Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

‫ وائل الدحدوح: الإعلام سلاحنا في مهمة مقدسة لنقل الحقيقة


عربي ودولي

226

18 فبراير 2024 , 07:00ص

alsharq

❖ عواطف بن علي

أكد وائل الدحدوح مدير مكتب قناة الجزيرة ومراسلها في قطاع غزة أنه اختار العمل الصحفي كسلاح متاح استخدمه لنقل الحقيقة خلال مهمة مقدسة عالية الأهمية ربما لا توازيها مهمة أخرى في هذا الظرف الحساس والخطير الذي يمر به قطاع غزة. وبين الدحدوح خلال ندوة نظمها المركز القطري للصحافة تحت عنوان «الصحفيون في غزة الموت.. في سبيل الحقيقة» أن الصحفي الفلسطيني في غزة يقدم رسالة إنسانية في ظل تحديات جسيمة واستهداف متواصل من قبل الاحتلال الإسرائيلي الذي يخشى أكثر ما يخشاه أن يحفز هذا النموذج أجيالا من الصحفيين والمواطنين. كما أوضح الدحدوح أن استهداف الصحفيين في غزة غير مسبوق ولم يسجل في أعتى وأشرس الحروب وذلك لأن الاحتلال يخشى من عيون الحقيقة التي تكشف جرائمه أمام الرأي العام العالمي.


وتطرق الدحدوح الى التحديات الجسيمة التي يعانيها الصحفي الفلسطيني في القطاع مبرزا أن الصحفي هو إنسان في نهاية الأمر لديه مجموعة من الضغوطات البشرية والإنسانية ويحتاج إلى قوى كبيرة جدا لاحتوائها والتغلب عليها للإنجاز وتقديم ما يتوقعه منه المتلقي الذي ينتظر من الصحفي الفلسطيني الكثير لنقل الحقيقة من غزة. كما ثمّن الدحدوح موقف دولة قطر الداعم لسكّان غزة، غير المقترن بوقت أو مرحلة معينة.


 وذلك خلال الندوة التي نظمها المركز وأدارها الإعلامي عبد العزيز آل اسحاق، بحضور الأستاذ سعد بن محمد الرميحي رئيس مجلس إدارة المركز، وعدد من الإعلاميين والكتاب الصحفيين وجانب كبير من الحضور.



    اختيار مصيري


شدد الدحدوح على أن مهمة الصحفي في قطاع غزة المحاصر والساخن ليست سهلة بل هي في غاية الصعوبة والتعقيد حيث لا يستطيع لا الصحفي ولا المواطن الفلسطيني أن يهدأ لحظة واحدة دون أن يكون مشغولا بمجريات وتطورات الأوضاع وان يتابع على نار أصوات الطائرات والدبابات والانفجارات، ودون أن يحصي أعداد الشهداء والجرحى التي تأتي تباعا، وتفاصيل العمليات وتطوراتها الجارية.


وقال الدحدوح خلال الندوة: «دائما أول ما يوجهنا، السؤال الحقيقي والأساسي أمام كل الصحفيين الفلسطينيين في القطاع هو أن تقرر هل تريد الانحياز إلى هذه المهمة الإنسانية والرسالة السامية وبالتالي تعطيها كلك حتى تعطيك بعضها؟ أم أن الأمر له علاقة بأشياء أخرى؟ يعني هل ستجلس في المنزل؟ هل ستواصل هذه المهمة بغض النظر عن التداعيات والتحديات والأثمان الباهظة التي يمكن أن تدفعها في الطريق، وهذا وارد في أية لحظة أم أنك ستتأثر وستتضرر نفسيا ومعنويا، وبالتالي تتراجع خطوة إلى الوراء وتنزوي، وهذا أيضا حق طبيعي لك كإنسان موجود في غزة».


وأبرز الدحدوح أن الصحفي هو إنسان في نهاية الأمر لديه أسرة وأقارب وجيران، وكل هذا بالتأكيد يشكل مجموعة من الضغوطات البشرية والإنسانية تحتاج إلى قوى كبيرة جدا لاحتواء هذه الضغوط والتغلب عليها للانطلاق في ساحة الفعل كما ينبغي وكما يتوقع المتلقي الذي ينتظر من الصحفي الفلسطيني الكثير لنقل الحقيقة من غزة.


 موضحا أنه في ظل هذه الضغوط الهائلة مهما كان اختيار الصحفي فهذا مفهوم ومتفهم لأن الروح البشرية قيمتها عالية جدا أمام أي مادة إعلامية.


كما أوضح وائل الدحدوح ان هذا الصراع يؤرق الصحفيين على مدار اللحظة، لأن الخطر كبير جدا وأكبر من طاقة احتمال البشر لذلك يتعامل البعض منهم مع الصحافة كمهنة والبعض الآخر ربما يتجاوز ذلك قليلا يتعامل معها كواجب أو وكمهمة إنسانية والبعض يتجاوز أكثر ليرتفع بالسقف ويتعامل معها كوسيلة، قد تكون وحيدة بالنسبة للصحفي الفلسطيني للدفاع عن قضايا الناس التي تعيش معاناة جسيمة، وبالتالي يرى فيها سلاحا فتاكا أو متاحا على الأقل في حوزته، يقوم من خلاله بعرض هموم الناس وتقريبها إلى المشاهدين في كافة أرجاء المعمورة، وهذه مهمة مقدسة وكبيرة وعالية الأهمية ربما لا توازيها مهمة أخرى في هذا الظرف الحساس والخطير الذي تمر به قطاع غزة.


    أثمان كبيرة


 وتابع الدحدوح: «لأن المهام الكبيرة والأهداف الكبيرة، بالتأكيد تحتاج إلى أثمان كبيرة، عليك أن تجيب على هذا السؤال وتتقدم، وربما نحن اخترنا إجابة معينة، قناعة معينة وبالتالي ترجمناها على أرض الواقع. ولذلك كانت الأثمان باهظة وموجعة ومكلفة على المستوى الإنساني وغير الإنساني، ولكن في نهاية المطاف المهمة تستحق وتحتاج، خصوصا إذا ما تعلق بالوضع الجمعي، وخصوصا أكثر عندما تدفع أنت هذا الثمن الباهظ عندما تدفع الدماء…هذا شيء ليس سهلا. وهذا الأمر يدفعك ويحرر بداخلك قوى كاملة حتى تساعدك وتدفعك للمواصلة».


 وبين الدحدوح أن الانسان في غزة بصفة عامة والصحفي بصفة خاصة يتعرض إلى ظروف قاهرة ابتداء مما حدث في قطاع غزة، يوم 7 من أكتوبر وهو حدث كبير جدا على الأقل من منظور إعلامي وغير متوقع بالنسبة لكل الإعلاميين ووسائل الإعلام، وبالتالي ما حصل من عدوان على قطاع غزة كان أيضا أكبر من توقعات وسائل الإعلام والصحفيين الفلسطينيين والأجانب.


ولفت الدحدوح أن جيش الاحتلال الإسرائيلي لا يريد اقتراب عيون الحقيقة، الذين هم الصحفيون الفلسطينيون من مجريات الأحداث لأن ما يحدث فظيع ويمثل إحراجا كبيرا بالنسبة لهم في المحافل الدولية وأمام الرأي العام العالمي، لذلك منذ أن بدأ العدوان انطلق باستهداف الصحفيين الفلسطينيين وتم قتل 130 صحفيا ومصورا وهو رقم لم يسجل حتى في أشرس الحروب على غرار الحربين العالميتين، وحرب فيتنام التي استمرت 20 عاما ولم يسقط فيها مثل هذه الأعداد من الصحفيين مما يعكس طبيعة الاعتداء والاستهداف ضد الصحفيين.


وعن تجربته في التغطية الصحفية رغم خسارته الكبيرة قال الدحدوح: «هذا قرار شخصي أكثر من أنه قرار مهني، أتحدث من واقع التجربة والمسؤولية لأنه لا يوجد مسؤول في أي مؤسسة يستطيع أن يدفع الزملاء إلى العمل في ساحات المعارك وبالتالي يمكن أن يكون قرارا من الناحية الأخلاقية مكلفا يساوي حياة في مثل هذه الحرب التي اختلفت في كل تفاصيلها عن الحروب السابقة التي غطيناها في قطاع غزة، قراري شخصي في نقل الحقيقة رغم الثمن الباهظ الذي دفعته».


أكد الدحدوح في الندوة أنَّ إسرائيل تمارس سياسة التجويع مع سكان غزة، ويتجلى هذا في اليوم الأول من طوفان الأقصى بإغلاق المعابر كافة لضمان عدم وصول الغذاء والدواء لسكان القطاع بالتوازي مع استهداف المخازن التي يتوفر فيها بعض الإمكانيات التي قد تساعد على صمود أهل غزّة، لافتاً إلى أنه رغم دخول عدد من الشاحنات إلى القطاع إلا أنها تواجه الكثير من العراقيل إلى حين وصولها لمستحقيها. وأشار الدحدوح في هذا السياق إلى أنَّ المساعدات لا تصل إلى الجزء الشمالي من القطاع لذلك معاناة السكان في تلك المناطق أكثر بكثير من معاناة أهل المنطقة الجنوبي.


مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى