نظام الـ4 أيام عمل في الأسبوع.. هل يرفع إنتاجية العمل أم يضعفها؟

محليات
156
نظام الـ4 أيام عمل في الأسبوع.. هل يرفع إنتاجية العمل أم يضعفها؟
الدوحة – موقع الشرق
من أحد أكثر الموضوعات التي تتباين حولها الآراء، نظام الـ 4 أيام عمل أسبوعياً، فهناك من رآه مدعاةً للكسل أو إضعافاً للإنتاجية وهناك من يقول أنّ في ذلك رفع لمعدل الإنتاجية وتوفير تكاليف التشغيل وغيرها من الجوانب الإيجابية، قد يكون من الصعب أن نضع رأياً حاسماً، إلا أنه من الممكن استعراض عدد من تجارب الدول والشركات في تطبيق نظام العمل الأربع أيام، والتجربة – قد تكون – خير برهان!
** تجارب واقعية
قامت شركة “مايكروسوفت” في فروعها في اليابان بتجربة 4 أيام عمل في الأسبوع، وأعلنت الشركة أن معدل إنتاجيتها زاد بمقدار 40%، إضافة إلى أن الجميع كان أكثر سعادة وراحة، في محاولة من الشركة لتطبيق برنامج جديد للموظفين يوازن بين حياة الناس وعملها.
كما أعلنت الشركة عن مزايا أخرى ترافقت مع التجربة مثل 60% تخفيض لحجم الورق المطبوع، وانخفاض بقيمة 23% من النفقات الكهربائية، بحسب تقرير نشرته الجزيرة نت.
وفي نيوزيلندا، قام “أندرو بارنز” صاحب أحد الشركات بتطبيق نظام الأربع أيام كنوع من التجربة، وقرر بارنز منح موظفيه الـ240 يوم فراغ إضافي مع استمرار حصولهم على الراتب نفسه. لاحظ بارنز أن الإنتاجية لم تتأثر، فأخذ قراره باعتماد نظام الأربع أيام بشكل نهائي، بحيث أن جميع موظفي شركته سيعملون أربعة أيام إسبوعياً.
إلا أن الإنتاجية تأثرت بالفعل لاحقاً، فبعد تمديد التجربة واعتمادها نهائياً، شهدت الشركة ارتفاعاً في الإنتاجية، وخفض مستوى إرهاق الموظفين وتحسين التوازن بين عملهم وحياتهم، بالإضافة إلى خفض تكاليف الطاقة والمواصلات.
** دراسات ونظريات
ريتشارد غودوين، كاتب بريطاني، تناول موضوع نظام العمل لأيام أقل، ونشر عنه مقالاً موسعاً في صحيفة ذا غارديان، ونقلته الجزيرة نت. يقول غودوين أن العمل 4 أيام هو الحل لكل شيء بدءاً من مشاكل الإنتاجية المنخفضة والمستمرة في بريطانيا، وصولاً إلى قطاع الرعاية الصحية، في حال تم تطبيق هذا النظام دون خفض في الاجور.
كما رأى أن تطبيق نظام كهذا سيتناسب مع ضرورات حماية الكوكب، إذ أننا وبحسب قول غودوين ” عندما نكون مرهقين، فإننا نقود سياراتنا أكثر، ومن ثم نزيد من تلوث البيئة، ونأكل مزيدا من الأطعمة المصنّعة، ونشتري مزيدًا من العناصر والأشياء التي يمكن التخلص منها، وكل هذا يؤثر على صحتنا وصحة كوكبنا”.
واستشهد غودوين بتجربة حديثة في بريطانيا، إذ خفّضت 70 شركة في بريطانيا من ساعات عملها بنحو 20% مع الحفاظ على نفس قيمة الأجور، وبالرغم مع عدم صدور نتائج التجربة النهائية بعد، إلا أنه وخلال منتصف التجربة، 95% من الشركات أشاروا إلى أنهم قد حافظوا على نفس مستوى الإنتاجية أو أنهم قد رفعوها. و88% من الشركات أفادت بأنها ستستمر على هذا النظام الجديد حتى بعد انتهاء التجربة.
وفي ذات السياق، أشارت مجلة “فوربس” الاقتصادية الأمريكية، إلى دراسة تعدّ الأولى من نوعها تم إجرائها في آيسلندا على 2500 موظف حكومي، وهو ما يشكل نسبة أكثر من 1% من العاملين في القطاع الحكومي. عينة التجربة تم تقليل ساعات عملهم من 40 ساعة إسبوعياً إلى 35 ساعة، وما أثبتته الدراسة أن تقليل ساعات العمل لم يقلل الإنتاجية، بل إنه في بعض الأحيان زاد منها.
كما أكد الموظفون على تحسن واضح في كلا حياتيهما العملية والشخصية، وأنهم شعروا بنوع من التوازن في العمل والحياة انعكس بشكل إيجابي على صحتهم ورفاهيتهم. كما أن الوقت والطاقة التي تم توفيرها من ساعات العمل السابقة، استطاعوا قضائها اليوم في ممارسة هواياتهم ولقاء الأصدقاء والبقاء لوقت أكثر من العائلة.
وفي خضم تلك التجارب والدراسات التي تظهر فائدة العمل لساعات الأقل وتأثيرها – من عدمه – على الإنتاجية بغض النظر عن أي متغيرات تتعلق بالجنس أو المكان أو الراتب، إلخ، إلا ان الحاجة للتقصي أكثر وأكثر تبقى موجودة خاصة في ظل وجود دراسات معارضة، إلى حين اعتماد النظام الأمثل.
مساحة إعلانية