وزير الاقتصاد في أنغولا لـ الشرق: نهتم بتجربة قطر في الاقتصاد والتعليم

عربي ودولي
24
وزير الاقتصاد في أنغولا لـ الشرق: نهتم بتجربة قطر في الاقتصاد والتعليم
عواطف بن علي
أشاد سعادة ماريو كايتانو جواو وزير الاقتصاد والتخطيط في جمهورية أنغولا بالجهد الدبلوماسي الذي تبذله دولة قطر من أجل إحلال السلام في القارة الإفريقية إلى جانب ما تقدمه من مشاريع تنموية لدعم الدول الإفريقية والأقل نموا. ورحب سعادته في حوار خاص مع «الشرق»، بالتعاون مع الدوحة لتحقيق برامج تنموية تتميز بالاستمرارية والمردودية إلى جانب الاهتمام بمشاركة التجربة القطرية والتعلم منها خاصة في التنمية المستدامة والتعليم.
وبين وزير الاقتصاد والتخطيط الأنغولي أن هناك مجالات عديدة للتعاون بين البلدين خاصة في المجال الاقتصادي والصناعات الزراعية، موضحا أن كلا الحكومتين تعملان بشكل جدي للغاية لتوطيد التعاون الثنائي حيث سيتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات في الفترة القادمة لتعزيز التعاون الاقتصادي إلى جانب تنظيم المزيد من الزيارات واللقاءات الثنائية لتقوية العلاقات بين البلدين. وأبرز السيد جواو أنه سيتم تنظيم زيارات لرجال الأعمال القطريين إلى أنغولا من أجل تعميق العلاقات الاقتصادية وبحث إمكانية التعاون وإقامة مشاريع في مجالات عديدة على غرار القطاع المصرفي والصحي والزراعي. وفيما يلي نص الحوار كاملا مع سعادته.
كيف تجدون دور قطر في دعم التنمية المستدامة في أفريقيا عامة وفي أنغولا خاصة؟
تعاني البلدان الأفريقية من قيود عديدة تحول دون الوصول إلى أهداف التنمية المستدامة بحلول عام 2030. ونحن في جمهوية أنغولا نعمل بشكل جدي للانتقال من مصاف أقل البلدان نمواً إلى البلدان النامية. وبالتأكيد فإن الجهود القطرية الداعمة للتنمية والتطور في بلداننا تعد غاية في الأهمية حيث وفرت الدوحة من خلال استضافتها مؤتمر البلدان الأقل نموا منصة دولية لمشاركة التجارب ووضع البرامج التنموية لتجاوز التحديات الراهنة التي تطرحها الأزمة العالمية وتداعياتها التي تعاني منها جميع الدول خاصة تلك الفقيرة. ومن المهم أن تجد كل دولة حلولها الخاصة من خلال الحوار الجماعي في المحافل الدولية وبالتعاون مع المنظمات الأممية. يمكننا اعتماد بعض هذه الحلول مع الحرص على التطبيق لأن وضع الخطط دون تنفيذ لا معنى له. ويهمنا أن نتعاون مع دولة قطر لتحقيق برامج تنموية تتميز بالاستمرارية والمردودية إلى جانب اهتمامنا بمشاركة التجربة القطرية والتعلم منها خاصة في التنمية المستدامة والتعليم.
القارة الإفريقية تعاني من عدة صراعات، كيف ترون الدور الذي تقوم به قطر في إحلال السلام ؟
نقدر جدا الجهد الدبلوماسي الذي تبذله قطر من أجل إحلال السلام في القارة الإفريقية إلى جانب ما تقدمه من مشاريع تنموية خاصة في مجال التعليم.. لقد زرنا مؤسسة قطر وشاهدنا العديد من المشاريع التي تمولها المؤسسة ونحن مهتمون جدا بالتعاون معها لتعزيز قدراتنا التعليمية والاستفادة من التجربة القطرية.
نرى أن الحكومة القطرية والأنغولية لديهما مقاربات متشابهة جدًا، نحن قادرون على الكفاح في المواقف الصعبة للغاية. أنغولا كانت بمثابة ساحة معركة خلال الحرب الباردة، لدينا الكثير من الخبرة في التعامل مع الأوقات الصعبة للغاية والبيئة السياسية المتوترة للدول من حولنا. ونرى أن دولة قطر تحاول أيضًا إيجاد الحلول السياسية المختلفة لإنهاء الصراعات وفض النزاعات في القارة الإفريقية وخارجها.
ما هي مجالات التعاون الممكنة بين البلدين؟
هناك مجالات عديدة للتعاون بين البلدين خاصة في المجال الاقتصادي والصناعات الزراعية. نحن نعتمد على الاستثمارات الزراعية كمحرك رئيسي لتنويع اقتصادنا. وكما تعلمون أن أنغولا هي المنتج الأول للنفط في أفريقيا جنوب الصحراء لكن لا يمكن الاعتماد فقط على قطاع النفط لأن هذا التوجه خطير جدا على الاقتصاد الوطني بما أن جميع الشركات الدولية مرتبطة بالنشاط البترولي وبالتالي المدفوعات والأرباح وما إلى ذلك تأتي بشكل كبير من الخارج، لذلك نحن بحاجة إلى إيجاد أنشطة اقتصادية متنوعة يكون لها تأثير أكبر وديمومة أكثر. على سبيل المثال: قطاع النفط مسؤول عن ثلثي عائداتنا لكنه لا يوفر مواطن التشغيل الكافية التي تحتاجها البلاد لتحقيق الاستدامة على المدى القصير والطويل. وأظن أن التجربة القطرية ملهمة في تحقيق التنويع الاقتصادي والاستثمارفي الموارد الطاقية والبشرية بشكل جيد ومدروس.
كما تعلمون اننا قد فتحنا سفاراتنا في الدوحة منذ فترة قصيرة.. وكلا الحكومتين تعملان بشكل جيد للغاية لتوطيد التعاون الثنائي لذلك نتوقع أن يتم التوقيع على عدد من الاتفاقيات المشتركة في الفترة القادمة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. ومن المؤكد أننا بحاجة إلى مزيد من الزيارات المتبادلة واللقاءات الثنائية لتقوية العلاقات والتعاون بين جمهورية انغولا ودولة قطر. ونعلم أن قطر بحاجة أيضًا إلى الأراضي لإنتاج المنتجات الزراعية الموجهة للاستهلاك والتصدير.. نحن نمتلك المساحات الشاسعة الخصبة واليد العاملة ومستعدون لشراكة تنموية تعود بالمنفعة على الشعبين.. كما أننا منفتحون على التعاون وفتح أبواب التبادل التجاري بين البلدين.
ما هي الحوافز التي تقدمها أنغولا لتشجيع الاستثمارات القطرية؟
الاستثمار في أنغولا، لا يعني أنك تستثمر في سوق موجهة لـ30 مليون شخص فقط، أنت تستثمر في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء حيث إن الناتج المحلي الإجمالي لمنطقتنا هو 1 تريليون دولار وبلادنا يمكن أن تكون بوابة لتوسيع الاستثمارات القطرية في القارة السمراء. تمتلك أنغولا أيضاً ثروة من الموارد الطبيعية الأخرى، بما فيها المعادن والمياه والزراعة والغابات ومصايد الأسماك.
بالطبع نحن بحاجة إلى تنظيم زيارات لرجال الأعمال القطريين إلى أنغولا من أجل تعميق العلاقات الاقتصادية وبحث إمكانية التعاون وإقامة مشاريع في مجالات عديدة على غرار القطاع المصرفي والصحي والزراعي. لدينا مناطق حرة تتميز بضرائب ورسوم منخفضة للغاية وهذا يوفر القدرة التنافسية لأي رجل أعمال أو استثمار قطري. كما نقدم بيئة سياسية جيدة ومستقرة في القارة الإفريقية وهو أمر مهم للغاية، نتميز بيد عاملة ماهرة وإنتاجية عالية. الحكومة إنخرطت في تنفيذ مشاريع كبرى، على غرار برنامج الخصخصة، ومراجعة قانون الاستثمار الخاص، وإصلاح النظام الضريبي، وزيادة الدعم للقطاع المنتج من الاقتصاد الفعلي.
والاستثمار في أنغولا يمكّن من الوصول إلى سوق جنوب إفريقيا لأننا في منطقة تجارة حرة مما يعني أن المستثمر غير ملزم بدفع رسوم الانتقال من دولة إلى أخرى لتصدير المنتوجات: لا تحتاج إلى دفع رسوم إذا كنت تنتج منتجًا قطريًا في أنغولا، يمكنك بالطبع التصدير إلى البلدان المجاورة دون دفع رسوم لذلك أعتقد أن هذا حافز يمكن أن يشجع رجل الأعمال للاستثمار في أنغولا.
تحدثتم عن التعاون في مجال التعليم ما هي أوجه الشراكة؟
تواجه البلدان الأقل نموا والإفريقية عامة صعوبات في عملية التعلم ونسب التمدرس وغيرها من المشاكل خاصة من حيث جودة التعليم وتوفير التقنيات الحديثة التي تواكب التطور في العالم.. نحن بصدد وضع اللمسات الأخيرة على خطتنا للتنمية الوطنية، والتعليم في صميم رؤيتنا هذه، لذلك نود أن ندعو مؤسسة قطر لمساعدتنا في إعادة التعليم إلى مساره الصحيح في أنغولا، التعليم مهم للغاية بالنسبة لنا لأنه المحفز الأول لبناء المعرفة وتطوير القدرات المؤسسية وبناء اقتصاد قوي يمكن الاعتماد عليه في بناء مستقبل أفضل. طلبنا من مؤسسة قطر مساعدتنا في بناء منظومة تعليمية جيدة ونظن أننا سنبدأ في هذه الشراكة مع قطر التي استثمرت بشكل مبهر في التعليم وحققت نموا وتطورا يشهد له في هذا المجال كما لمسنا استعدادا كبيرا لمساعدة البلدان الافريقية وبلادنا في هذا المجال الحيوي.
مساحة إعلانية