ميليسا ماكنزي لـ الشرق: عملية جنين فشلت في تحقيق أهدافها لكسر إرادة الفلسطينيين

عربي ودولي
62
واشنطن – زينب إبراهيم
أكدت ميليسا ماكنزي، مسؤولة الإعلام والاتصال ونائب رئيس جمعية «أصوات خلاقة من أجل اللاعنف» الحقوقية الأمريكية: إن الاعتداءات المؤسفة التي وقعت في مدينة جنين ومخيمها، خلقت شكلا من أنماط الحياة الصعبة للغاية جراء العملية العسكرية التي قامت بها القوات الإسرائيلية وخلفت عشرات القتلى والمصابين والجرحى، وأيضاً البنية التحتية التي تأثرت بصورة بالغة لاسيما في أزمة المياه والكهرباء والتي جعلت الحياة التي كانت صعبة بالأساس في مخيم اللجوء، أصعب احتمالاً.
سيناريوهات خطيرة
تقول ميليسا ماكنزي الخبيرة الحقوقية الأمريكية في تصريحاتها لـ الشرق: إن سيناريوهات المشهد الخطيرة ترجح أن جبهة القتال ربما ستنتقل عبر المقاومة إلى غزة لتكون هي في الواجهة تخفيفاً لخط المواجهة مع المقاومة في جنين، خصوصا وأن إعلان القوات الإسرائيلية الخروج من مخيم جنين بعد عملية دامية على مدار يومين، لن يضع حداً للعنف لأن القوات الإسرائيلية لا يمكن الاعتماد على كلمتها. فالبيانات الإسرائيلية لا تصمد حتى ساعة واحدة كما شاهدنا في البيان الأولي الذي أعقبه عملية قصف جوي وهي تكتيكات قتالية حربية من أجل جر المقاومة لموجة مواجهات جديدة، وتضيف: “لا يمكننا أن نتجاهل بضمير يقظ أن تلك الخطوات السياسية والتكتيكات العسكرية المدروسة من القوات الإسرائيلية في نهجها بالضفة هي مقصودة تماماً وبنية عمدية مسبقة، وغاية هذه الهجمات، على جنين، كهدف إستراتيجي عبر تكتيكات منظمة ومدروسة من أجل خلق عنف منظم وفوضى مدبرة، يعقبها توسع في عمليات الاستيطان بصورة ممنهجة، ولتكون الصورة واضحة فإن المقاومة الفلسطينية القوية قوضت كثيرا من المساعي الإسرائيلية، والأمر في العقيدة الوطنية الفلسطينية راسخ حتى وإن اضطروا لترك بيوتهم قسراً وتهجيراً متعمداً. وقالت إن العقلية الدموية التي تتم ممارستها على حساب وأرواح الفلسطينيين لن تؤدي إلا إلى إطالة أمد الأزمة الإنسانية المأساوية والمتفاقمة، والأراضي التي تم احتلالها من قبل إسرائيل وبسط السيادة بصورة مدعومة دولياً على مقدسات ومناطق تاريخية، كل تلك السياسات هي التي تقوض الأزمة من تجاهل تام لحقوق الفلسطينيين ومطالبهم المشروعة، بجانب أن خلق بيئة من الحصار والاعتداء على المدنيين وتدمير البنية التحتية ثم تبرير ذلك بمحاربة الإرهاب، لهو أمر مخجل جراء الصمت على ما يتعرض له الفلسطينيون من مكائد مكشوفة وعمليات متعمدة، ومرة أخرى فإن النهج المتطرف الخاص بتقويض حتى الأمل الفلسطيني في دولة مستقلة حسب تصريحات نتنياهو، وبناء آلاف المستوطنات حسب تصريحات إيتمار بن غفير، لا يمكنه في أي سياق أو حال من الأحوال أن يقضي على ملايين الفلسطينيين في الضفة وغزة والأراضي الفلسطينية.
*نهج متطرف
وتابعت ميليسا ماكنزي تصريحاتها قائلة: إنه رغم مواقف الأمم المتحدة في رفض القرارات لشرعنة المستوطنات وقرارات محكمة العدل باعتبار كثير من تلك المستوطنات غير قانونية للظروف القسرية التي تمت خلالها، فإن إسرائيل في أزمتها الداخلية لا يبدو أنها ستحيد عن هذا النهج المتطرف، ولا يمكن ائتمان قوات الجيش الإسرائيلية على التصريحات بشأن هدنة أو انسحاب، حتى لو تدخلت أطراف دولية وإقليمية، دون أن يعقب ذلك مواقف أكثر حزماً من أجل حقوق الفلسطينيين المهدرة، فنحن لا نرى على أرض الواقع سوى العنف والدماء والمداهمات العنيفة التي وصلت حتى لمخيمات اللجوء ذاتها، وبات الفلسطينيون بين جحيم الحصار ونيران الاقتحامات في عمليات هي الأعنف بالضفة منذ أكثر من عشرين عاماً، ولكن المساعي الإسرائيلية الواهمة بقدرتها على محو الإرادة الفلسطينية أو التوجهات المتطرفة بإبادة الفلسطينيين بالكامل لن تنجح.
مساحة إعلانية