مواجهة الفلسطيني والإماراتي خارج التوقعات

رياضة محلية
58
حسين عرقاب
لأن المواجهات العربية كثيرا ما وصفت بالخاصة وغير الخاضعة للتأويلات أو التكهنات، بغض النظر عن المستويات أو الفروقات التي قد توجد بين المنتخبات المعنية بها، وهو ما يمكن إسقاطه دون أي أدنى شك على لقاء الإمارات وفلسطين القوي اليوم على ملعب الجنوب في حدود الساعة الثامنة والنصف مساء، لحساب لقاءات الجولة الثانية عن الفوج الثالث من مرحلة مجموعات كأس أمم آسيا قطر 2023، وذلك بالنظر إلى العديد من المعطيات والأرقام، التي ستجعل من عملية إمالة كفة منتخب من الثنائي المذكور على حساب الآخر أمرا معقدا. أول ما يؤكد على أن المواجهة لن تكون سهلة على أي طرف هو النتائج التي حققها كل من الإمارات وفلسطين في مواجهة المنتخبات العربية منذ يناير 2023، وهي الإحصائيات التي تدل بشكل مباشر على أن الموعد الكروي بالنسبة لممثلي لغة الضاد الليلة، سيشكل صراعا ناريا سيصعب على عشاق المستديرة في القارة الصفراء التنبؤ بهوية المنتصر فيه إن لم نقل يستحيل، حتى ولو رجح البعض كفة الإمارات بحكم إعدادها الجيد، إلا أن فلسطين ستبقى قادرة على تفجير المفاجأة وتجاوز الأبيض، الذي لم يتجاوز الفدائي سوى في لقاء واحد من أصل أربعة جمعتهما خلال الأعوام الماضية انطلاقا من دورة الألعاب العربية قبل خمسة وعشرين عاما من الآن.
قوة الأبيض
وفي طريقنا نحو البحث عن إعطاء أفضلية لمنتخب على حساب الآخر، وهو ما عجزنا عنه بعد بحث كبير بسبب تألق المنتخبين خلال آخر مواجهتهما العربية، بداية من الإمارات التي تمكنت خلال آخر ستة لقاءات اصطدمت بإخوانها الناطقين بلغة الضاد انطلاقا من شهر يناير من العام الماضي، من تسجيل أربعة انتصارات جاءت على حساب الكويت في مناسبتين بهدف دون رد، وعلى لبنان بهدفين لهدف، كما تفوقت على البحرين بثنائية دون رد، بينما تعادلت لمرة واحدة كانت أمام قطر بهدف في كل شبكة، وخسرت من عمان بهدف دون، وهي النتائج التي تؤكد إجادة الأبيض التعامل مع المنتخبات العربية في الفترة الأخيرة، وقدرتها على الوقوف في وجهها وتحقيق الأهم بالرغم من تفاوت قواها وجودة لاعبيها.
الصلابة الدفاعية
والمثير للانتباه في عملية تفحص النتائج التي حققها المنتخب الإماراتي أمام منافسيه العرب في المرحلة الأخيرة، سيجد بكل تأكيد أن أبرز نقاط قوة المنتخب الإماراتي في هذه الصدامات، كانت الصلابة الدفاعية، وهو الذي نجح في ثلاثة لقاءات خاضها في الحفاظ على نظافة شباكه، وذلك أمام كل من الكويت في مرتين متتاليين، بالإضافة إلى لقاء البحرين الذي أنهاه منتصرا بهدفين نظيفين، في حين لم يصل خصومه إلى مرماه سوى في ثلاث مناسبات، وذلك في لقاءات قطر ولبنان وعمان، وهو الثلاثي الذي وقع في اللقاءات التي جمعته أمام الأبيض في مرة وحيدة لشباكه.
نجاعة هجومية
ومع الاستمرار في البحث عن الأسرار التي صنع الفارق لمصلحة الإمارات في مواجهاتها العربية خلال العام الأخير، ستجد بكل التأكيد أن النجاعة الهجومية شكلت هي الأخرى دعامة قوية لصلابة دفاع الأبيض من أجل الخروج بنتائج إيجابية في الصدامات التي التقى فيها بغيره الناطقين بلغة الضاد، كيف لا وهو الذي نجح في ست مواجهات لعب منذ بداية عام 2023 في تسجيل سبعة أهداف جاءت ثنائية منها في شباك الكويت في مناسبتين، كما وقع واحد في شباك قطر، وهدفان في مرمى البحرين، واثنان على لبنان، بينما لم يعجز عن التسجيل سوى في لقاء واحد لاعب فيه سلطنة عمان وسقط أمامها في إطار التحضير للمشاركة في كأس آسيا قطر 2023.
بروز فلسطيني
ولأن الأقدار هي من أرادت لنا اليوم صراعا عربيا قويا طرفاه المنتخبان الفلسطيني والإماراتي على ملعب الجنوب، فهي أيضا من كتبت لهذا الثنائي تشابها في الأرقام والنتائج المحققة أمام المنتخبات العربية، ما قلنا بأنه زاد من حدة هذه المواجهة، وصعوبة التكهن بهوية المنتصر منها، وحتى لو دخل الفدائي في هذه البطولة بنقص في التحضير، بسبب الأحداث التي تعيشها غزة في الوقت الراهن، وتمادي الاحتلال الغاشم في سفك دماء الشعبي الفلسطيني، ما قد يؤثر على تركيز اللاعبين في هذه المنافسة، التي يخوضها البعض منهم دون معرفة أخبار عوائلهم في قطاع غزة، ومنهم محمد صالح الذي لم يتمكن من الاتصال بأهله منذ أربعة أيام حسب آخر تصاريحه. وبالعودة للأرقام وما قدمه المنتخب الفلسطيني في آخر مواجهاته للمنتخبات العربية انطلاقا من شهر لعام 2023، فلا يمكن لنا سوى التأكيد على أن الفدائي كما يلقب عرف جيدا من أين تؤكل الكتف في مثل هذه اللقاءات الخاصة، وهو الذي خاض أربعة لقاءات في ذات الفترة، التقى فيها كل من البحرين، وفلسطين، بالإضافة إلى لبنان والسعودية، وهي المواجهات التي أبان فيها أصحاب القميص الأحمر عن ندية لا متناهية، فازوا من خلالها على المنتخب البحريني بهدفين لهدف، وتعادلوا مع كل لبنان والسعودية دون اهداف، ليخسروا في مباراة واحدة أمام سلطنة عمان بهدفين لهدف.
تاريخ المقابلات
ولعل أكثر ما سيزيد من تعقيد لقاء الإمارات وفلسطين، هو النتائج التي انتهت بها لقاءات المنتخبين انطلاقا من عام 1999 ضمن دورة الألعاب العربية، التي انتصر فيها المنتخب الفلسطيني بهدف دون رد، ليجتمع الثنائي مرة أخرة في 2009 وسجلا تعادلا إيجابيا عنوانه هدف في كل شبكة، حيث كان المنتخب الفلسطيني السباق لافتتاح باب التسجيل عبر إسماعيل العمور، ثم تعادل سعد الكأس للأبيض.
أما المواجهتان الأخيرتان بين الإمارات وفلسطين، في المرحلة الثانية بالتصفيات المزدوجة المؤهلة إلى كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019، وانتهت الأولى بالتعادل بدون أهداف، فيما حقق الأبيض الفوز في المواجهة الثانية بهدفين نظيفين.
وسجل منتخب الإمارات ثلاثة أهداف خلال أربع مواجهات أمام فلسطين، بينما اكتفى المنتخب الفلسطيني بتسجيل هدفين فقط.
وحملت الأهداف الثلاثة للأبيض الإماراتي توقيع سعيد الكأس وإسماعيل الحمادي وأحمد خليل، بينما سجل هدفي فلسطين إسماعيل العمور.
مساحة إعلانية