Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

‫ والدة الشهداء لـ الشرق: قدمت 4 من أبنائي ونذرت الباقين فداء لفلسطين


عربي ودولي

54

09 يناير 2024 , 07:00ص

alsharq

❖ رام الله – محمـد الرنتيسي

كانت فاجعة المواطنة ابتسام درويش (55) عاماً من قرية مثلث الشهداء (ولها من اسمها نصيب) جنوب جنين، قاسية ومؤلمة باستشهاد أربعة من أبنائها في غارة واحدة، عندما قصفتهم طائرة احتلالية مسيرة، فيما بدت القرية شاحبة القسمات، وظهرت وكأنها تجللت بالسواد الفاحم، وهي تودع سبعة من شبابها الغر المخلصين والغيارى.


وكانت والدة الشهداء الأربعة، قد انتهت للتو من الوضوء استعدادا لصلاة الفجر، عندما هز دوي انفجار عنيف المنطقة، فأخذت تجأر بالدعاء إلى الله أن يحفظ شباب القرية، ومن بينهم أبناؤها الخمسة الذين غادروا المنزل قبل وقت قصير، في طريقهم إلى أماكن عملهم.


تقول: «بدأت أتابع الأخبار عبر التليغرام، وفي الأثناء هاتفني ابني علي، ويعمل في سوق خضار بلدة قباطية القريبة، وأخبرني أن طائرة إسرائيلية مسيرة استهدفت مجموعة من الشبان على مدخل قرية مثلث الشهداء، طالباً مني الاتصال على إخوانه الأربعة علاء (29) عاماً، وهزاع (27) وأحمد (24) ورامي (22) عاماً، للاطمئنان عليهم، وأخذت أتصل عليهم واحداً تلو الآخر، دون أن يجيب أحد».


وتضيف لـ : في تلك اللحظات، انتابني شعور بأن ثمة مكروها أصابهم، فأخذت أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، وأدعو الله السلامة، وأيقظت أبنائي الاثنين وكانا نائمين، وطلبت منهما الذهاب إلى مدخل القرية للاطمئنان على إخوتهما.


وتواصل الأم المكلومة: عدت لمتابعة الأخبار عبر الهاتف لتقع عيناي على خبر مفاده استشهاد عدد من الشبان إثر القصف الذي استهدف مدخل القرية، ولفت انتباهي صورة لابني البكر علاء الذي بدا مستشهداً، وهنا دققت النظر لأجد بجانبه شقيقه هزاع وكان غارقاً في دمائه، وفي خبر آخر شاهدت صوراً لأحمد ورامي، فأدركت أن أبنائي الأربعة من بين الشهداء.


في مستشفى جنين الحكومي، كانت والدة الشهداء تتنقل من غرفة إلى أخرى، ومن سرير إلى آخر، لعلها تجد واحداً منهم جريحاً وعلى قيد الحياة، لكنها أيقنت باستشهادهم الأربعة، فبكت بحرقة، لكنها سرعان ما استجمعت قواها، وقالت: «الحمد لله، إحنا مش أحسن من أهل غزة.. في غزة تستشهد عائلات بأكملها، أنا باقي عندي ثلاثة أبناء، ومستعدة أن أقدمهم فداء لفلسطين، اللي بدو وطن بدو يضحي».


ونفت والدة الشهداء رواية الاحتلال بأن أبناءها كانوا من ضمن المقاومين جملة وتفصيلاً، مبينة أن جيش الاحتلال اغتالهم بدم بارد، ودون أي مبرر، بينما كانوا يسهرون في مقهى على مدخل قرية مثلث الشهداء، اعتادوا اللقاء فيه.


كان موكب الشهداء مهيباً وعظيماً، وربما غير مسبوق في مدينة جنين، فيما والدتهم تلتقط أنفاسها المتلاحقة، وتستقبل «المهنئين» لا المعزين، وتقول: «الحمد لله، ربي رزقني بسبعة أولاد، استشهد أربعة، وباقي ثلاثة، نذرتهم فداء لأرض فلسطين».

مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى