وزيرة الصحة: الدوحة مركز إقليمي للرعاية الصحية

محليات
104
أشادت بالدور القيادي لصاحبة السمو في الصحة والتعليم ..
❖ هديل صابر
شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر – رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع –، أمس، حفل افتتاح منتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية في نسخته العاشرة، والذي يُعد المنتدى الأكبر من نوعه في المنطقة، والذي عقد في مركز قطر الوطني للمؤتمرات ويستمر حتى 25 الجاري.
وقد حضر حفل افتتاح المنتدى عدد من وزراء الصحة من عدة دول، إذ شارك بالمنتدى هذا العام ما يزيد على 2500 متخصص في الرعاية الصحية من دولة قطر والمنطقة بالحضور الشخصي وعن بُعد، ويسلط منتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية الضوء هذا العام على خمسة محاور تعليمية متاحة للمشاركين، وهي: الجودة والسلامة، صحة السكان، القيادة والابتكار في مجال الرعاية الصحية، تطبيق التحسين والرعاية المرتكزة على الفرد.
تحول في مستوى الرعاية
هذا وقد أشادت سعادة الدكتورة حنان الكواري – وزيرة الصحة العامة-، بمدى التأثير الإيجابي والتحول الكبير اللذين أحدثهما منتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية على نطاق الرعاية الصحية في دولة قطر.
وقالت سعادتها في كلمتها خلال حفل افتتاح النسخة العاشرة من منتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية “نحتفل اليوم بمرور عقد من التعاون الملهم للابتكار والتطوير بين مؤسسة حمد الطبية ومعهد تطوير الرعاية الصحية ببوسطن، والذي شمل مجالات وأنظمة عديدة ونجح في الجمع بين الآلاف من قادة وكوادر الرعاية الصحية من جميع أنحاء العالم بهدف تحسين الجودة والسلامة لمرضانا والعاملين في مجال الرعاية الصحية لدينا، ونحتفل اليوم بالتزامنا بالتميّز ورحلتنا الرائعة التي ساهمت في تعزيز مكانة دولة قطر كمعيار عالمي للتميز والابتكار، والأهم من ذلك هو أننا نعيد اليوم تأكيد طموحنا الدائم لتقديم أفضل رعاية ممكنة في كل وقت لكل مريض من مرضانا”.
وقالت سعادتها: “إننا نتصور اليوم معاً عالماً مستقبلياً حيث توضع جودة الرعاية وسلامة المرضى في المقام الأول دائماً، وحيث يتحقق التوازن فيما يتعلق بالهدف الثلاثي المتمثل في رعاية أفضل وصحة أفضل وتكلفة أفضل، مما يؤدي إلى مجتمعات أكثر صحة وقوى عاملة في مجال الرعاية الصحية أكثر سعادة”.
دور قيادي لصاحبة السمو
وأشارت سعادة وزيرة الصحة العامة إلى الشراكة التي تأسست مع معهد تطوير الرعاية الصحية في عام 2013، وهي نتاج لتطلعات رؤية قطر الوطنية 2030 وإستراتيجية التنمية الوطنية الأولى (2011 – 2016) التي وضعها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، والمبادئ التوجيهية لاستراتيجية قطر الوطنية الأولى للصحة (2011 – 2016) التي وضعتها وأطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، بصفتها رئيس اللجنة التنفيذية للمجلس الأعلى للصحة ونائب رئيس اللجنة العليا للصحة في ذلك الوقت”، معربة بالنيابة عن القطاع الصحي بأكمله عن عميق الامتنان والتقدير لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر على رؤيتها ودورها القيادي في تشكيل مجالات الصحة والتعليم والبحث العلمي بدولة قطر.
توسع هائل
وبينت سعادة الدكتورة حنان الكواري أن خلال السنوات العشر لمنتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية، شهد نظام الرعاية الصحية في قطر تطوراً كبيراً، وقالت: “عادةً ما تشهد معظم البلدان نمواً بمعدلات ثابتة، إلا أننا شهدنا توسعاً هائلاً في القطاع الصحي ليتناسب مع احتياجات سكاننا وطموحات بلادنا وخططها. لقد تضاعفت تقريباً أعداد الأسرّة في القطاعين العام والخاص لدينا، كما شهدنا إضافة سدرة للطب في عام 2016 ومستشفى المدينة الطبية العسكرية في عام 2024، وافتتحت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية 13 مركزاً جديداً للصحة والمعافاة ساهمت بشكل كبير في تحسين توفير الرعاية الأولية لمجتمعنا”.
وأضافت سعادتها أنه في عام 2023، كان لدولة قطر 5 مستشفيات مصنفة ضمن أفضل 250 مركزاً طبياً أكاديمياً على مستوى العالم من بينها اثنان ضمن المراكز المائة الأعلى تصنيفاً، وهو ما يسلط الضوء على التزامنا بالجمع بين رعاية المرضى والبحوث الطبية والتعليم الصحي لتحقيق أفضل النتائج وتوفير أفضل التجارب لمرضانا.
جائحة كورونا
وفي معرض تعليقها على جهود القطاع الصحي للتصدي لجائحة فيروس كورونا (كوفيد – 19)، قالت سعادتها: “خلال جائحة كوفيد – 19، ساهم النهج الذي اتبعته الحكومة بأكملها بالإضافة إلى قوة ومرونة أنظمتنا الصحية وفرق الرعاية الصحية الرائعة لدينا في ضمان تسجيل واحد من أدنى معدلات الوفيات في العالم، كما كانت معدلات التقاط المرضى وكوادر الرعاية الصحية للعدوى بفيروس كوفيد – 19 داخل المستشفيات تقترب من الصفر، حيث تمت الإشادة بهذه الجهود عالمياً، إذ صُنفت استجابة دولة قطر لجائحة فيروس كورونا من بين الأفضل في العالم”.
بطولة كأس العالم
كما نوهت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري بالدعم الذي قدمه قطاع الرعاية الصحية لبطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، وقالت: “خلال بطولة كأس العالم 2022، أسهمت خدماتنا الصحية المتطورة ومبادراتنا في مجال الصحة العامة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومدننا التي حصلت على اعتماد المدن الصحية في أن تكون بطولة كأس العالم 2022 في قطر واحدة من أنجح بطولات كأس العالم وأفضلها على المستوى الصحي في تاريخ بطولات كأس العالم، وذلك على الرغم من تنظيمها بُعيد نهاية جائحة كوفيد – 19”.
وقالت سعادتها: “مع قرب اختتام استراتيجيتنا الوطنية الثانية للصحة (2018 – 2024) والتي أحدثت تغييرات إيجابية لمرضانا، نتطلع إلى إطلاق استراتيجيتنا الوطنية الثالثة للصحة في وقت لاحق من هذا العام والتي ستتناول بالتفصيل الأهداف الصحية التي حددتها استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر (2024-2030) للمضي قُدماً نحو تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030”.
التدريب والتطوير
وأضافت سعادتها قائلة: “لقد كان هدفنا عندما أطلقنا هذا المنتدى ومعهد حمد لجودة الرعاية الصحية بالتعاون مع معهد تطوير الرعاية الصحية قبل 10 أعوام أن نصبح بمثابة مركز إقليمي للريادة في مجال تحسين الرعاية الصحية، والآن باتت برامجنا في مجال التدريب والتحسين تغطي القطاع الصحي بأكمله في قطر، كما تشارك أكثر من 9 مستشفيات من القطاع الخاص في برامج التدريب والتحسين العملية. لقد قمنا بتطوير دورات تدريبية عبر الإنترنت لتقديمها باللغة العربية لجعلها في متناول جميع المشاركين من الدول العربية. ونعمل حالياً على تطوير فرص تدريبية وشراكات لمقدمي الخدمات الصحية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”. واختتمت سعادتها كلمتها بالقول: “من المؤكد أنكم تتفقون معي على أن الشيء الثابت الوحيد في الرعاية الصحية هو التغيير، ولذلك فإننا إذا وقفنا ثابتين في مكاننا فإننا نكون في الواقع نعود إلى الوراء لننطلق معاً نحو المستقبل مسلحين برغبة قوية في تزويد مرضانا ومجتمعاتنا بأفضل رعاية دائماً، لنتعاون معاً عبر الحدود لتعلّم وتعليم مهارات تحسين الصحة وضمان أن لا يتخلف أحد عن الركب.”
هذا ويُعقد منتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية في إطار تعاون بين مؤسسة حمد الطبية ومعهد تطوير الرعاية الصحية في الولايات المتحدة الأمريكية، ويُعد هذا المنتدى أكبر حدث مخصص لتحسين جودة الرعاية الصحية في المنطقة، ومع وصوله الآن لعامه العاشر، فقد ساهم منتدى الشرق الأوسط للجودة والسلامة في الرعاية الصحية في تحسين الجودة والارتقاء بالرعاية الصحية، حيث شهد المنتدى 26 ألف مشارك على مدار عقد من تنظيم المنتدى، 444 ألف ساعة تعليم مهني لمتخصصي الرعاية الصحية، و800 متحدث من أبرز الخبراء المحليين ودول المنطقة والعالم.
د. كيدار مايت: المنظومة الصحية في قطر نموذج يحتذى
أشاد الدكتور كيدار مايت – الرئيس والمدير التنفيذي لمعهد تطوير الرعاية الصحية (IHI)-، بالشراكة التي تجمع معهد تطوير الرعاية الصحية ومؤسسة حمد الطبية على مدار 10 سنوات، واصفا السنوات بالمثمرة، لما نتج عنها من صياغة مسار مهم في الرعاية الصحية لجعلها أفضل لإنقاذ حيوات المرضى.
وأضاف الدكتور مايت قائلا ” إنَّ السنوات العشر الماضية شهدت على ساعات عمل طوال ليس فقط لخلق بيئة آمنة للمرضى بل أيضا لذويهم، من خلال توفير كوادر مسلَّحة بالمعرفة والعلم المستمر والأدوات التي تجعلهم نسخة أفضل من أنفسهم، في ظل التحديات التي تواجه الصحة وتهدد المجتمعات في ظل ما نعيشه من تحولات كبيرة تتطلب الوصول إلى مستوى معرفي وآخر رقمي بصرف النظر عن التحول الذي يسود المرحلة من تغييرات غير مسبوقة.” واختتم د. مايت حديثه مشيدا بالنظام الصحي في دولة قطر، مؤكدا أنه يحتذى به، متطلعا لمزيد من التعاون في مجال جودة وأمان الرعاية الصحية المقدمة للمرضى.
د. عبداللطيف الخال: خفض نسبة مخاطر المرضى خلال الرعاية الطبية أولوية
أكدَّ الدكتور عبداللطيف الخال- نائب رئيس الإدارة الطبية للتعليم الطبي بمؤسسة حمد الطبية-، أنَّ من أهم أولويات تحسين جودة الرعاية الصحية، هو خفض نسبة المخاطر التي تصيب المرضى خلال حصولهم على الرعاية الطبية، وإن كانت نسبتها مخفضة إلا أنها تحدث في القطاعات الصحية كافة”.
ورأى الدكتور الخال في تصريحات للصحافة المحلية أن منتدى الشرق الأوسط لتحسين جودة الرعاية الصحية، يعقد للمرة العاشرة، ويعد أكبر منتدى في منطقة الشرق الأوسط المعني بمناقشة وطرح موضوع جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى، ويهدف المنتدى إلى تطوير مهارات العاملين الصحيين بمن فيهم الأطباء والصيادلة والممرضون وكل من يعمل في القطاع الصحي لتحسين الخدمات الطبية والصحية بصورة مستمرة، فضلا عن تحسين كفاءة الخدمات وتحسين قدرة المرضى للحصول والوصول للرعاية الطبية، وهذا سيترجم من خلال المحاضرات وورش العمل التي تعقد على مدار أيام انعقاد المؤتمر من خلال كوكبة من الخبراء المحليين والدوليين، إذ إن الحضور لا يقتصر على كوادر مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية فحسب، بل أيضا الشركاء في القطاع الخاص، المستشفى العسكري، سدرة للطب، إلى جانب جامعة قطر”. وعلق الدكتور الخال على الذكاء الاصطناعي، قائلا ” إن هناك عددا من المحاضرات التي ستناقش الذكاء الاصطناعي ودوره في رفع جودة الرعاية الصحية من خلال خبراء محليين، وهو من الموضوعات التي تلقى إقبالا كبيرا من قبل المشاركين”.
د. عبد البديع أبو سمرة: بدء العمل بالذكاء الاصطناعي في حمد الطبية
من جانبه شدد البروفيسور عبد البديع أبو سمرة- مدير معهد قطر للسكري وعلاج السمنة، رئيس قسم الجودة بمؤسسة حمد الطبية – على أنَّ الجودة وسلامة المرضى تعدان ضمن المعايير الحديثة للتعليم الطبي. وقال البروفيسور أبو سمرة “إنه في السنوات الأخيرة، أُكتشف إمكانية انتقال العدوى للمريض داخل المستشفى، أو أن يصاب نتيجة للسقوط، أو غيرها من الأمور التي تطلب تركيزا على أهمية جودة المستشفى والخدمة الطبية المقدمة، وهذا يقتضي التعاون بين الأطباء والتمريض وغيرهم من الكوادر لتكون الخدمة متكاملة، وكل عام نكتشف ونتعلم أمورا جديدة سواء من خبرات الدول الأخرى أو خبراتنا، وهذا يجعل القطاع الصحي في قطر ينمو بصورة جيدة، سيما وأن جودة تقديم الخدمة الطبية تتطلب تعاونا كبيرا بين كافة مقدميها، وهذا لا يتم ضبطه إلا بالكثير من التدريب وورشات العمل”. ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي هو علم جديد سيساعد في تقديم الرعاية الصحية، وكشف عن بدء استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في مؤسسة حمد الطبية بقراءة صور أشعة سرطان الثدي للكشف المبكر عنه، وأن الذكاء الاصطناعي يقارن صورة الأشعة بآلاف الصور المخزنة لديه، ومن ثم يتأكد الطبيب من النتائج التي خلص لها الذكاء الاصطناعي، ليكون الذكاء الاصطناعي داعما في تقديم الخدمات وفي توفير مستويات جودة عالية”.
مساحة إعلانية