فورين أفيرز: القوى الإقليمية يجب أن تدعم السلام الدائم في فلسطين
عربي ودولي
14
❖ عواطف بن علي
أكد تقرير لمجلة “فورين أفيرز” الأمريكية أن قطر ومصر والأردن، إلى جانب المملكة العربية السعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة، وهي القوى الإقليمية التي كانت تنسق منذ بدء الحرب تحتاج بشكل عاجل إلى تكثيف جهودها وتحديد طريقة جماعية للمضي قدما من أجل إيجاد أرضية مشتركة للوضع في غزة، خاصة وأنه كلما طال أمد الحرب كلما زاد خطر حدوث انقسامات أوسع في جميع أنحاء الشرق الأوسط. وبين التقرير أنه بعد أشهر من الحرب يتعين على حكومات المنطقة أن تجتمع لبناء آليات دائمة لمنع نشوب الصراعات، وتحقيق السلام في نهاية المطاف.
وقال التقرير: «الأمر الأكثر إلحاحاً هو أن القوى الإقليمية يجب أن تدعم عملية سياسية ذات معنى بين إسرائيل والفلسطينيين. ولكن ينبغي لهم أيضاً أن يتخذوا خطوات حاسمة لمنع مثل هذه الكارثة من الحدوث مرة أخرى. وعلى وجه الخصوص، ينبغي لهم أن يسعوا إلى إنشاء ترتيبات أمنية إقليمية جديدة وأقوى يمكنها توفير الاستقرار بقيادة الولايات المتحدة أو بدونها. لقد مضى وقت طويل منذ أن أصبح لدى الشرق الأوسط منتدى دائم للأمن الإقليمي يعمل على إنشاء مكان دائم للحوار بين قواه. إن استخلاص الفرص من المأساة في غزة سيتطلب عملاً شاقاً والتزاماً على أعلى المستويات السياسية. ولكن بقدر ما قد تبدو هذه الرؤية بعيدة المنال اليوم، فإن الإمكانية قائمة لدى زعماء الشرق الأوسط لإيقاف دوامة العنف وتحريك المنطقة في اتجاه أكثر إيجابية.»
وأوضح التقرير أنه في الأسابيع الأولى من عام 2024،عندما بدأت الحرب الكارثية في قطاع غزة في تأجيج المنطقة الأوسع، بدا استقرار الشرق الأوسط مرة أخرى في قلب أجندة السياسة الخارجية الأمريكية. في الأيام الأولى من7 أكتوبر، نقلت إدارة بايدن مجموعتين هجوميتين من حاملات الطائرات وغواصة تعمل بالطاقة النووية إلى الشرق الأوسط، في حين بدأ تدفق مستمر من كبار المسؤولين الأمريكيين، بما في ذلك الرئيس جو بايدن، في القيام برحلات رفيعة المستوى إلى المنطقة. وبعد ذلك، عندما أصبح احتواء الصراع أكثر صعوبة، ذهبت الولايات المتحدة إلى أبعد من ذلك. وتابع التقرير: يوم 7 أكتوبر سلط الضوء على مركزية القضية الفلسطينية وأجبر الولايات المتحدة على المشاركة العسكرية المباشرة بشكل أكبر. ومع ذلك، فمن اللافت للنظر أن الحرب في غزة لم تؤد إلى تحولات كبيرة في التوجه السياسي الأساسي لواشنطن.
ويبدو من غير المرجح أن ينهي المسؤولون الأمريكيون جهودهم لفصل الولايات المتحدة عن صراعات الشرق الأوسط. وإذا حدث أي شيء، فإن ديناميكيات الحرب المتزايدة التعقيد قد تؤدي إلى تراجع مشاركة الولايات المتحدة في المنطقة.وأبرز التقرير أن الإدارة الأمريكية كانت أكثر صراحة في الترويج لأفكار السلام والدعم الإقليمي لإعادة بناء غزة. لكن القوى الإقليمية، وخاصة دول الخليج العربية أوضحت أنها لن تؤيد مثل هذه الخطط دون اتخاذ خطوات لا رجعة فيها نحو إقامة الدولة الفلسطينية. وبعد أن بدأ المسؤولون الأمريكيون يتحدثون علنًا أكثر عن الحاجة إلى حل الدولتين كجزء من اتفاق تطبيع أكبر رفض نتنياهو رفضًا قاطعًا هذا الاحتمال وأصر على أن إسرائيل يجب أن تظل تسيطر أمنيًا كاملاً على المناطق الفلسطينية.
وقال التقرير إنه في الوقت نفسه، تكافح الولايات المتحدة لاحتواء الضغط العسكري في العراق وسوريا واليمن. ومنذ بداية الحرب، واجهت القوات الأمريكية في العراق وسوريا أكثر من 150 هجومًا. وعلى الرغم من سلسلة الضربات الانتقامية التي شنتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، لم تتمكن واشنطن من وضع حد لهجمات الحوثيين المستمرة بالصواريخ والطائرات بدون طيار في البحر الأحمر. وبالفعل، تمكن الحوثيون من إحداث اضطرابات كبيرة في التجارة الدولية، مما أجبر شركات الشحن الكبرى على تجنب قناة السويس. ومن الجدير بالذكر أن محاولات الولايات المتحدة لتجميع قوة بحرية متعددة الجنسيات لمواجهة التهديد لم تتمكن من جذب الشركاء الإقليميين التي لا تزال حذرة من سياسات الإدارة الأمريكية في غزة.
واختتم التقرير:»خلال الأشهر الأولى من الحرب، كان أحد الإنجازات القليلة الواضحة لإدارة بايدن هو وقف القتال لمدة أسبوع واحد في أواخر نوفمبر الأمر الذي أدى إلى إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة إسرائيلية وأجنبية وتقديم مساعدات إنسانية متواضعة إلى غزة. ولكن حتى في هذه الحالة، كانت الوساطة القطرية والمصرية حاسمة.»
مساحة إعلانية