستمرين على تلك العادات حتى اليوم، حيث إنهم يقيمون مختلف المناسبات في مجالسهم.
وأضاف العبيدلي: إن عددا كبيرا من أهل قطر خصصوا أياما من كل أسبوع لتكون ملتقى يجتمع الأهل والأصدقاء في مجلس واحد لتناول العشاء الجماعي، والجلوس مع بعضهم البعض وتبادل أطراف الحديث والتسامر فيما بينهم ما يدل على ترابط أهل قطر فيما بينهم.
وأكد على أن المجالس تعتبر المكان الوحيد الذي ينقل للأبناء العادات والتقاليد ومنها يتعلمون آداب المجالس والحديث وحفاوة استقبال الضيوف والترحيب بهم، علاوة على العديد من الأمور الأخرى والأساسيات التي تدخل ضمن هويتنا ولا تعلم أو تنتقل إلا عن طريق مجالسنا، لذا من المهم أن يصطحب الآباء أبناءهم معهم إلى المجالس في كل زياراتهم لها.
جاسم اليافعي: للمجالس دور مهم في تربية الأبناء
أكد جاسم اليافعي أن للمجالس دورا مهما في تربية وتنشئة الأبناء، وفيها تتعلم الأجيال القادمة الحفاظ على هويتهم الوطنية واعتزازهم بها، خاصة أن بلادنا تولي هذا الأمر اهتماما كبيرا، حيث أطلقت مجموعة من المراكز التي تهتم بجانب الهوية والعادات والتقاليد وزرعه في نفوس النشء، مؤكدا أن الأجيال القادمة سوف تحصد نتائج وثمار هذا الاهتمام مستقبلا، موضحا أن العديد من الشعوب العربية والأخرى فقدوا هويتهم بسبب أنهم لم يتمسكوا بها وفرطوا بالكثير من جوانبها حتى فقدت الأجيال فيها هويتها وهوية بلدانها ومجتمعاتها التي كانت يوما ما محل اهتمام ولكن التفريط بها جعلها تندثر، وهو ليس موجودا لدينا وبين مجتمعنا لأننا شعب مهتم بهويته الوطنية ويعتز بها ويحافظ على عاداته وتقاليده في أي مكان وزمان.
عبد الله الملا: التزاور بالمجالس عادة متوارثة
قال عبد الله يعقوب الملا: يلتقي أهل قطر باستمرار في مجالسهم ويحرصون على التزاور فيما بينهم من عقب صلاة العصر وحتى صلاة العشاء، ويقضون أوقاتا مع بعضهم للتحدث ومناقشة العديد من الأمور، حيث نجد أن بعض المجالس القطرية ومنها مجلس الحمادي يزوره الإعلاميون والفنانون والأدباء والشعراء للقاء مع بعضهم مشكلين جلسة نقاشية لا تخلو من الأحاديث الشيقة والجميلة التي تكاد لا توجد في الأماكن الأخرى، موضحا أن الالتقاء بالمجالس عادة متوارثة لدى أهل قطر.
وأضاف أن الأجيال الماضية تواجدت في المجالس ورافقت الآباء والأجداد وتعلمت منهم الكثير، لذا من الواجب أن يرافق الأبناء آباءهم اليوم إلى المجالس للتعلم منهم، كما ينبغي على الآباء الحرص على اصطحاب الأبناء وعدم إهمال هذا الجانب المهم، حيث إن تواجد الأبناء في المجالس يجعلهم يتعلمون الكثير من الأمور المهمة والتي تدخل ضمن عاداتنا وتقاليدنا ويكتسبها الأبناء مع مرور الوقت.
مساحة إعلانية