‫ مصطفى البرغوثي لـ الشرق: ما يجري في فلسطين انتفاضة حقيقية

رام الله – محمـد الرنتيسي

اعتبر الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، ما يجري على امتداد الأراضي الفلسطينية، أنه انتفاضة حقيقية، مبيناً أن الأحداث المتسارعة تؤشر بوضوح على أن الانتفاضة الثالثة بدأت بالفعل، وإن بصور وأشكال مختلفة عما جرى في الانتفاضتين الأولى والثانية.

وقال البرغوثي في حديث لـ”الشرق” خلال تفقده للدمار الهائل الذي خلفه العدوان على مدينة ومخيم جنين: إن المظاهر السائدة في الشارع الفلسطيني اليوم، حيث الشوارع المغلقة بالحجارة، وظهور الشبان الملثمين، ودخان الإطارات المشتعلة، ينذر بأن انتفاضة شعبية جديدة نشبت، وهذا من وجهة نظره، رد طبيعي على اعتداءات جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين المستمرة في كل المدن والقرى والبلدات الفلسطينية.

وأضاف القيادي الفلسطيني: “وأنا في الطريق إلى جنين، مررت بعدة قرى وبلدات فلسطينية، وكلها كانت قد انخرطت في مواجهات مع جيش الاحتلال، وهذا أعاد إلى أذهاننا (انتفاضة الحجارة) وما جرى من التزام حديدي بمظاهر الإضراب والمسيرات، يؤكد التفاف الشعب الفلسطيني حول خيار المقاومة، لا سيما وقد أغلقت إسرائيل كل المسارات السياسية”.

وبين البرغوثي أن الشعب الفلسطيني يستنسخ اليوم انتفاضته المباركة الأولى، وما تبعها من هبّات شعبية، في سياق الرد على جرائم الاحتلال، معتبراً ما يجري في مدن وقرى الضفة الغربية، أنه جمر تحت الرماد، وسرعان ما سيشتعل، ويتطاير شراره ليعم كافة الأراضي الفلسطينية.

ولفت إلى أن الصدامات بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال بدأت تتصاعد، وتتدحرج ككرة الثلج، والأيام المقبلة ستكون حافلة بمزيد من الحراك الجماهيري، وسيكون الغليان الشعبي سيد الموقف، وصولاً للانتفاضة الحقيقية.

وأوضح البرغوثي أن الحرب العدوانية التي شنها جيش الاحتلال على مدينة ومخيم جنين، فشلت بكل المقاييس، رغم أن هذا الجيش المنفلت من عقاله، استخدم خلالها كل أنواع الأسلحة بما فيها سلاح الجو، لكنه اصطدم بجيل فلسطيني متوهج ومستعد للمواجهة، مهما بغلت التضحيات.

واستطرد: جيش الاحتلال بدا مرتبكاً ومرعوباً من قوة المقاومة وتنظيمها، رغم أنها لا تملك إلا القليل من السلاح اليدوي، لكنها امتلكت الإرادة والإسناد الجماهيري، متسائلاً: “أليس من المعيب أن تستخدم دولة الاحتلال الطيران والدبابات لاقتحام مخيم”؟. مؤكداً أن هذا السلوك أظهر هشاشة جيش الاحتلال واهتزاز ثقته في نفسه، وأثبت عدم قدرته على تصفية مجموعات المقاومة، وليس أدل على ذلك من أنه خرج من جنين يجر أذيال الهزيمة، ودون تحقيق أي من أهدافه.

وأشار البرغوثي إلى أن قوات الاحتلال اجتاحت جنين مستخدمة قوة عسكرية هائلة، بهدف القضاء على خلايا المقاومة، ظناً منها أن المقاومة تتمركز بشكل أساسي في هذه المنطقة، لكنها وجدت نفسها أمام هجمات متتالية في الخليل ورام الله ونابلس وطولكرم وقلقيلية، ما يثبت أنها لم تعد آمنة أو مطمئنة على وجودها على أي شبر من أرضنا، وأنه لا سبيل أمامها سوى الرحيل عن الأرض الفلسطينية.

وشدد القيادي الفلسطيني على أن جنين ومخيمها باتا يشكلان قلعة فلسطينية للمقاومة، وبات من الصعب كسرها أو إضعاف عزيمتها، مهما تغطرس الاحتلال وتعاظمت عنجهيته.