‫ وزير البلدية لـ الشرق: التركيز على المدن الذكية في الخطط المستقبلية

نشوى فكري

أكد سعادة الدكتور عبد الله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البلدية، أن استوديو 18 يعتبر مركزا للإلهام والإبداع، إذ انه يوثق مراحل مهمة في مسيرة التنمية في دولة قطر، وخاصة التنمية الحضارية والتخطيط العمراني في الدولة على مدار 50 سنة ماضية، مشيرا إلى أن هذه المرحلة هامة في تنمية مسيرة الدولة، لذلك نحافظ على هذه الوثائق وأهمية توثيق هذه المرحلة، خاصة وأنها تضم الكثير من الجهود والدروس المستفادة، كما تعتبر المرحلة ملهمة لأنها توضح كيف كانت مدينة الدوحة حاليا وقبل 50 عاما… ونوه سعادته في تصريح خاص لـ «الشرق» خلال افتتاح (استوديو 18) بقطاع التخطيط العمراني بالوزارة، إلى أنه بالنسبة للمخطط العمراني والمختصين في هذا المجال يعطيهم نظرة حول المتوقع أو المنتظر بعد 50 عاما، خاصة في ظل التطور الملموس الذي تشهده البلاد، معتبرا انه بداية الابتكار والإبداع، والتخطيط للمستقبل، إذ إن التخطيط العمراني من القضايا الهامة في الدولة. وتابع سعادته قائلا: والحمد لله تكللت بالنجاح العديد من النجاحات والإنجازات بناء على ما تم من إرث خلال هذه العقود، ومن أهمها حصول مدن البلديات في دولة قطر على الاعتماد الصحي من منظمة الصحة العالمية، وأيضا وجود دولة قطر وتحديدا مدينة الدوحة واحتضانها لبطولة كأس العالم والنجاح الذي حققته، هذا كله من ضمن الإنجازات التي حصدتها الدولة، وساهمت بها أيضا جهود التنمية وجهود التخطيط العمراني بشكل كبير.

موضوعان مهمان

وأعرب سعادة وزير البلدية، عن تطلعه أن يستقطب استوديو 18، جميع الناشئين من الطلبة والباحثين والمهتمين في بحث القضايا الأساسية، خاصة وأن الوزارة تركز على موضوعين مهمين في المستقبل ألا وهما موضوع أنسنه المدن وجعلها أكثر جاذبية للناس والعمل والاستمتاع والمشي والترفيه، وأيضا موضوع التغيير المناخي وآثاره على المدن، وكيفية أن تكون البنية التحتية والمدينة جاهزة للتغييرات المناخية المحتملة خلال العقود المقبلة… مضيفا: وكذلك هناك أمور أخرى فيما يتعلق بالمدن الذكية والتحول التكنولوجي والرقمي والذكاء الاصطناعي وهي من الأمور التي سيتم أخذها في الاعتبار عند وضع أيه خطة مستقبلية بالتعاون مع التخطيط العمراني.

ملتقى للمختصين

وقد حضر الافتتاح عدد من وكلاء الوزارة المساعدين ومديري عموم البلديات ومديري الإدارات، وعدد من مسؤولي وممثلي وزارة الثقافة والمؤسسات المهنية والبحثية والأكاديمية ومن بينها جامعة قطر وجامعة حمد بن خليفة وهيئة المتاحف ووزارة الثقافة ورواد العمل التخطيطي في دولة قطر.

وقد أنشئ هذا الاستوديو بالطابق الـ 18 بمقر قطاع التخطيط العمراني، ليكون بمثابة ملتقى لكل المنتسبين لإدارة التخطيط العمراني والمؤسسات والجهات المعمارية والعمرانية والتخطيطية، لتحفيزهم على التفكير الإبداعي وإنتاج المبادرات، وهو مكان يستوعب الأنشطة التصميمية والتخطيطية والفرق الجماعية والورش المحلية والعالمية والمحاضرات.

يأتي إنشاء هذا الاستوديو بالطابق الـ 18 بمقر قطاع التخطيط العمراني، بهدف خلق بيئة مناسبة للمخططين والمصممين العمرانيين على مستوى الدولة، لتعزيز التفكير الإبداعي وصياغة الرؤى التخطيطية لمستقبل البلديات والمدن القطرية، وإنتاج المبادرات التي تساهم في إيجاد بيئة عمرانية ذات جودة وفقاً لأفضل المعايير العالمية، كما يستوعب المكان الأنشطة التصميمية والتخطيطية والفرق الجماعية، والورش المحلية، والعالمية.

مكونات الملتقى

ومن أهم مكونات الملتقى، المكتبة التخطيطية والعمرانية الوحيدة في دولة قطر، والتي تضم مجموعة من الكتب المتخصصة والتقارير الفنية النادرة عن التطور التخطيطي والعمراني في الدولة، وكذلك أحدث المراجع المنشورة إقليميا وعالميا. كما يضم الملتقى استوديو للتصميم مجهز بكافة التقنيات الحديثة وتجهيزات معمل الحقيقة الافتراضية وطابعات الليزر ثلاثية الأبعاد، كما يضم المكان فضاءات مخصصة للعصف الذهني وتبادل الأفكار وعمل العروض البصرية والمرسومة، وتشمل المكونات، غرفة اجتماعات عالية التقنية مجهزة بالشاشات التفاعلية وكل الأجهزة الصوتية والبصرية.

وقد عُقدت بمقر الاستوديو الجديد في ختام حفل الافتتاح، ندوة عن مستقبل مدن دولة قطر، شارك فيها ممثلون عن إدارة التخطيط العمراني وجامعة قطر وشركة مشيرب وخبراء التخطيط العمراني الوطنيين مثل المهندس علي العبد الله والمهندس ابراهيم الجيدة.

وبهذه المناسبة أكد المهندس فهد محمد القحطاني وكيل الوزارة المساعد لشئون التخطيط العمراني في كلمة بمناسبة افتتاح الاستوديو، على أهمية دور قطاع التخطيط العمراني في تحقيق رؤية دولة قطر 2030 وخاصة في مجال التنمية البشرية ونشر المعرفة.

وأشار المهندس عبد الله الكراني مدير إدارة التخطيط العمراني إلى رؤية وفكرة الاستوديو ودوره في ربط إدارة التخطيط العمراني بالفعاليات والمؤسسات العالمية.

شرح تفصيلي

من جانبها، قدَّمت المخططة العمرانية مريم زينل رئيس قسم التخطيط العام بإدارة التخطيط العمراني، شرحا تفصيليا عن معرض تطور التخطيط العمراني في دولة قطر، وقال لـ «الشرق» إن الفكرة جاءت من منطلق حرص ودعم سعادة وزير البلدية، والسيد وكيل الوزارة المساعد لشؤون التخطيط العمراني، وتبنيهم لفكرة خلق بيئة محفزة وممكنة للمخططين والمصممين العمرانين، ليس فقط على مستوى قطاع التخطيط العمراني بل لكل قطاعات الدولة، مشيرة إلى أن هذا الاستوديو صمم ليستوعب كافة الفعاليات والورش الفنية العالمية، كذلك والمحلية وليكون ملتقى إبداعيا لكافة المهتمين في هذا المجال.

وأشارت إلى ان الاستوديو يتكون من مجلس ومنطقة للعصف الذهني ومنطقة للنقاش وعلى الجانب الآخر من الاستوديو يوجد منطقة العمل والتي تم تصميمها بناء على احتياجات المصممين والمخططين العمرانيين، وفيها مجموعة من الأجهزة الحديثة والتقنيات العالمية التي تتناسب مع طبيعة عمل المخططين، مبينة إلى انه يوجد لديهم كذلك استوديو صوتي للإخراج والتسجيل ومكتبة تخطيطية والتي تعتبر الأولى على مستوى دولة قطر تخطيطيا، كما يوجد غرفة اجتماعات كبيرة، وهذه الغرفة مجهزة بأفضل التقنيات المرئية.. وأردفت قائلة: كما تم عمل معرض للتخطيط العمراني في دولة قطر، ليوضح تاريخ تطور مدينة الدوحة منذ بداية التطوير والخطط العمرانية ويوضح المراحل المهمة في الدولة، واستغرق العمل حوالي عام ونصف لوضع وتنفيذ التصميمات اللازمة، وبعد الافتتاح سيتم التنسيق لعقد مجموعة من الورش والمسابقات والفعاليات داخل الاستوديو.