هل تحوّل المقاومة الفلسطينية جنين إلى غزة ثانية؟

عربي ودولي
26
تحصينات فلسطينية في جنين تحسباً لاقتحامها
رام الله – محمـد الرنتيسي
عبوة ناسفة، أعطبت ناقلة جند إسرائيلية مدرعة في مخيم جنين، وأصابت سبعة جنود إسرائيليين كانوا يتحصنون بداخلها، وإسقاط عدة طائرات إسرائيلية مسيّرة، وأخيراً إطلاق صاروخ (قسام 1) من جنين على مستوطنة “شاكيد” الجاثمة على أراضيها، لتبدأ الأسئلة في الشارع الإسرائيلي، على نحو: هل أصبح المستوطنون في الضفة الغربية أمام مواجهة جديدة؟.. وأين سيهرب هؤلاء من مستوطنات الضفة؟.. وما الذي بإمكانهم فعله إزاء تصاعد إستراتيجية المشاغلة والاستنزاف مع جيش الاحتلال الذي يتولى حمايتهم؟.. وهل ستتحول جنين إلى غزة ثانية؟.
وقبل ما يربو على 22 عاماً، أُطلقت أول قذيفة صاروخية من قطاع غزة نحو مستوطنة “نتساريم” لتعلن كتائب القسام التابعة لحركة حماس في حينه، عن تدشين منظومتها الصاروخية بدءاً من (قسام 1) ويومها فوجئت دولة الاحتلال، وأخذت تكيل التهديدات ذات اليمين وذات الشمال لحركة حماس، وتوعدت باجتثاث ظاهرة الصواريخ الفلسطينية، وهددت برد قاس على كل صاروخ فلسطيني يستهدف مستوطنة إسرائيلية.
وشيئاً فشيئاً، تطورت صواريخ المقاومة في غزة، وبدأت المحادثات بالنار بين المقاومة وجيش الاحتلال، وبفعل الضغط الذي فرضته الصواريخ الفلسطينية، انسحب جيش الاحتلال، وتلا ذلك إخلاء مستوطنات في قطاع غزة، بموجب قرار 15 أغسطس 2005.
في الضفة الغربية، تبدو الأمور مختلفة تماماً، فيسكنها فلسطينيون أكثر، كما يتواجد فيها المستوطنون بشكل أكبر، فضلاً عن اختلاف المساحة، والأخطر من وجهة نظر المستوطنين، قرب المدن والقرى الفلسطينية من المستوطنات الإسرائيلية، وعليه فمن وجهة نظر خبراء ومراقبين إسرائيليين، فلن تسمح إسرائيل ببارقة منظومة صاروخية، أن تنمو في مدن الضفة الغربية.
“جنين ليست غزة” هكذا يعلق محللون إسرائيليون، وهم يعرفون أن المسافة بين جنين وبعض المدن الفلسطينية المحتلة عام 1948 لا تتجاوز بضعة كيلومترات، ما يهدد بخلق واقع من الصعب على إسرائيل أن تتعايش معه، وفق توصيفهم.
وبالعودة إلى صاروخ جنين الأول على مستوطنة إسرائيلية، فهذه العملية فتحت أسئلة كثيرة، حيال ما يخشاه الاحتلال، خصوصاً وأن المحاولة ليست جديدة، فخلال العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في مخيم جنين، زعمت قوات الاحتلال بأنها عثرت على عدة أنفاق ومختبرات لإنتاج الصواريخ، فيما يتضح بأنه تحضير لهجمات صاروخية على أهداف إسرائيلية من جنين.
ليس هذا فحسب، بل إن سلطات الاحتلال أقرت بإطلاق قذيفة صاروخية قبل ذلك من مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، ما يعزز لديها القناعة، برغبة مجموعات المقاومة في الضفة الغربية، بالحصول على قوة صاروخية، كجزء من الجهد المبذول، لتحقيق قوة رادعة للاحتلال، والقدرة على تنفيذ هجمات موجعة.
“سيصل الصاروخ من جنين إلى 200 متر، ومن ثم 500 متر، وبعد ذلك سيصيب هدفه، وسنكون أمام غزة ثانية” يقول “يوآف ليمور” المحلل العسكري بصحيفة “إسرائيل اليوم” مبيناً أن التهديد القادم من جنين قد يبدو بعيداً، لكنه سيصبح خطراً داهماً ما لم يتم اجتثاثه.
يوالي المحلل العسكري الإسرائيلي: لابد من تكثيف ملاحقة الخلايا المسلحة في مخيم جنين، وعلينا ألا نسمح بأن تكون مدن العفولة أو نتانيا أو كفار سابا أهدافاً لهجمات صاروخية فلسطينية.
مساحة إعلانية