أمريكا توجه المزيد من الثقل الدبلوماسي لحسم الهدنة المرتقبة

مسؤولون أمريكيون يستعرضون أجندة زيارة بلينكن..
سوليفان: الضغط على إسرائيل لتقويض الأزمة الإنسانية ميلر: منع اتساع الصراع ومواصلة المفاوضات مع الشركاء
أكد ديف ماكايل الخبير الدبلوماسي الأمريكي بشؤون الشرق الأوسط، وعضو المجلس التحريري بصحيفة «نيوزداي نيويورك»: أن جولة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الشرق الأوسط التي يزور فيها قطر، تأتي من أجل بحث العديد من الأولويات للإدارة الأمريكية، حيث جاءت المحطة الأولى من زيارته للمملكة العربية السعودية لاستئناف مفاوضات سابقة متطورة عقدتها تطورات أحداث 7 أكتوبر من العام الماضي، وما يتعلق برؤى تحقيق السلام والاستقرار العربي- الفلسطيني، وذلك في ظل موجة غضب عربية كبرى وانتقادات مكثفة شعبية وحكومية من العالم العربي والإدانات الغربية، إثر الهجمات المتواصلة على قطاع غزة التي أودت بحياة أكثر من 27 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
وتابع ديف ماكايل في تصريحاته لـ الشرق قائلاً: إن محطة قطر المهمة في زيارة بلينكن للبناء على ما تحقق بالفعل في مباحثات باريس بشأن صيغة اتفاق محتمل، وافقت إسرائيل على مضامينه، وذلك بإضافة الثقل الدبلوماسي الأمريكي المباشر بزيارة أعلى الدبلوماسيين الأمريكيين.. وستكون القضايا الإنسانية في غزة على رأس أولويات بلينكن خلال جولته الحالية في الشرق الأوسط، في ظل المطالبات العديدة بالتراجع عن قرار تعليق تمويل الأونروا من بعض الدول التي أعلنت وقف التمويل وضرورة ضخ المزيد من المساعدات الإنسانية الفارقة في المشهد المتصاعد في قطاع غزة.
واضاف: أن التصريحات الصادرة من البيت الأبيض حول مضامين الزيارة، أكدت على لسان جيك سوليفان، مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي، ان احتياجات الشعب الفلسطيني ستكون في المقدمة وفي قلب الأولويات، حيث ترى أمريكا أنه من الضروري التوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن المتبقين الذين احتجزتهم حماس، ومنهم أمريكيون، خلال هدنة إنسانية، حسبما أكد سوليفان بأن هذا يصب في مصلحة الأمن القومي للولايات المتحدة، وستضغط أمريكا من أجل ذلك دون كلل، باعتبارها أولوية قصوى بالنسبة لواشنطن، معتبراً أن الكرة في ملعب حماس، مشيرا إلى أن الإسرائيليين قدموا اقتراحاً تفاوضياً، في إشارة إلى جولة المباحثات الأخيرة بين الجانبين بوساطة قطرية ومصرية، معتبراً أن زيارة أنتوني بلينكن ستتضمن الضغط على إسرائيل للسماح بإدخال المزيد من الغذاء والماء والدواء إلى غزة التي تحولت إلى أنقاض بسبب القصف الإسرائيلي المكثف، ذلك في ظل تصاعد تحذيرات الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة من خطر المجاعة في غزة مع النقص الحاد في الغذاء ومياه الشرب بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة المحاصر.
زيارة خامسة
وأكد ماثيو ميلر، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكي، ان زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى المنطقة، التي تعد الزيارة الخامسة التي يعقدها أنتوني بلينكن، تأتي وسط مساعٍ دبلوماسية مكثفة للتوصل إلى هدنة مطولة بين حماس وإسرائيل، وتهدف الزيارة إلى مواصلة العمل لمنع اتساع رقعة الصراع، ومواصلة المناقشات مع الشركاء حول كيفية إنشاء منطقة أكثر سلمية وتكاملا تتضمن أمنا دائما للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.. وتأتي الزيارة في توقيت تظهر فيه إدارة بايدن تدريجيا المزيد من الإحباط تجاه إسرائيل، مع فرض عقوبات قبل أيام على مستوطنين متطرفين، على الرغم من عدم دعم واشنطن الدعوات الدولية لإسرائيل لوقف إطلاق النار على قطاع غزة المحاصر.